• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وقفه مع السفيه علي وجيه .
                          • الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو .

وقفه مع السفيه علي وجيه

1- ليُعلم أن أهل البيت (أصحاب الكساء) غير (آل البيت) عليهم السلام , فالاصطلاح الأول يشمل الرسول الأعظم – صلى الله عليه وآله – وأمير المؤمنين علياً وفاطمة الزهراء والسبطين عليهم السلام.
والثاني يعمهم والتسعة من ذرية الإمام الحسين عليهم السلام,ومن هنا كان استشهاد الإمام الحسين عليه السلام من أعظم المصائب لأنه بمقتله الشريف لم يبقَ أحدٌ من أهل الكساء عليهم السلام.
2- أن دخول جبرائيل عليه السلام تحت الكساء ليس دخولاً حقيقياً ليكون من أهل البيت عليهم السلام,بل هو دخولٌ تشريفيٌّ,فالله تعالى يجعل الحجج الإلهية من جنس المُحتَجِّ عليهم,فلا يشتبه أحدٌ بأنَّ جبرائيل عليه السلام من جنس البشر ليتوهم دخوله فيهم؛ولذا منع رسول الله – صلى الله عليه وآله – أمَّ سلمة من دخولها الكساء.
وتغطي جبرائيل تحت الكساء كما ورد في الحديث الشريف لا بمعنى دخول جسمٍ تحت جسم بناءً على أن الملائكة مخلوقاتٌ مجرَّدة.
3- الحديث الشريف يبيِّن أن لرسول الله صلى الله عليه وآله رائحةً مميزةً طيبة,وقد ورد في سيرته أن الصحابة يعرفون قدومه إليهم لأنَّ ريحه الطيبة تسبقه إليهم,فالعجب من المنافق عبد الله بن أُبي لم يشمَّ هذه الريح الطيبة وقال له – وخسئ – فو الله لقد آذاني ريح حمارك, فقال رجل من الأنصار وأحسن:- والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وآله أطيب ريحا منك.
4- في بعض التفاسير أن عيسى عليه السلام لكونه رسولاً من أولي العزم كفاه سلامه على نفسه فقال (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) في حين أن يحيى عليه السلام لأنَّه أقلُّ درجةً من عيسى لا يكفيه سلامه على نفسه فكان أن سلَّم الله عليه فقال (وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا),وبمعنى أنَّه كلَّما كان المعصوم أقلَّ درجةً من المعصوم الآخر فعليه أن يزيد في سلامه عليه,مثلاً
عندما دخل أميرُ المؤمنين – عليه السلام – قال : السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله.
وعندما دخل الإمام الحسن عليه السلام,فلأنَّه أقلَّ درجةً من أمير المؤمنين عليه السلام احتاج إلى زيادةٍ في السلام فقال : السَّلامُ عَلَيْكَ يا جَدَّاهُ يا رَسُولَ اللهِ.
وبما أن الإمام الحسين عليه السلام أقلُّ درجةً من الإمام الحسن عليه السلام احتاج إلى زيادةٍ أكثر في السلام ,فقال:- السَّلامُ عَلَيْكَ يا جَدّاهُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ اخْتارَهُ الله.
5- عندما ردَّ الرسول صلى الله عليه وآله السلام عليهم,فقد أثبت للإمام عليٍّ عليه السلام الأخوة,والوصاية,والخلافة,وصاحب لوائه (وعَلَيْكَ السَّلامُ يا أخِي وَوَصِيِّي وَخَلِيفَتِي وَصاحِبَ لِوائِي).
وأثبت – صلى الله عليه وآله – للإمام الحسن – عليه السلام – البنوَّة ,وأنه عليه السلام صاحب حوضه صلى الله عليه وآله (َعَلَيْكَ السَّلامُ يا وَلَدِي وَياصاحِبَ حَوْضِي).
وأثبت – صلى الله عليه وآله – للإمام الحسين عليه السلام البنوة والشفاعة في الأمة (وعَلَيْكَ السَّلامُ يا وَلَدِي وَياشافِعَ أُمَّتِي).
6- الجميع استأذنوا الرسول – صلى الله عليه وآله – في الدخول عليه,وليس هذا عجيباً,ولكنَّ العجيب فعلاً حتى بعد أن استأذن جبرائيلُ ربَّ العزة في الدخول معهم (يا رَبِّ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَهْبِطَ إِلى الأرْضِ لاَ كُوَنَ مَعَهُمْ سادِساً ؟) وإذن له الله تعالى في ذلك (َقالَ اللّهُ : نَعَمْ ، قَدْ أَذِنْتُ لَكَ) فهو لم يدخل رغم ذلك إلاَّ بعد استئذان رسول الله صلى الله عليه وآله في الدخول معهم (َقَدْ أَذِنَ لِي أَنْ أَدْخُلَ مَعَكُمْ فَهَلْ تَأْذَنَ لِي يا رَسُولَ الله ؟ فَقالَ رَسُولُ اللهِ : عَلَيْكَ السَّلامُ يا أمِينَ وَحْيِ اللهِ ، إِنَّهُ نَعَمْ قَدْ أَذِنْتُ لَكَ)!!
وحق للشاعر المفوَّه أن يقول 
ياعجبا يستأذن الأمينُ *** عليهم ويهجم الخؤونُ.
7-إن السيدة الزهراء سلام الله عليها,وسُمِّيت بهذا الاسم لأنها تزهرُ في محرابها,رغم كونها حوراء انسية,وقمراً في المحراب,ولكنها – رغم جمالها الباهر – تعجبت لجمال رسول الله صلى الله عليه وآله بحيث صارت تنظر إليه (وَإِذا وَجْهُهُ يَتَلاْلاُ كَأَنَّهُ البَدْرُ فِي لَيْلَةِ تَمامِهِ وَكَمالِهِ).
8- الغريب في الأمر أن جبرائيل عليه السلام لما سأل الله تعالى عمَّن هو تحت الكساء,أجابه الله تعالى (ُهمْ : فاطِمَةُ وَأَبُوها وَبَعْلُها وَبَنُوها) أوليس المفروض أن تُعرَّف فاطمة عليها السلام بأبيها المصطفى وبعلها المرتضى؟ فكيف عرَّف الله سيد الأنام,وسيد العرب بهذه السيدة المعظمة؟ ما يريد الله تعالى بجوابه هذا؟ علمه عند الله والراسخين في العلم وورثة علومهم.
9- ما سرُّ هذه الذوات الذين أذهب الله عنهم الرجس وخلق لأجلهم الخلق؟ ما كنه هذه الكلمات التي ما ذكرت (ِفي مَحْفَلٍ مِنْ مَحافِلِ أَهْلِ الاَرْضِ وَفِيهِ جَمْعٌ مِنْ شِيعَتِنا وَمُحِبِّينا ، وَفِيهِمْ مَهْمُومٌ إِلاّ وَفَرَّجَ الله هَمَّهُ وَلا مَغْمُومٌ إِلاّ وَكَشَفَ الله غَمَّهُ وَلا طالِبُ حاجَةٍ إِلاّ وَقَضى الله حاجَتَهُ)؟!
10- لاحظوا أن الإمام علياً عليه السلام إمامٌ معصومٌ صادق (كونوا مع الصادقين) والصدق القرآنيُّ يختلف عن الصدق العرفيِّ,فأنت إذا عرفت شخصاً يصدق في 99% من كلامه تسميه صادقاً,بل شديد الصدق,ولكن القران يسميه كاذباً؛ لأن النتيجة تتبع أخسّ المقدمتين,فالصدق القرآني ما يكون 100%,والقران الكريم لا يقول لنا كونوا مع من يكذب ولو لمرةٍ في العمر, فقوله تعالى (كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) يعني مع من لا يكذب مطلقاً ,وهو المعصوم عليه السلام.
الآن إذا قرأتم ردَّ الإمام عليٍّ عليه السلام ترون عجباً,فقد تقرر في علم البلاغة أنه كلما كان الإنسان شاكاً في خبرٍ ما فعليك أن توكِّد هذا الخبر بالقسم,ولام التوكيد, والفعل المؤكد ونحو ذلك؛ليطابق المقال مقتضى الحال.
الإمام عليٌّ – عليه السلام - صادقٌ مصدَّق,وأهل بيت النبوَّة صادقون مصدَّقون وهم الذين كانوا في الكساء لاغيرهم,فلِمَ قالَ عَلِيُّ عَلَيْهِ السَّلامُ : إِذن وَالله فُزْنا وَسُعِدْنا, وَكَذلِكَ شِيعَتُنا فازُوا وَسُعِدُوا فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَرَبِّ الكَعْبَةِ؟).
فجاء بالجملة الخبرية (فزنا وسعدنا....فازوا وسعدوا) بصيغة الماضي وكأن الفوز والسعادة لهم قد تحققت,وفي اللغة إذا جاء المستقبل بالفعل الماضي فذلك لتحقق وقوعه وكأن حصوله مفروغٌ منه
ثم جاء بالقسم مرتين في صدر الجملة (إذن والله) وفي آخرها (وربِّ الكعبة),والملاحظ أن قسمه وربِّ الكعبة هنا ,هو قسمه نفسه عندما ضُرب على رأسه الشريف في مسجد الكوفة وقال (فزتُ وربِّ الكعبة).
أتراه أقسم برب الكعبة,لا بالذي نفسي بيده,أو والذي برأ النسمة ونحو ذلك لتعلقه بالكعبة التي وُلد فيها؟ الله العالم.
ليس نحنُ,ولا غيرنا من يعرف حقيقة هذه الجوهرة المكنونة (حديث الكساء), فإذا يأتي (قرد التمدن) وكلّ مؤهلاته أنه سخيفٌ من سخفاء شارع المتنبيِّ,يفكر بإسته لا برأسه,فلا عجب أن تشمَّ من قلمه رائحة الكنيف,أن يأتي (أبو ريحةٍ) هذا ليهزأ بحديث الكساء,وينسج ما يشبه سجع الكهان رداءة,ونفثة السحرة ركاكة, ليهين به الحديث الشريف,فقد لعمري أهان بأقاويله السمجة تلك نفسه,وأضحك أهل السفاهة على ما سطره من بعره,وهل هو إلاَّ امتدادٌ لمسيلمة الكذاب في ترهاته,ولسخفه وتخبطاته؟ 
لا يامضحك.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=116165
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 02 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16