• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : قراءة في كتاب .
                    • الموضوع : قراءة انطباعية..  في كتاب (خطب الجمعة) .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

قراءة انطباعية..  في كتاب (خطب الجمعة)

 البحث عن القيمة الحقيقة في خطب الجمعة، يدلنا على احتياج المجتمع الى مثل هذه المؤثرات الايمانية التي تنطلق من منبر الجمعة من العتبة الحسينية المقدسة، وما عرف عنها من سمة حضارية بعيدة عن المناورة؛ كونها تعيش صلب الواقع سواء كان الموضوع روحياً إيمانياً أو سياسياً، وكلتا الحالتين تعتبران من الواقع الفكري المعاصر، ففي خطبة 5 حزيران 2015م لسماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) اقترنت بولادة منقذ البشرية وسيد الكائنات محمد (ص)، وهذا يعني استحواذ روح الوعي التي تخص المناسبة وما يدور في وجدان الأمة، ليعبر عن محتواها الإيماني، فمسألة الطاعة بعيدا عن تسويلات شيطانية تصرفه عن طاعة الله تعالى, ستكون طاعة واعية تحمل ضمير الصلاة والصيام والمناسك والمندوبات الشرعية كالصدقة التي تطفئ غضب الرب.

 ومثل هذه المواضيع الروحية لها قوة حضور، إذا ما اقترنت بقدسية المنشأ، وبما أن هذه الخطب تمثل صوت المرجعية الدينية العليا، فسيكون لها أثر وجداني عال تعامل بدقة الإحساس وبقدرة حقيقية عن الاستجابة والطاعة لها معنى اخروي, سماحة السيد بحث في معناها الدنيوي، فهي تنظم حياة الانسان، وتمكنه بالوعي المدرك لمفهوم الاطاعة؛ كونه موضوعاً تربوياً.

الحديث عن مفهوم الطاعة في حياتنا اليومية كطاعة الوالدين التي يراها الامام السجاد (عليه السلام) بمعنى التوفيق (وفقني لطاعة من سددني) هنا شملت الطاعة للمعلم والمربي والاخ وعدم الطاعة تعني (العصيان، التمرد، الفوضى).

وفي الخطبة الثانية، طالب الجهات الأمنية بمزيد من اليقظة، واستفادت طلاب مدارسنا من أيام التعطيل بالاستثمار الأمثل، ووجه رسالة الى شيوخ العشائر بأن لا تكون ردود الأفعال بأي مشكلة اكبر من الفعل نفسه، واستنكر فرض الفصلية (كحلٍّ تعويضي وإعطاء النساء تراضيا الى العشيرة المتنازع معها).

 يحمل النص الخطابي لهذه الخطب تقصي حالات المجتمع، وتشجيع وتحفيز فعل الخير ومعالجة السلبيات، ومن تلك الأمور التي تعالجها الخطب منها الحدث السياسي ومنها الاجتماعي ومن الظواهر كظاهرة الاشاعات في خطبة 12 حزيران 2015م لسماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) وللشائعات تعريفات متعددة منها نشر اخبار مشكوك في صحتها تتعلق في كافة مجالات الحياة، وتتعلق بجوانب اجتماعية واخلاقية ومعنوية، فإذا ضعفت الروح المعنوية وهزمت الجيوش،.

 لذلك تستعمل هذه الوسيلة كأحد أهم الحروب المعنوية التي يستخدمها الأعداء في انشاء الخوف، وتحطيم الروح المعنوية.. المهم أن نتعلم كيف نتعامل مع الشائعات, ضعف الوعي الذي لدى الانسان يؤدي الى أن يساهم ويتلقى هذا الخبر الكاذب برحابة صدر، فلابد من امتلاك الناس لقدر كافٍ من الوعي السياسي والثقافي والديني الأخلاقي والعقائدي، وأن ندرك من خلاله تبعات الشائعات.. أحياناً كلمة تودي الى مشاكل وأزمات وقتل وسفك دماء، لابد ان يكون لدينا هذا الوعي في جميع المجالات.

 وفي خطبته الثانية، تحدث عن الوعي الأمني لدى قواتنا الأمنية والذكرى السنوية الأولى لاحتلال داعش لمدينة الموصل، والثالثة عن مأساة قاعدة سبايكر.. الأحداث السياسية التي مرت بالبلد أحدثت شرخاً عميقاً في بنى الواقع العربي والدولي، فلابد من خطاب قادر على استيعاب هذا الشرخ والاستجابة لحركة الواقع.

 يرى سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزه) في نص خطبته 19 حزيران 2015م والمصادف الأول من شهر رمضان بأن الوعي اليقظ يجعلنا امام استثمار كل فرصة ممكنة لزيادة فهمنا ووعينا من اجل اللجوء الى الله تعالى دائماً, والاحاطة بالمعروف ليجعل الله تعالى انفاسنا عبادة, فلنحسن استقبال هذا الشهر بالاحترام لا بالعري والتهويل والتصفيق وقتل الفراغ, الله تعالى أعدّه لإصلاح انفسنا لم يعده لإفساد النفس, النبي (ص) يدعو الله تعالى, اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام لابد من اشراك الآخرين بالرزق الحلال والصيام الحقيقي أن تشعر بلذة الانتماء الى الله افضل انتماء هو الانتماء الى الله هو انتماء الى العبودية.

 وفي خطبته الثانية، طالب بتوجيه العناية والاهتمام بالمقاتلين، وطالب بالاعتناء بالعقول العراقية المبدعة، وتعد خطب الجمعة من البحوث الوعظية المعرفية التي تتفرغ بخصائص الطرح المباشر والمخاطبة المباشرة، وهذا معطى أساسي يحمل سمة الزمن المباشر والزمن المؤجل لزمن قراءة النصوص، ومن معين فاعليتها انها تحتفظ بقوة تأويلها، فيرى سماحة الشيخ ان الصوم وسيلة وغايتها التقوى لمراجعة النفس وتدقق النتائج السلوكية للإنسان، ومتابعة كل عمل لكل أيام السنة مراقبة ومتابعة من الله تترصد السكنات والعواطف، وهذه صلة من الله سبحانه وتعالى لمن يريد ان تنبعث الرحمة من قلبه،.

 وفي الخطبة الثانية، طالب القيادات العسكرية بضرورة التنسيق الميداني بين المجاميع المشتركة وتعزيز معنويات المقاتلين، وناقش بعض الظواهر السلبية كانتشار استعمال الاركيلة في المقاهي, واستطاعت هذه الخطب ان تحقق توثيق الواقع العراقي السياسي والاجتماعي، واستطاعت ان تكون العين الراصدة والمحفزة للتميز والتقدم والنجاح، وتكون هي لسان المرجعية المباركة في قيادة الأمة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=114274
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 01 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29