• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل شبح القرون المظلمة اصبح جسرا للعبور ونوافذ من الصعب اغلاقها ؟ .
                          • الكاتب : د . ماجد اسد .

هل شبح القرون المظلمة اصبح جسرا للعبور ونوافذ من الصعب اغلاقها ؟

في اقسى ازمنة الدكتاتورية لم يفقد الشعب تمسكه بثوابته : سيادة بلاده و حريته بالتعبير و حقوقه ازاء واجباته كأنسان يحق له ان يصنع مصيره بارادته ليس بما يمتلكه من علامات حضارية او ثروات وجدها داخل ارضه حسب بل لانه في عصر العمل لا يمتلك الا ان يعيد قراءة القرون التي كادت تخرجه من التاريخ و من تاريخه هو بالدرجة الاولى .
و حرية التعبير بشكل او اخر لا تعني التجاوز او التشهير او المغالطة او الدغماتية بل تمثل الوعي المستند الى الشرعية و في مقدمتها : عدم التجاوز لا بالحقوق و لا بالواجبات .
فحرية التعبير للافراد كما للجماعات لم تتقاطع مع حرية العمل فالمنجز الحضاري للامم و لبلاد ما بين النهرين ليس منجزا شكليا او دعائيا و انما استند الى القدرات الخلاقة ببناء انظمة الحياة الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية . 
فهي علامات ابداع استندت الى التنوع اللامحدود للمكونات عبر الافكار و الحوارات و الاختلافات و لكن ليس على وجهة نظر احادية سلطوية قائمة على التصادم و التناحر بل على خلاف ذلك حيث المشاركة اثمرت طبقات من الحضارات حفرت جذورها عميقا في العراق الحضاري و ليس اية محاولة لتدميره و تمزيقه الى دويلات و قصبات و قرى و ازقة منشغلة بحروبها الداخلية 
انها قراءة تمنح التعددية منحى واقعيا يتجاوز الاعتقاد بغلبة فريق على اخر او انتصاره او دحره فالحضارة ليست صدامات و فتن و سرقات و شعارات سحرية براقة و احتفالات وهمية ... الخ . بل نتيجة حريات سمحت للاطراف كافة بالاشتراك ببناء صرح الحضارة كنتيجة للعمل الدؤوب المثابر و نتيجة للحوارات و نبذ اية وسيلة غير مثمرة كما تبنت الحضارة العراقية مبدا المعرفة و الابتكار ووضع الحلول المناسبة للاجتهادات و لتعددية وجهات النظر الخاصة .
ولان الشرق منذ قرون لم ينجز الا القليل في بناء حاضره مستعينا بالاخر و بأدواته و ما يترتب على ذلك من غبن و ظلم بلغ حد الجور ... و هنا تاتي المقارنة بين ما ينجزه الاخر من تقنيات و ادوات و افكار و ما يستهلكه الشرق من ثرواته في الاستيراد ضرورية للفت نظر الجميع بلا استثناء لنتائج هذه المقارنة او هذه القراءة بدل ترك الزمن يعمل عمله .
و في المقدمة فان حق التعبير بحرية في رصد العثرات و المعوقات والاهمال و التراخي و اضاعة الوقت .... الخ لا يعني تجاوز الخط الاحمر او التضامن مع الاخر العدو او الذي ستتضرر مصالحه بل بالدرجة الاولى التمسك بحق الحياة العادلة للجميع : حق العمل و حق المعرفة و المشاركة بصياغة حياة لا تقسم الناس الى ظالمين و الى مظلومين و الى حفنة تعيش على حساب الشعب و الى وجود قطيع يعيش تحت الارض و الا ... فان حرية التعبير عندما لا تكون عينا مبصرة فانها انذاك تودي العكس و لكن عندما تتعرض الحريات الشخصية و في مقدمتها الخصوصيات و حق الابتكار و حق الابداع و التجريب و الاجتهاد ... الخ فان شبح القرون المظلمة سيجد جسرا للعبور و نوافذ من الصعب اغلاقها ! .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=113818
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 01 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28