ظهرت إمكانيات هائلة في الغش والمواربة وخاصة عند الكتاب المصريين و ما يحرق الأعصاب فعلا تلك الضمائر الميتة التي يكتبون بها مواضيعهم فهل يعقل أن يكتب الكاتب المثقف كل هذه الخلابيص اللاإنسانية كي يعيش ؟.. حيث جاء أخيرا وفي مقال تحت أسم ( الخطأ الاستراتيجي لحزب الله ) ونشر على موقع العربية في تاريخ (22يوليو 2006م ) للكاتب أسامة هيكل .. يقول هذا الاسامة في مفتتح مقاله ( على المستوى العاطفي أؤيد وأساند حزب الله في حربه ضد إسرائيل.. ولكن موضوعيا أجده قد وقع في خطأ استراتيجي خطير ) بتمعن مدرك لخبايا هذه الجملة نجدها تدل على أن أية مساندة ما هي إلا بدوافع عاطفية خالية من النظرة الموضوعية وان أي تأييد لابد أن يأخذ بنظر الاعتبار جدية موضوعيته و قال (حربه ضد إسرائيل )ولم يقل حرب إسرائيل ضده ليصور لنا وكأن إسرائيل هي المعتدى عليها.. فلنتعقب تلك الأخطاء الثلاث التي يذكرها أسامة... الأول منها انه أراد أن يخفف الضغط الدولي على إيران بسبب مشكلة الملف النووي وقد نجح.. ثانيا المساومة على الأسرى اللبنانيين عن طريق اختطاف بعض الجنود الإسرائيليين ثم التفاوض للمبادلة والهدف الثالث يكمن في تخفيف الضغط العسكري الإسرائيلي عن غزة ....وتم التركيز على الهدف الأول دون ذكر الأهداف الباقية ثم لندخل أكثر في عمق هذا الموضوع المدبلج حيث يقول ( أن حكومة إسرائيل تواجه داخليا بضغوط عنيفة من أجل تحقيق الأمن بمنطق القوة وليس عن طريق السلام )لم يقل من اجل التوسع بل قال من اجل الأمن .. ( خطية ) الشعب الإسرائيلي لا يبحث سوى عن أمنه لا غير.. ليست لديه أي رغبة في الاحتلال والتوسع والإبادة .
نقول أن الشعب الإسرائيلي يعيش اليوم أتعس أيام حياته تحت الملاجئ وفي الجحور والحياة اليومية متوقفة تماما وقد بدأ غضب الشعب الإسرائيلي واضحا على حكومته بسبب القسوة التي لابد أن تواجه بعنف عربي وتطالب بمساعي سلام اكبر خوفا على مصيرها... هذه هي الحقيقة التي يريدنا أسامة أن لا نذكرها .
الآن يجب أن ننتبه إلى حالة معروفة في الصحافة العربية أن نهاية المواضيع التي تطرح من قبل كتابنا دائما تكون مختلفة عن بداياتها.. كمحاولة لتغيير الوتيرة ومصالحة من يغضب ومعالجة بعض النواقص الموضوعية في أي موضوع صحفي فهو يعود ليسأل مناقضا نفسه وموضوعه. (هل يعقل من أجل لعبة سياسية لصالح إيران أن يغامر حزب الله بتدمير نصف لبنان الجنوبي ؟ وهل من أجل إيران ، يخسر الشعب العربي قوة المقاومة الوحيدة .. المنظمة والمؤثرة في إسرائيل فيمنح حزب الله خنجرا لكل حاكم عربي من الحكام العرب ) لاأدري ما هذا الغباء الذي يتمتع به بعض كتابنا وصحفيينا فالموضوع أصبح مكشوفا لا يحتاج إلى تدقيق ولا يحتاج إلى تأمل وإلا أليس من العيب أن نقول أن حزب الله هو القوة المؤثرة الوحيدة عند العرب؟ فأين الجيوش المجيشة وأين حكوماتنا العربية ودوائرها المخابراتية وأين مطاراتنا التي صرفت عليها مليارات الدولارات وأين لساننا الذي طوله أميالا من التبجحات؟ وأين المقاومة التي طالما تغنيتم بها ؟ فهل هذه المقاومات أعدت لذبح العراقيين فقط ؟ هنا تكمن الحقيقة بأن النفس الطائفي قد قاد العالم العربي بأجمعه وهذا بفضل تلك المشايخ التي شعلت أوارها منذ زمن بعيد. أولا لنقرأ مثل هذه العبارات الفرحانة من هذا (الاسامة ) الذي حيرني هل يعقل أن يكون أنسانا . فهو لم يزل يضخم بعبارات التهديم فيقول:ــ نسفت لينان نسفا ودمرت تدميرا وفجرت تفجيرا .. ثم يهدا قليلا ليعترف ( ولا جدال في أن حزب الله حقق مفاجأة كبرى ولأول مرة تتمكن قوة عربية من الوصول لأهداف حيوية في عمق إسرائيل) فنقول أن لا جدال بأنكم خونة متمرسون على الخيانة والرذالة والعمالة وال...... |