• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أنهم يقتلون الأكراد ويمشون في جنائزهم ..! .
                          • الكاتب : فراس الغضبان الحمداني .

أنهم يقتلون الأكراد ويمشون في جنائزهم ..!

إن اخطر ما تواجهه العملية السياسية في العراق تتمثل في عدم مصداقية وولاء البعض من قادة الكتل للدولة العراقية وانحيازهم الفئوي لقومياتهم أو طوائفهم ما ينعكس على ضعف الدولة وانقسام الشعب .
ولعل المثال البارز في هذه المعادلة التي أكدتها التجارب منذ سقوط النظام السابق في 2003  وحتى اليوم هو ما تقوم به القيادة الكردستانية التي تتعامل مع الحكومة الاتحادية المتمثلة في الدولة العراقية بانتهازية كبيرة فهي تستحوذ على مناصب مهمة في بغداد وتنتزع 17 %   من ميزانية الدولة لكنها في الوقت ذاته تعمل على إضعاف الحكومة المركزية وتقوية إقليم كردستان وتستأثر لنفسها بالسلطات والثروات الموجودة في الإقليم وتتعامل مع الدولة العراقية كبقرة تحلب كل يوم دون إن تجد من يقدم لها الرعاية بل العكس هو الصحيح .
ولم يعد غريبا إن يأخذ البرزاني والطالباني من ثروات العراق كل شيء بما فيها المناصب والامتيازات والنفوذ وبرغم ذلك فهم يعملون ليلا ونهارا من اجل انفصال الإقليم وإثارة المشاكل تحت عناوين المناطق المتنازع عليها بل أنهم يعرضون سيادة العراق للانتهاك ويعطون لتركيا وإيران الذريعة لتدمير مدن وقرى الأكراد وقتلهم والسبب هو إن القيادة الكردية المتطرفة والمتعصبة هي التي ترعى وتوفر الملاذات الآمنة والأسلحة وكل أشكال الدعم لحزب العمال الكردستاني الذي يمارس عمليات مسلحة انطلاقا من كردستان العراق وتحت أنظار قوات البيشمركة وهذا الأمر يتقاطع مع الدستور العراقي الذي ينص على إن العراق لن يكون مقرا أو ممرا لتنفيذ العمليات الإرهابية ضد دول الجوار وغيرها .
إن السماح بوجود هذه الجماعات المسلحة ومساندتها بدافع قومي هو انتهاك لسيادة الدولة العراقية التي يعد الأكراد جزا أساسيا منها ، فهذه الأحزاب الكردية المهيمنة في كردستان التابعة للطالباني والبرزاني لا تحترم بتصرفاتها هذه سيادة العراق وهي أيضا لا تكترث لقتل الأكراد أنفسهم بنيران المدفعية الإيرانية والتركية وسلاح الطيران فالبرزاني يتسبب بقتل الأكراد وتخريب قراهم من خلال إيواء هذه المجاميع في جبل قنديل والحكومة المركزية تتحمل المسؤولية بتعويضهم بالمليارات بينما تذهب حصة الإقليم من الخزينة المركزية إلى جيوب القيادات الحزبية الكردية . 
وللأسف الشديد إن كل الكتل السياسية العراقية المؤتلفة في البرلمان لا تمتلك الجرأة لمواجهة البرزاني والطالباني في هذه الحقيقة وتجبرها على طرد المسلحين في الاستعانة بالقوات المسلحة العراقية والتي كما يبدو لا يسمح لها البرزاني بدخول الإقليم رغم انه يفترض إن يكون خاضعا لإرادة الدولة العراقية وليس للحكومة البرزانية فقط .
إن تصرفات حكومة الإقليم وإثارتها الأزمات المتكررة وتهديدها بالانفصال يعبر عن عنجهية   مصدرها العنصرية وضعف الكتلة العربية في مواجهة الذين نصبوا أنفسهم ممثلين للأكراد وهذا الأمر مشكوك فيه لان المظاهرات التي خرجت في كردستان وتم قمعها بالقوة تؤكد إن الشعب الكردي له رأي آخر في هذه الأحزاب المتسلطة على رقاب الناس والمطلوب هو تبديلها بقيادات أخرى تحترم النظام الفدرالي وتؤمن به لأنه يضمن مصالح العرب والأكراد على حد سواء ونحن ومعنا الشعب الكردي بانتظار الربيع الكردي الذي سيعقب اليوم أو غدا بعد خريف حزب البرزاني والطالباني .


 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11442
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2