• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إشربوا الخمر .. وإلعنوني .  .
                          • الكاتب : ايليا امامي .

إشربوا الخمر .. وإلعنوني . 

 @ الشيطان … مخلوق عملي جداً .. لا تهمه شتائمك كثيراً .. ولايزعجه أن تلعنه من الليل .. حتى الليل . 

المهم لديه هو أن تسير وفق خطته … وتستجيب لإستدراجه .. لأن هذا فقط ما يحقق أهدافه . 
ولذلك … فمنطقه دوماً :  ( مادمتم تشربون الخمر .. فلا يهم أن تلعنوني ) . 

@ ضع هذه الحقيقة أمامك .. ولاحظ المشهد السياسي في العراق .. ستجد أن الذي يهم الأحزاب المتنفذة  ليس هو إيقافك عن الشتائم .. بل إيقافك عن التغيير . 
فإذا كانت الشتائم تفريغاً نفسياً للغضب .. يجعلك تشعر أنك أخذت حقك وشفيت غليلك من هؤلاء اللصوص .. من دون أن تتحرك نحو العمل والتغيير .. فلابأس .. إشتم حتى تشعر بالأرتياح .. المهم أنك جالس خلف الكيبورد .. ونحن جالسون على الكراسي .

@ ولكن … هناك شيئ آخر غير الشتائم .
هناك حملات حثيثة لدفع إسم  المرجعية الدينية الى واجهة الإنتقاد .. لتكون هي من يتلقى سهام الساخطين .. ولا تستغرب عندما أقول لك أن أكبر ممول لهذه الحملات هم نفس الأحزاب المشتومة .. التي تتظاهر في العلن بحبها للمرجعية !!

@ إليك _ أيها القارئ الكريم _ ثلاثة أسباب تجعل المتهم الأول بهذه الحملات ضد المرجعية .. هو الجيوش الالكترونية للاحزاب السياسية : 

#السبب_الأول : ( مسح الذاكرة ) . 

@ توجد أحزاب إسلامية .. مشكلتها أقدم من مسألة الإنتخابات .. فقد مرت عليها عقود وهي تروج لرفض أسلوب ( المرجعية النجفية الكلاسيكية ) التي لاتتحرك ولا تواكب العصر ووو .. وليس من المسموح تغيير هذه النظرة وتسجيل أن المرجعية أثبتت بشكل عملي قدرتها قراءة الواقع و إتخاذ القرارات المصيرية في وقتها المناسب . 
*  ولاتوجد لحظة أو فرصة لمسخ الذاكرة العراقية وإشغالها بما ينسيها هذه الحقيقة .. كملف الإنتخابات . 


@ توجد أحزاب وجهات غير إسلامية .. مشكلتها أكبر من قضية الانتخابات .. لأنها ترى أن ما حققه أبناء المرجعية من إنتصارات _ كطيف ديني إسلامي _ لايجوز أن يبقى هو الشيئ العالق في الذاكرة العراقية .. 
*  ولا توجد لحظة أو فرصة .. أفضل من إستثمار الملف السياسي لإدخال أكبر قدر من التشويه والانتقاد لدور المرجعية  .. لكي لا يبقى بشكل واضح للأجيال أن ( الخط الديني الحسيني ) هو من أنقذ العراق .

#السبب_الثاني : ( حائط الصد ) . 

@ لنفترض أن الفاسد يمتلك حائط صد يحميه من الجماهير سمكه متر واحد ( يتكون من المال والسلاح والعصابات والنفوذ والإعلام ووو ) . 
تأتي أنت أيها الوطني الشريف لتهدم هذا الحائط .. وترى بإمكانك فعل ذلك بقليل من الصبر والكفاح . 
* تأتي هنا بالمقابل شيطنة الفاسد ليقنعك بأن سمك حائطه ثلاثة أمتار ويضيف إليه ( القوة الروحية للمرجعية وجمهورها العريض وتاريخها العريق ووو ) .. وعند ذلك .. ستترك فكرة هدم هذا الحائط لأن اختراق الثلاثة أمتار شيئ مستحيل بالنسبة لك . 

@ ولهذا تحرص جيوشهم الإلكترونية على تكرار ( المرجعية راضية بالوضع / المرجعية مستفيدة / أبعدوا الدين والمرجعية عن القرار…… الخ ) ليقتنع الجميع _ أتباع المرجعية وغيرهم _ بأن إمكانية التغيير مستحيلة .. لأن من يريد تغيير الفاسدين عليه أولاً التخلص من المرجعية .. بل الدين كله . 
* وحتى على مستوى الشتائم والإنتقاد .. لماذا نتوقع من الفاسد أن يتلقى السهام بصدره .. مادام بإمكانه توجيه مدفع النقد الى المرجعية وإشغال الناس بها بين مهاجم ومدافع .. والتلخص من هذا الضغط النفسي من الطرفين . 

#السبب_الثالث : ( إنهاء البديل ). 

@ لكي تفكر أنت .. في إزالة هذه الأحزاب من السلطة .. يجب عليك أولاً إيجاد البديل . 
* ولكي يتقدم البديل النزيه والكفوء الى ساحة العمل .. يجب أن يحظى بالدعم الشعبي .. وكلما كان مقبولاً من جميع التيارات والاتجاهات .. ويحمل سمات وطنية .. كلما أصبح تهديداً حقيقياً للفاسدين . 


@ يأتي اليوم بعض الشرفاء الذين يراودهم الشعور بالمسؤولية .. ليشاهدوا تلك الجيوش الإلكترونية كيف غيرت نظرة المجتمع للسياسة .. وأن كل من دخل هذا الميدان أشبعته الناس نقداً وتشكيكا .. حتى أن المرجعية الدينية لم تسلم من النقد والتهجم .. وعندها سيتقهقر الشريف الى الوراء ويقول ( لا أخدمكم بدمار سمعتي ) .. وهكذا تعيش ولاتسمع بالبديل .. ويبقى تغيير الحال من المحال . 
* من أطرف ما سمعت قول أحد السياسيين وهو يصر على إبتعاد المرجعية عن الأرشاد والنصح في الشأن السياسي : إننا نقول هذا من منطلق حرصنا على سمعة المرجعية .. فالسياسة مستنقع قذر لايناسب العلماء الإقتراب منه . 

* هل تلاحظون حجم الكوميديا في هذا الكلام ؟ 
يعني نحن السياسيون نعيش في المستنقعات وراضون بذلك ولا يمهنا أن تشتمنا .. ولكن لاتقترب منا لكي لا تتسخ .. واتركنا نلعب _ رغم قذارتنا بمصير البلاد العباد _ ولا تفكر بالتغيير اذا كنت حريصاً على نظافة سمعتك




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=115292
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 02 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29