• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الصحابي الجليل والشاعر الكبير النابغة الجعدي الكعبي .
                          • الكاتب : د . عبد الهادي الطهمازي .

الصحابي الجليل والشاعر الكبير النابغة الجعدي الكعبي

قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة، يكنى أبو ليلى، أحد أبرز شخصيات بني کعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وأشهرها.
صحابي جليل، وحكيم من حكماء العرب، لُقِّب بالنابغة الجعدي، لأنه أقام مدة لا يقول الشعر ثم نبغ، حتى صار واحدا من فحول الشعراء.
أدرك النابغة الجاهلية والإسلام وعمَّر طويلا، فقيل أنه عمَّر مائة وثمانين سنة، وکان النابغة ومنذ أيام الجاهلية علی تقوی من الله، يتعبَّد علی ملة إبراهيم الخليل عليه السلام، يُنكر شرب الخمر والمسکر، وما يغيِّر العقل، وهجر الأصنام والأوثان، وروي أنه كان يستغفر كثيرا، ومن شعره في الجاهلية:
الحمد لله لا شريك له***ومن لم يقلها فنفسه ظلما
وفد النابغة على النبي صلى الله عليه وآله، فأسلم، وسُرَّ به النبي، واستنشده بعض أشعاره، فكان مما قال:
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا***وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا
فقال له النبي صلى الله عليه وآله: فأين المظهر يا أبا ليلی؟ فقال: الجنة إن شاء الله.
ترك النابغة ديار عشيرته جنوب اليمامة، وسكن المدينة ليكون الى جوار رسول الله صلى الله عليه وآله، لينهل منه العلم والمعرفة، ويتعلم القرآن على يديه، وبقي فيها حتى فارق النبي صلى الله عليه وآله الحياة.
فكان ممن شهد ما جرى بعد رسول الله من حوادث، روي: ((أن النابغة خرج من منزله وسأل عن حال الناس بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد سمع أصوات الناس، فلقيه عمران بن حصين وقيس بن صرمة، فقال: ما وراءكما؟ فأخبراه بما جرى من البيعة لأبي بكر في سقيفة بني ساعدة فقال: ما فعل أبو حسن، علي؟ فقيل: مشغول بتجهيز النبي، فقال:
قولا لأصلع هاشمٍ إن أنتما***لاقيتماه لقد حَللتَ أُرومها
وإذا قريش بالنِّجار تسجلت***كنت الجدير به وكنت زعيمها
عاد النابغة الى دياره زمن الخليفة الثالث، فوجد عشيرته قد سكنت البصرة، فيمم وجهه صوبها، وقد كبرت سنه، ودقَّ عظمه، وضعف بصره.
ثم انتقل فسكن الكوفة بعد أن اتخذها الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام عاصمة له، ولما خرج أمير المؤمنين عليه السلام إلى صفين خرج معه النابغة، وساق ناقة الإمام عليه السلام يوما يتشرف بذلك، وأنشد:
قد علم المِصْرانُ والعراقُ***إن عليا فحلَها العُتاقُ
أكرمُ من شُدَّ به نطاقُ***إن الأُولى جاروك لا أفاقوا
سُقْتم إلى نهج الهدى وساقوا***إلى التي ليس لها عِراقُ
تعرض النابغة بعد استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام الى الكثير من الأذى والاضطهاد على أيدي حكام بني أمية، فقد أمر معاوية مروان بن الحكم بمصادرة دار وأموال النابغة في المدينة والحجاز، ولم يكتف بذلك بل قام بتهجيره، قال ابن حِبان في طبقات المحدثين في أصبهان: ((وقدم النابغة أصبهان مع الحارث بن عبد الله بن عبد عوف، وكان سيره معاوية إلى أصبهان، وكان الحارث واليا عليها من قبل علي عليه السلام، ثم من قبل معاوية، ومات النابغة بأصبهان رضوان الله عليه)).
ـــــــــــــــــــــــــــ
الاستيعاب لابن عبد البر
جمهرة النسب لابن الكلبي
أعيان الشيعة للأمين العاملي
الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني
أمالي الشيخ المفيد
طبقات المحدثين لابن حبان
تاريخ دمشق لابن عساكر




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=116842
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 03 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19