• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الشعوب لن تتوقف عند صانعي الموت .. بل تتوقف عند صانعي العدل والجمال .
                          • الكاتب : د . ماجد اسد .

الشعوب لن تتوقف عند صانعي الموت .. بل تتوقف عند صانعي العدل والجمال

سلاسل من الأزمات والانقلابات والمتغيرات لا تكاد تستقر وتتحول الى ذكرى الا وثمة تمهيدات لأخرى مفاجئة تعيد المشهد الى نقطة الصفر ولكن بدينامية أشد .

فكم تبدو بعض البلدان شبيه بحكاية كلما اقتربت خاتمتها من الذروة نجدها لم تبدأ بعد ..!

فأحداث القرن الماضي ونصفه الأخير والعقد الذي مازالت تجري فيه التوترات والهزات والمتغيرات بمختلف اشكالها الساخنة والمدوية والساخرة الحقيقة والشبيه بها المفتعلة والأكثر مدعاة للغرابة ... الخ، كلها تحدث وكأنها سلسلة من المشاهد لاتكف تنتج شخصيتها الخالية من الاقنعة او القائمة على الإيحاء والرمزية والمشفرات حتى انها لا تحكي الا هذا الذي تتمتع به هوية ارض الرافدين التنوع والاختلاف والديمومة ثلاث علامات تعجب تتبعها رابعة وخامسة ... الخ فالعراق المعاصر يرجعنا الى نشأة القرى الاولى في أعالي الفرات ومع تكون سواحل البحر حيث تمتد الاراضي الخصبة بين النهرين وآلانهار الاخرى مكونة حضارات تعاقبت وكأنها لمن يراها عن بعد مشهدا لهذا الذي يحدث أمامنا اليوم .

أزمات وتوترات ومتغيرات لكن سكان عراق اليوم او كل من تمسك بالأرض والتاريخ والوطن راحوا يتمسكون بكل ماعدا أقوى من العواصف والزلازل ايضا ...وهنا تمتلك الحكمة مداها في استذكار عوامل الوحدة ازاء التشرذم والعقل ازاء التعصب والمعرفة ازاء الهوا والوطن ازاء المنافي...

وهنا تكتسب هذه الإشارات مغزاها ونبلها وقدرتها على تجاوز الأزمات ان كانت تحدث بفعل حركة التاريخ او ضده لصالح المستقبل ام الارتداد به الى قرون ، دويلات المدن والطوائف القائمة على الفتن والفوضى وغياب القانون وضد مبادئ الانسان وحقوقه وحريته.

فالارض كالهواء والمياه والموارد والفضاءات الخ ... عناصر مشتركة وعامة ومتغيرة لكن عملية استثمارها وعدم تدميرها تصبح هي قضية الشعوب في بناء مجتمعات قائمة على الحكمة والمعرفة والإيمان بمصير أفضل لها.. وهنا تحديدا تفتخر الامم والشعوب ولا تتذكر الا هؤلاء الذين يمسكون بمسارات التاريخ وهم يمنحونه مكانته في البناء العادل والجميل .

لان الشعوب لن تتوقف عند صانعي الخراب وصانعي الموت وصانعي الفوضى ولن تقف معهم .. حقا ان الحضارة من غير الحكماء والعقلاء لن تغدوا الا سلسلة من الأزمات وفي الغالب لن تترك الا ماسيذهب مع الريح !




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=115311
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 02 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20