• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل انشغلنا بالشعارات والهتافات والتصفيق والتراقص وانتاج الاناشيد وغادرنا  المبادئ والقيم ؟! .
                          • الكاتب : د . ماجد اسد .

هل انشغلنا بالشعارات والهتافات والتصفيق والتراقص وانتاج الاناشيد وغادرنا  المبادئ والقيم ؟!

ما الاختلاف بالاحرى ، ما الذي يميز مجموعة بشرية تنشغل بالعناوين وبالشعارات وبصناعة العلامات ، واخرى تتميز بصنع الادوات والافكار وبصياغة برامج تطبيقية تؤدي الى النفع والى الوفرة في نهاية المطاف ...؟

انه سؤال يخص المسافة بين الشعوب ( ما قبل الزراعية) والاخرى ما بعد الصناعية وليس ما بين الشعوب (الزراعية) و ( الصناعية ) ... ذلك لانها مسافة تستند الى العمل بكل ما يتظمنه من صناعة للادوات ومن صناعة لادوات انتاج الادوات .

فليس ثمة اسرار ومخفيات تتوارى خلف الصراع الحاصل في العالم الثالث وفي مقدمته الوطن العربي ، مع العالم الاخر و الذي ما زال يتسع بأتساع المشاهد (الدموية ) و ( الخراب ) في الوطن العربي ، ومن غير امل ان تكون له نهاية او خاتمة سعيدة ؟

فالبلدان او الامم ذات الثروات الطبيعية الكبيرة طوال العقود الاخيرة لم تنشغل كما انشغلت بالشعارات .. والعناوين .. والهتافات . مما سمح للبدلان المصدرة لسلعها و بضائعها ان تمتد وتتوسع وان تتمسك بأدارة اكبر مساحة من الارض ومن عليها ايضا .

فبعد ان انتهى - نظريا - عصر الفتوحات والغزوات والاحتلال السافر ، بأي معنى من معانيه بدء عصر المنافسة وحل محله ليس بديلا وانما امتدادا له .

فالصراع يوضح بجلاء انه حاصل بين قوة لديها المزيد من الانتاج حد الشراهة في تطويره وفي استيراد المواد الخام والاساسية والضرورية ، في مقابل شعوب توقف لديها العمل بصورة عامة وتحولت الى شعوب تعيش على الشعارات ، فهي مشغولة بالهتافات .. والتصفيق .. والتراقص .. وانتاج الاناشيد .. والدعاية .

وغير منشغلة بالعمل وما يقود اليه من وحدة عميقة للسكان . وهي وحدة غير قابلة للهدم والتفكيك بيسر .

انه اختلاف بين قوى تمتلك وعيا بالتاريخ واليات حركته الشبيهة بذات الاسس التي قامت عليها الحضارات الكبرى من وادي النيل والرافدين الى الصين والهند ، وبين شعوب استبدلت العمل بالشعارات والهتافات والاناشيد وهي تستهلك مواردها وثرواتها بدل ان تنحاز الى العمل، وما يقود اليه الانتاج من اخلاقيات وعلاقات انسانية، وليس الى شعارات تفقد رصيدها بغياب ادواته وفي مقدمته : ان سر الصراع يكمن مابين شعوب تتقدم الى الامام واخرى منشغلة بالتصريحات والوعود والاناشيد من ناحية وبالفتن وحروب الشوارع من ناحية ثانية !!

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=116484
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 03 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2