• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دموع فاطمة .
                          • الكاتب : رجاء عبد الهادي .

دموع فاطمة

صلوات الله وسلامه عليك سيدتي الزهراء .. رُفضتْ دموعك ، وقُوبلت آهاتك و توجعاتك بالإنكار والتعنت، ومُنعتِ من الأنين والبكاء.
هل كرهوا منك بكاءك كُرها لرسول الله يا ترى  .. أم هو انزعاج من شدة البكاء وكفى .. 
كلا هم يعلمون من هو رسول الله وأن بكاءك إحياء لأمر الله ورسوله وأن بكاءك على الحق الذي غصبوه من بعلك الوصي وعلى حقك الذي سلبوه وهو حق لله تعالى.
 لقد فهِم الأعداء الرسالة جيدا..  فالبكاء يعني رفض الظلم ، والدموع والأنين صرخة في وجوه الطغاة ، والآهات والتوجع معول لهدم عروش الاستبداد.
خاف الأعداء من بكائك وذعروا أشد الذعر حيث عرفوا أن الحق أنت ودموعك، والباطل هم وطغيانهم.. علموا أن دموعك ستزلزل الأرض من تحت أقدامهم ولذلك قاموا بالحجر عليها .
لم يستطع أي منهم اسكات الحق بكفك عن الخطابات التي هزت عروشهم .. فلقد استبدلْتِها صلوات الله عليك بالبكاء والأنين فكانت رسالتك واضحة وخطك قويم وصراطك مستقيم وسياستك حكيمة ودموعك حق وبكاؤك إيمان وآهاتك تعبد وحزنك انتصار للدين والعقيدة .
ونحن إذ نحث السير على دروب فاطمة عليها وعلى آلها أفضل الصلاة والسلام ونخطو خطاها وننتهج من نهجها ونستلهم الدروس والعبر العظام حتى من قطرات دمعها المسكوبات ..  نعلم ماذا فعلت دموعها صلوات الله عليها وكيف كان تأثيرها وما هي رسالتها، فنتخذ في هذه الأيام الحزن سلاحا والسواد درعا والبكاء على الحسين رفضا للقمع والاستبداد، والدموع سيفا نشهره بصمت في وجه النصب والعدوان. ولذلك تُرفض دموعنا ويُرفض بكاؤنا كما رُفضت دموع سيدتي فاطمة(ع). لأن دموع المظلومية ليست بمجرد قطرات تسكبها العيون المحزونة،بل يراها الطغاة حمما تقذفها الصدور المقهورة في وجوههم لتقض مضاجعهم.
ولذلك تفنن السابقون منهم واللاحقون في تحريم البكاء على من نفقد من الأحباب وتجريم مظاهر الحزن والحداد ونعت من يتبنى ذلك بمختلف أوصاف الشرك والكفر والفسق.
وإننا إذ لا نملك إلا سلاح الدموع ، يُمنع بكاؤنا على سيد الشهداء حقدا وبغضا له أولا ، وانكارا لرفضنا جرائم أئمتهم من آل سفيان ثانيا ، وايقافا لاشهارنا سيوف الرفض للباطل والطغيان ثالثا .. نسأل الله تعالى أن يتقبل منا سلاحنا البسيط الذي لا نملك غيره والذي نحتسبه عنده أجرا ومغفرة وتقربا وأن يجعل من نياحتنا ولطمنا ودموعنا نداء لبيك سيدي ومولاي يا حسين ، وبيعة على مر الزمان نقدمها للمنتصر للحق بإذن الله من الظلامة والجور .. فلبيكِ يا دموع فاطمة ولبيكَ يا حسين ولبيكَ يا قائم آل محمد ( على نبينا وعليهم جميعا الصلاة و السلام ) .
 


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : مهند البراك ، في 2011/11/23 .

الاخت الفاضلة
لقد هيجتم مشاعر عاشوراء في نفوس ذابت في حب اهل البيت عليهم السلام

بارك الله فيكم



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11565
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29