• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لماذا لا يخرج المرجعُ للناس؟ لماذا ينزوي بين كتبه وجدران بيته؟ .
                          • الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو .

لماذا لا يخرج المرجعُ للناس؟ لماذا ينزوي بين كتبه وجدران بيته؟

ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله طبيباً دوَّاراً بطبه؟
أولاً:- تكليف المرجع الديني بيان الأحكام وإيصالها النَّاسَ,وهذا كما يتم عن طريق الدوران في الأزقة والشوارع يتم عن طريق طباعة الرسالة العملية,ونشر الفتاوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
على أنه لو دار في الازقة لسمع كلامه في أحسن الأحوال عشرات الناس,وفيهم المشغول بأمر الذي يلهيه شغله عن سماعه,والمستطلع الفضولي الذي لايهمه سماع مايريد المرجع قوله,وفيهم المستهزيء الطاعن,بينما لو ذكر مايريد قوله على وسائل الاتصال الاجتماعي لقرأه ملايين البشر
ثانياً:- كان رسول الله صلى الله عليه وآله عند ابتداء دعوته وحيداً فريداً,فيضطر للقيام بالتبليغ للشريعة المقدَّسة بنفسه - روحي فداه - ولكن لما صارت عنده مكنةَ وقوة أرسل تلامذته الى الأماكن البعيدة لتبليغ الدين,كما يرسل المرجع وكلاءه إلى دول العالم لتعليم الاحكام,أضف إلى أن دائرة التبليغ (الرئيسة) في عهد الرسول صلى الله عليه وآله,كانت مكة في الأساس,فكان يجوب شوارعها,أما دائرة تقليد المرجع فهي في شرق الأرض وغربها,فهل تريدون منه أن يسيح في الأرض للتبليغ؟ فمتى يدرس؟ ومتى يعلم التلاميذ,ويخرِّج المجتهدين؟
ثالثاً:- وعلى أساس النقطة السابقة وجدنا - بعد أن ألقى الدين مقاليده - أن الناس تأتي للأئمة عليهم السلام في بيوتهم,ولم نر الأئمة تجول في الشوارع لتبليغ الاحكام,إن قيل منع من ذلك جور الحكام,فجوابه: المانع هناك,هو المانع هنا نفسه.
رابعاً:- لم المرجع الديني حبيس الكتب؟
جوابه: لكي يصل المرجع الى عملية الاجتهاد عليه أن يتقن عدة علومٍ,ومن أهمها أصول الفقه وعلم الرجال,ولكن عليه أن يفهم إلى جانبيهما علوماً أخرى كاللغة - وهي لوحدها ثلاثة عشر علما - والتفسير - لاسيما تفسير آيات الأحكام - وفقه الخلاف ليعلم الظرف الذي قيل فيه النَّص فإن الرشد في خلافهم,وعلم الكلام,ناهيك عن وجوب الالمام بالمنطق والفلسفة والتاريخ,وهذه تحتاج إلى مدةٍ طويلةٍ جداً من الدراسة, ومن التوفيق الإلهي الخاص,وهي - بطبيعة الحال - تحبس الانسان عن الخروج هنا وهناك,فعلم المرجع علمٌ كسبيٌّ حصوليٌّ يحتاج للكدح والنَّصب والوقت الطويل,بخلاف علم الرسول - صلى الله عليه وآله - اللدني.
وأنا أعجب ممن يطالب المرجع الدينيَّ بأن يطرق باب داره ليعطيه وصفته الروحية من الفتوى,وهو يطرق باب عيادة الطبيب,وينتظر دوره في المراجعة,ويدفع الأموال من أجل الفتوى الطبية في أمر دنياه.
تلك اذن قسمةٌ ضيزى.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=115347
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 02 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18