• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من مضحكات زماننا .
                          • الكاتب : د . مؤيد الحسيني العابد .

من مضحكات زماننا

لم يكن يخطر في بال طبقة الثقافة المنصفة أنّ زماناً سيكون في طريقه إلينا ليجعل من مطايا العرب كحمد بن جاسم ومن ورائه من (أمير!!) ومن دويلة لا تأريخ لها ولا حاضر متحضّر ولا مستقبل لها كقطر!

أن تتقدّمَ جموع العملاء وتتصيّدَ رموز القوة في الأمّة لتصبّ حقدها عليها! من سوريّة إلى لبنان إلى غيرها من القيادات التي تعمل على أقلّ تقدير أن تبقي على حالة (التوازن!) بين معسكريّ(الإعتدال!) ومعسكر التشدّد (كما يسمّونه!). ونحن من الذين نسعى إلى الحريّة لنا ولشعوبنا جميعاً إلّا أنّ الأمر هنا غير ما يتصوّر البعض!

من يقرأ تفاصيل اللقاء الذي دار بين المجموعة (العربيّة!) وقيادات سوريّة مؤخراً يرى ما لم يسمعْه ولم يقرأه!

لقد قدّم حمد إلى سوريّة مع الوفد فروضات الطاعة الأمريكيّة لتوقّع عليها سوريّة وإلا سينزل غضب العم سام على سوريّة!! ومن العجيب أنّ للمطايا، حتى المطايا إحساس ولو لوقت قصير وبكميّة قليلة إلّا أنّ هذه المطيّة لا لها هذا ولا لها ذاك!

لقد أثارت عجبي مجموعة الصفحات التي أثارها الصحفيّ سامي كليب الذي عمل في قناة الجزيرة سابقا والذي خرج منها ناقماً على الموقف المشين لقناة التصهين في العالم العربي! حيث أشار الصحفي المذكور في مقاله الذي نشرته جريدة السفير اللبنانية إلى اللقاء الذي حصل بين الرئيس السوريّ والوفد العربيّ! الذي زار سوريّة حاملاً معه الرسالة الأمريكيّة! إلى قيادة سوريّة حيث يقول الصحفي المذكور أنّ المطيّة حمد سمع من الرئيس السوريّ سؤالاً (كما نسبه الصحفيّ المذكور إلى دبلوماسيّ عربيّ حضر الإجتماع!) قال فيه: هـل جـئـت بإمـلاءات أميركيّة؟ فأجاب المطيّة: لو كنت أميركياً فسوف ألتزم الصمت.

وقال له الرئيس السوريّ بشّار الأسد (أنا أحمي شعبي بالجيش أما أنت فتحميه بالقواعد الأميركيّة الموجودة على أرضكم)، وقد إقتضت أصول الضيافة أن يذكر الرئيس السوريّ إلى الوفد وإلى المطيّة:

(لو أنكم جئتم الى دمشق كوفد لجامعة الدول العربية فأهلاً بكم، أما إذا كنتم موفدين من قبل الأميركيّين فمن الأفضل ألّا نناقش شيئاً). لقد أشار اللقاء المذكور إلى عدّة أمور كعنوان لزماننا هذا الذي جعل لهذه المطيّة لساناً ينطق بالقول الأميركيّ الصهيونيّ!

بلا شكّ أنّ دمشق كما لغيرها من الدول رغبة في إنهاء سفك الدماء(وللعراقيين تأريخ في ظلم ذوي القربى الذين أرادوا وفعلوا في سفك دماء عراقيّة بريئة عبر سنوات ومازال! ورغبة الكثير من ذوي المروءة في إنهاء هذه الأنهار من الدماء ولكن المطايا تعمل ليل نهارعلى إستمرار هذه الأنهار ومنها مطيّة قطر!)، فلذلك تحاول مع تنازلات لأجل شعبها كإستقبال هذه الوفود غير المخلصة في سوريّة وهي (أي سوريّة) تعلم علم اليقين ما لهؤلاء من رغبة! لذلك تراها وافقت كذلك على المبادرة (!!) مع التعديلات التي كانت من الضرورة بمكان تعديلها والتي تمسّ سيادة البلد! تلك المبادرة التي أطلقوا عليها بالمبادرة العربية! ومن الواضح أنّ العديد من بنود هذه المبادرة فيه خرق واضح للسيادة السوريّة (التي لا يفهمها مطيّة قطر وغيره لأنّ السيادة لا تحتويها قواميسهم أصلاً وقاعدة السيلية تشهد على ذلك!).

ومن مضحكات ومبكيات الزمان أنّ المطيّة القطريّة يرفض التعديلات على المبادرة الصهيونيّة فلم يسمح لوزير خارجية سوريّة أن يعدّل فيها! تصوّر!! منها إصطلاح الأرهاب الذي عاث فساداً في الأرض السوريّة والذي يمدّه العون كلّ العون عصابة المطيّة ـ الحريري ـ آل سعود ـ أردوغان من سلاح ومال وغير ذلك (ولنا نحن التجارب تلو التجارب فيما فعله ويفعله الإرهاب في العراق والمنطقة والمدّ كان ومازال من نفس المصادر!).

يقول الصحفي سامي: أنّ العديد من اللقطات المضحكة قد رافقت هذا اللقاء منها مثلاً (حين أخرج نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي المبادرة لقراءتها صرخ حمد (المطيّة، هذه من عندنا!) قائلاً (ليست هذه هي المبادرة التي نريدها وإنما الثانية)، فما كان من إبن حلي إلاّ أن ذهب يبحث في جيوبه عن النصّ الثاني ولكن لسوء حظّه لم يجده، فضحك الأسد وضحك الآخرون!! كم من الأوراق عندهم وهم وفد قادم إلى بلد فيه مثل هذه الأزمة التي تعصف ببلد عربيّ كبير وبالمنطقة عموماً، ولا أوراق نصّية حسب الإتّفاق وبوضع جامعة تدّعي العربية وباللغة العربيّة كتبت هذه الأوراق (حسب ما نعتقد بعد ترجمتها من الإنكليزيّة طبعاً!!) وهي التي جلست لأيّام لتناقش الوضع السوريّ الذي يمس المنطقة بأكملها! أيّ وفد هذا وهم بهذا الوضع المزري المضحك المبكي!!

لقد وقعت سوريّة بلا شكّ في فخّ خطير لابدّ لها من الخروج منه وهي تعلم بالوضع الإقليمي الذي يحاك كلّه ضدّها وضدّ القوى الممانعة عموماً. هنا تكمن عمليّة الإنتباه لهذه الدسائس التي من عجائبها أن تتولّى بعض مخططاتها دويلة كقطر! وهي الدولة بلا تأريخ ولا حاضر سوى التآمر وبلا مستقبل بلا أيّ شكّ! هل صدّقت هذه الإمارات الخليجيّة أنّ مجموعة المليارات من الدولارات الأمريكيّة تأتي لهم بحضارة أو تقدّم؟ هل أنّ دخول مثل هذه الدويلات معترك التنازع والتصارع السياسيّ والأمنيّ والفكريّ والحضاريّ عموماً يجعلها في وضع أفضل ليكون لها مكان بين الدول المتحضّرة؟!!

نحن نعرف أنّ الضغوط الأمريكيّة الصهيونيّة مستمرّة في عدّة إتّجاهات منها إسقاط سوريّة وضمّ (إسرائيل!) إلى حلف جديد يخدم مصالحها تقوم أساساً فيه دول الخليج النفطيّة على لعب دور تثبيت (إسرائيل!) في المنطقة بعد الخوف الأمريكيّ من فلتان الأمر وخروج مصر من حلبة الصراع وكذلك الضعف الذي أصاب العديد من الدول العربيّة والذي يشكّل خطورة بإتّجاهين هما إتّجاه يخدم المصالح الأمريكيّة في التوغّل أكثر بعد الخسارة الكبرى التي منيت بها في أفغانستان والعراق والإنسحاب العسكري (وفي الحقيقة هروب بلا أيّ شكّ كما تابعنا عبر السنوات التي مضت!) من قواعدها هناك! حيث تتّجه أمريكا إلى التوغّل أمنيّاً وسط المعمعة وبناء قواعد إستخبارية تجسّسيّة في العديد من الأماكن التي تنسحب منها وقواعد في أماكن أخرى كما فعلت في الأردن وغيره من البلدان، والإتجاه الثاني الخوف الأمريكيّ من إندفاع حركات التحرّر للسيطرة على مقاليد بعض الدول المذكورة وتشبيك المصالح مع دول سمّوها بمحور الشرّ!! كإيران وغيرها. لقد حاولت دول الخليج البحث لها عن مكانة بين دول الحضارة العربيّة، كسوريّة والعراق ومصر فلم تجد لها أيّ مكان! لذلك فلتحاول إسقاط هذه الدول من ذاكرة ومن حاضر ومستقبل الأجيال!

 

عقدة الحضارة التي تلعب الدور هنا!

إنّ أموال السحت الخليجيّة بلا شكّ تلعب الآن دوراً خطيراً في القضيّة السوريّة، وإلّا ما الذي يجعل من غليون المعارض السوريّ المتسكّع في شوارع باريس بطل الإنقاذ، ليستقبل في القاهرة من قبل وزراء خارجية الدول(العربيةّ!) في فندق الفورسينز؟!

لقد لعب صدّام المقبور حينما حكم العراق بالقبضة الحديد التي خرّبت العراق، دوراً خطيراً في جرّ القوات الغربيّة إلى المنطقة وحصولها على موطيء قدم، والآن تلعب هذه الدويلات دوراً أخطر في إدخال القوات الأمريكيّة إلى الأماكن التي لم تحلم أن تحصل لها فيها على شبر واحد ليتمّ الطوق على كلّ الدول التي عدّت بالمارقة! ثمّ يأتي الدور على خنق المصالح الروسيّة والمعارضة لتواجد القوات العسكريّة الغازية في منطقة الشرق الأوسط.

كان ومازال ينبغي على كلّ المثقفين الإنتباه إلى الوضع في المنطقة مجملاً فأيّ إنهيار في منظومة الممانعة والمقاومة للمشروع الأمريكيّ الصهيونيّ سيجلب لها الخراب طويل المدى بلا أيّ شكّ. وسنرى لمن ستكون الجولة القادمة؟! ولو أنّ اليقين في النفوس قدّ حدّد النتيجة بلا توجّس أو خوف!


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : Adonica ، في 2012/01/14 .

My porbelm was a wall until I read this, then I smashed it.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11563
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28