• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من الجراح تنزف الاخلاق ... .
                          • الكاتب : حارث العذاري .

من الجراح تنزف الاخلاق ...

اخر مقال اكتبه في سنة ( 2017 ) ....
ونحن نودع سنة كاملة ونستقبل سنة اخرى بودي ان اقول شيء من ( صميم ) قلبي :
اريد اقدم شكر لكل الاخوة والاخوات والاصدقاء والاقارب الذين واجهوني ( اتهاما وتشكيكا ) واعتدوا وتجاوزوا على سمعتي – سواء في الفيس بوك او خارجه – واخص منهم من كال لي انواع التهم والوان الشتم والتسقيط ...
شكرا لهم جدا لانهم اعطوني فرصة عملية لأطبق شيء من اخلاق الاسلام العظيمة ...
و شكرا لهم لانهم اعطوني فرصة لأكون صادق امام الله سبحانه في ( اقسى ) المواقف لهذه السنة فحينما كنت اقول سأستغفر لكل من تجاوز علي فقد كنت صادق جدا , فعلا كنت اخرج تحت السماء ( ليلا ) واجلس بين يدي ربنا الله عز شأنه واقول :
يا رب اغفر لهم وسامحهم ...
اعطاني الاخوة السبابون والمشككون فرصة ثمينة ربما نادرا تتكرر في ان اقابل الإساءة ( الجماعية ) بإحسان واقابل الطعن باحترام , واستطعت ان ( اعايش ) ذلك الشعور العظيم بالغربة حينما تقف وحيدا بين الجموع ومعظمهم يشتموك او يشيرون لك بأصابع الاتهام ... وانت بينك بين الله تحمل ( نوايا ) طيبة وسليمة ...
في الايام المنصرمة دخلت في اختبار ( معنوي ) من نوع خاص جدا , حيث كنت امام كل تعليق او كلام او موقف يصدر من اخ طاعن او صديق شامت او قريب مشكك اجلس لوحدي وافتش في زوايا قلبي واتسأل :
هل عندي شيء من الكره لهذا ( الصديق ) الذي يشتمني ؟
هل في قلبي شيء من حب الانتقام لتلك ( الاخت ) التي تسيء الظن بي ؟
هل سأدعو الله تعالى ان يعاقب ذلك ( القريب ) الذي يشوه سمعتي او يأخذ بحقي منه ؟
ومرت الليالي وانا اعيش تلك التجربة العملية ... حقا كانت تجربة جميلة جدا ولطيفة !!
ادركت شيء بسيط - حسب مستواي القاصر - من تلك الغربة التي عاشها بعض ( عباد الله تعالى ) فيما مضى حينما يقفون لوحدهم بين جموع الناس وقد تكاثرت عليهم جراح الاقارب والاباعد ...
طبعا بالتالي نحن بشر ولدينا ( مشاعر ) نتعز بأسمائنا وسمعتنا ونحافظ على تاريخنا , ولكن حينما ترى امام عينيك ان سمعتك مستهدفه او ان اسمك مرمى للطعن والتسقيط وان تاريخك معرض للنسف فآنذاك ستكون داخل اعماقك في محك حقيقي ,
يا ترى كيف ستواجه ذلك ؟
وكيف ستدافع عن نفسك ؟
لقد اكتشفت وبشكل عملي لا يقبل النقض ان اعظم طريق للدفاع عن نفسك هو ( اخلاقك ) مع الاخرين التي تقدمها لوجه الله تعالى .
ان يطعنك شخص كنت في يوم ما قد قدمت له احسان او وقفت الى جنبه بموقف ربما غير مسار حياته للأفضل فحينما تسمع بأذنك او تقرا او ( ترى بعينك ) تسقيط وتشكيك لك من هكذا شخص فانت مباشرة وبقليل من التفكير ستعرف حجم النعمة التي انت فيها ..
نعم نعمة ومن نوع خاص انك استطعت ان تطبق خلق من تلك الاخلاق التي ( يعامل ) بها الله تعالى عباده وهي العفو عن اسائه من تحسن اليه .
الشيء الاخر الذي عشته تلك الفترة ...
وفي شدة تلك ( المعمعة ) المضحكة ..!!
قد تلاحظ من يبتعد عنك ويبقى متفرجا ويلوذ بالصمت !!
او يأتيك شخص ( خلسة ) ليسجل موقف بارد وهو يخاف من المواقف العلنية التي هي ( طاعة ) لرب الناس ( خشية ) من الناس !!
او ربما يأتي اخر يأخذ دور الناصح الذي يقترح الحلول من خلال اثبات تهم ان لم تقترفها ؟!
واخيرا عزيزي القارئ ...
تخيل ان جراحك تنزف اخلاقا تجاه القريب والبعيد , حيث تنهال امامك التهم والتأويلات والصيحات وفي نفس انت تتفرج على تقلبات الايام وتلون البشر ...
ولكنك في داخلك مطمئن ...
وهذا هو المهم بل هو الاهم ...
لا بأس , الحياة تجارب والتجارب فرص وفي كل فرصة ثمرة .

والشكر لله تعالى وله الامر والحكم وحده لا شريك له

31 / 12 / 2017
النجف الاشرف




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=113590
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 01 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28