• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قراءة في نص المرجعية الدينية العليا حول الشهداء. .
                          • الكاتب : حسن الجوادي .

قراءة في نص المرجعية الدينية العليا حول الشهداء.

خرج النص المصور عن المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف هذه الايام والذي يحمل على إجماله عظيم المدح والثناء والتبجيل للشهداء الإكرام.
١- لقد عبرت المرجعية الدينية عن الذين سقطوا بساحات القتال دفاعاً عن الارض والمقدسات بشهداء الدفاع الكفائي ولَم تذكر مفردة الجهاد ولا غير ذلك من المفردات، مما يعني انها تنتهج المنهج السلمي ولم تَر انهم خرجوا كمجاهدين بل كمدافعين، وهي رسالة بليغة لكل الأطراف التي تشكك في نية المرجعية واتباعها ، كما انها رسالة واضحة لمن يريد ان ينحرف بقراءة نتائج المعركة مع داعش لصالحه، وبذلك تقطع حبل النوايا المشتبهة ، فهي طالما دعت الى التعايش السلمي عبر منبرها في كربلاء المقدسة ، ولطالما دعت الى ترك التسلح والمضي قدماً نحو تحقيق العيش المشترك بلا نزاع او اقتتال بين مكونات الشعب الواحد ، الا أنها لما رأت طغيان داعش وتمدده وقتله الابرياء دون مبرر ولا ضمير سارعت بدقة متناهية للوقوف بوجههم ، والذي ينظر للتعليمات التي رافقت المقاتلين يجد انسانيتها ويعرف عمقها واحقيتها التي ظهرت كالشمس، ومن خلالها يعرف عمق هذه المرجعية الانسانية ورحمتها بعيداً عما يقال عنها وهناك من أصوات النشاز.
٢- ان لهؤلاء الشهداء السعداء كامل الحق والاستحقاق في ان نبجلهم ونذكرهم ، فمن أعطى دمه لنعيش لا يجازى بشيء ، من هنا عبرت : ان لهم حقاً عظيماً علينا ، وأداء هذا الحق يتجسد من خلال رعاية عوائلهم ، وتفقد ايتامهم ، وتدوين بطولاتهم وتخليد ذكراهم ليس في الكتب فحسب بل في ذاكرة وضمير الامة ، فانهم الفخر الذي تفخر به الاجيال اللاحقة حين ترى ان لها عمقاً شجاعاً ارتبط بقيمتها وفكرها الرصين ، فإيصال تلك الشجاعة المنقطعة النظير ضرورة ليس بعدها ضرورة.
٣- انها - المرجعية العليا - سالت الله عز وجل ان يحشرهم مع أنصار الحسين (عليه السلام)، وفي ذلك رسالة بليغة جداً ، على انهم أنصار العقيدة والمبدأ وأنهم اصدق صورة تتجسد عن أنصار الحسين عليه السلام في يومنا هذا ، فقد تَرَكُوا المال والعيال للتطوع والذود عن حمى الوطن والعقيدة وبذلك كانوا اصدق من لبى نداء العزة الحسينية ، وربما وراء ذلك رسالة دقيقة، مفادها الحفاظ على قدسية ورمزية الشهداء حتى وان صدر من بعض الجهات ما يسيء لهم او ما يحسب عليهم ، فانهم لا يجازون بجريرة غيرهم ، فهم احياء يرزقون عند الله ، مقامهم محفوظ ، وخيرهم مشهود ، وسبيلهم معروف لا غبار عليه، قد صدقوا ونالوا ما يستحقون من الرحمة والتوفيق والهدى.
اضافة الى انهم قد رسموا الطريق لكل من يأتي بعدهم في مشوار الدفاع عن الوطن والعقيدة.
٤- بيان منزلتهم الرفيعة في يوم القيامة عند الله عز وجل ، فان الشهداء لهم ما ليس لغيرهم ويظهر ذلك من صريح القران الكريم من خلال استعراض آيات الشهداء ومقامهم الرفيع في جنات الخلد وكذلك الرجوع الى السنة المطهرة، كما أن لهم المقام الرفيع المحفوظ في الدنيا بين اصحابهم وأهلهم واحبتهم وذويهم بل وكل شبر من أرض الوطن.
٥- انهم اكثر الافراد في مجتمعنا من حازوا على الرضا والدعاء التام من قبل المرجعية الدينية العليا المتمثّلة بآية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظله الوارف) ، فحين نطالع سيرتهم الطيبة، نجدهم الفقراء البسطاء أهل المعروف والخير والاحسان، صناع المودة والرحمة وناشري الهدى والايمان ، فانهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=115297
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 02 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28