• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الشيطان وشجرة التفاح.. .
                          • الكاتب : عدنان سبهان .

الشيطان وشجرة التفاح..

في أحدى القرى النائية أنتصبت شجرة التفاح العملاقة في مدخلها الرئيسي، لتكون لأهل هذه القرية غذاءاً ودخلاً يعتاشون عليه بتجارتهم مع القرى الأخرى.. لكن ثمة ما يكدر عليهم نعمة التمتع بهذه الشجرة ويمنعهم منها بين الحين والآخر ... أجتمع أهل القرية في بيت المختار لأجل وضع حد لطغيان الشيطان.. قال لهم المختار، سأكذب عليكم أن قلت لكم بأني قادر على هزيمته، فأنا رجل دنيا ومثلي لا يقوى على مثله، عليكم بذاك الشاب المؤمن فهو الوحيد الذي يملك سلطاناً لا نملكه نحن، وملكةً يستعصي على الشيطان فك رموزها.. وافق الشاب على الذهاب معهم لمنازلة الشيطان، الذي ما أن رأه حتى تيقن بأن وقت الجلاء قد حان، فأضطر حينها الشيطان للمساومة عله يجد في ذلك بداً.. "أيها الشاب سأعطيك نصف الشجرة ويبقى نصفها الاخر لي أن جنحت للمصالحة".. ضحك الشاب وقال بثقة المنتصر بلا قتال "لن أرجع ألا بكامل الشجرة أو بهزيمتك".. وبالفعل ومن الجولة الأولى طُرح الشيطان أرضاً وأستحوذ الفلاحون على كامل الشجرة وهلهلوا فرحين ببطولة ذلك الشاب.. وقبل أن يعودوا أدراجهم صاح الشيطان بخنوع المنهزم.. "أيها الشاب ولأنك الوحيد الذي طرحني أرضاً سأعطيك كل يوم دينارا ذهبياً، ستجده تحت وسادتك كل صباح، ولثلاثين صباحاً.. أقراراً مني بشجاعتك".. وبالفعل في أول صباح وجد الشاب ديناراً ذهبياً، وأستمر الحال هكذا ولعشرين صباحاً.. وفِي صباح اليوم الحادي والعشرين أدخل الشاب يده تحت الوسادة، وكعادة كل يوم، لكنه لم يجد ديناره الموعود.. قلّبها شمالاً ثم يميناً، لكن دون جدوى.. أيقن حينها أن الشيطان حنث بوعده الذي قطعه له وأخل بألتزامه.. في هذه الأثناء علت الصيحات وأرتفعت نداءات أهل القرية ثانية، ما الذي يحدث..؟ الشيطان أستحوذ ثانية على شجرتهم وحرمهم من الأقتراب منها...!! "جيد جداً أنها فرصتي للأنتقام من الشيطان، لنكثه عهده وأنتصاراً لأهل القرية"..قالها الشاب في سره وأنطلق أمامهم تملؤه الثقة المفرطة.. لكن حدث ما لم يكن بالحسبان، فلقد رفع الشيطان الشاب بطرف أصبعه وطرحه أرضاً وسط ذهول أهل القرية.. حاول الشاب ثانية، وثالثة حتى أنهكه التعب وخارت قواه.. لكن دون جدوى، فالشيطان صار أقوى بكثير من ذي قبل ..!! "ليس من داعٍ لكل هذا الذهول أيها السادة" قالها الشيطان وهو يمرغ أنف قائدهم بالتراب "فلقد تغير الأنتماء وأختلفت النوايا وأن كان المقاتل واحد، والسلاح واحد فلقد سُلبتم تسديدات الرب.. عودوا الى قريتكم ولا ترجعوا الا بمقاتل يقاتل من أجلكم فقط لا من أجل دنانيره..."

أذاً لو أردنا أن نحضى بتسديد الخالق وعونه، نصرته وتأييده، فيجب أن يكون جُلَّ عملنا دائراً وجوداً وعدماً مع العراق، العراق وبس... فكل الغايات الحزبية والفئوية والجهوية، ستضعف من قوى أصحابها وتذهب بريحهم.. مطامح كل الأحزاب يجب أن تنصهر بالغاية الأسمى، الغاية الأنبل، الغاية التي تقتل الشيطان ومن والاه بمقتل.. غاية العراق الواحد الأبي..

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=116832
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 03 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20