( هذه المسرحية اعدت لشخص واحد تخاطب أطفال بسن العاشرة تقريبا وهو يقلد أصوات بقية شخوص المسرحية / يدخل مهدي الى الدار بحركة سريعة وهو بملابس المدرسة /دون حقيبة / يبحث عن امه )
مهدي :ـ ماما .. ماما ...( بعدما يأس من وجودها )/ ( مع الجمهور )/ تراها ذهبت لتشكوني مثل كل مرة للجيران ، او ربما ذهبت الى بيت قريبنا الدكتور حسن طبيب نفساني سمعتها تخاطبه بالجوال ( يقلد صوت الام ) دكتور حسن هذا الولد راح يخبلني /عنده أحوال عجيبة غريبة وحال ما يشبه حال / قال لها الدكتور حسن ( يرتدي نظارته يقلد صوت الطبيب )يريد ان يفهمك بانه كبر وصار رجل البيت ( مع الجمهور ) جميل هذا الطبيب لايعرف ان امي تعاملني باني انا اب البيت / وعاد ليطلب منها ( يلبس النظارة ـ يقلد صوت الطبيب ) أريد ان اعرف كل شيء عن حالة ولدك /، فاجابته امي ( يقلد صوت الأم ) يحكي حكايات كبار ( كلام جبير ) تحيرني كلماته وتقلقني دكتور ايعقل طفل بعمره يقول ( نحن نصنع الزمن ياماما ) أقول له كيف ؟ يقول لاشيء خا رج ارادتنا الا ماشاء امر الله يا ماما ـ الا ترى دكتور ان هذا كلام كبير بالنسبة لطفل بعمره / اجابها الطبيب /( يرتدي الناظر ويقلد الطبيب ) أكيد هو سمع هذا الكلام من احد من الجيران / من التلفزيون او الانترنت / أكيد هو يستخدم الانترنت
(يرجع الى الجمهور ) مشكلة امي مثل حيرة هذا الطبيب بامري .. تسألني امي ( يقلد صوت الأم) ممن سمعت هذا الكلام يامهدي
/ قلت لها :ـ لقد علمني إياه أبي أمس / لم تصدق أمي هذا الكلام ، كيف احدث أبي أمس وهو رجل استشهد قبل سنوات ، استشهد أبي وانا طفل صغير ، وهكذا قررت المسكينة أمي ان ترافقني بحذر ، ان تنظر الى كل حركة من حركاتي لتفهم معاناتي كما تقول ، ما يدور في راسي وتريد ان تقرأ احلامي التي تجمعني بأبي ( حركة في الباب ) ربما جاءت وهي تحمل وصايا الطبيب حسن / دون ان تعرف انا ماذا خبأت لها من مفاجئة ، / سمعتها ذات مرة تسأل خالي احمد :ـ ( يقلد صوت الام ) هل يمكن ان يكون هناك اتصال روحي فعلا بين الشهداء وابنائهم ، أم ان هذا الطفل مجنون يحمل في رأسه صورة ابيه ؟ ( مع الجمهور ) هل هناك ابن شهيد ينسى اباه يا ماما ؟ انت تقولين دائما ( يقلد صوت امه ) انت ياماما ولد حباب وهادىء ( وما تسوي وقاحة )/ انا لست مجنونا يا ماما .. لكني أكره الأولاد الذين لايفهمون الكلام ، لايفهمون ما أقول لهم / هم يقولون عني مجنون وانت أيضا يا أمي تظنين اني مجنون / انا ولد عاقل وحباب /( يقلد صوت الام ) هل ستذهب الى النوم ؟( مع الجمهور أقول لها نعم ياماما سأذهب الى أبي/ وحين اصحو من النوم ( يقلد صوت الأم ) ها ماما صحوت / أقول لها :ـ انا جئت من أبي ( يضحك / ثم يعترض على ضحكه ) ( مع نفسه ) على ماذا اضحك ( على شنو اضحك ) انا حقيقة جئت من عند أبي ( مع الجمهور ) أمي تحبني مثلما تحبكم امهاتكم / تخاف علي من حالات الجنون فتجلس المسكينة لتشرح لي ( يقلد صوت امه ) مهدي انت كنت نائما في غرفتك في البيت وابوك ينام هناك عند الله تعالى في الجنة / ( مع الجمهور) :ـ قول لها ماما الا تعرفين ان الله يحب أبناء الشهداء ( يذهب ليأتي بكتاب ) هذا ما اسمه ياماما ؟ ( يقلد صوت الام ) انه كتاب ( مع الجمهور ) أبي يسميه سلاح /بندقية / ويسمي الامتحان هجوم والنجاح يسميه النصر ( هاي اشبيكم ) هل انتم مثل أمي لاتصدقون أني أرى أبي الشهيد واكلمه كل يوم ام تروني مثل الاخرين مجنون ؟ ذات يوم اهدى لي خالي عبود دبابة وكان فرحان بها ./ رفضتها .. ( مع الخال ) خالي انا اكره الأسلحة ، اكره كل شيء يؤذي الانسان ( مع الجمهور ) لكنه اصر ان يتركها بين اغراضي ، حملتها اما م امي سحقتها سحقتها ( بغضب ) انا اكره كل شيء يؤذي الانسان ، قال لي أبي نحن نكره الحرب ، يستغرب خالي يسألني ( يقلد صوت الخال ) كيف تكره الحرب ، وانت أبن شهيد ,...؟ابوك استشهد في الحرب
مهدي :ـ ( بغضب ) نحن أبناء الشهداء نكره الحرب ، نكره الحرب ، نكره القتل ، نكره اذى الانسان ( بهدوء ) البارحة حدثني أبي عن أشياء كثيرة ، طالبني ان اقاتل أعداء الحياة ، وان اتدرب جيدا للمواجهة لأرفع راية النصر عاليا ، /( يضحك مع نفسه) لم تتحمل أمي الموقف وقالت :ـ ( يقلد صوت الام ) أنت ما زلت صغيرا على لغة الحرب يا مهدي ،( بهدوء ) عليك ان تعيش طفولتك بعيدا عن المصطلحات الخشنة ، وأبوك كان يخاف عليك من النسمة،كيف يدفع تفكيرك الى عوالم الحرب ؟ ، ( مع الجمهور ) أمي تشعر احيانا باحراج شديد ، لكنها أم تدافع عن حياة ابنها ، تستغرب أمي من فكر طفل صغير يحلم بمواجهة أعداء الحياة ، ويتدرب ليرفع راية النصر وهو يكره الحرب ويكسر كل لعبة تشارك في فكرة القتال ، ترى امي انها شيء لايشبه شيء / سمعتها مرة تعاتب روح أبي ( يقلد صوت الأم ) انت يا عبد الحسن كيف تعّلم ولدك مثل هذه الأفكار / ، وقفت امامها :ـ ماما لاتعاتبي أبي بهذه اللهجة يا ماما ، انت لم تفهمي الموضوع على حقيقته ،/ قال لي أبي :ـ انهم يحاربون الحياة ، ونحن حملنا الأسلحة وقاتلنا لانها الوسيلة الوحيدة التي كنا نملكها لرد العدوان عن وطننا وبيوتنا واهلنا ، ومواجهته والانتصار عليه ، كل واحد لديه عمله الذي يواجه به الأعداء ،أصدقائي أبي قال لي أنت يا ولدي واصدقائك الصغار ساحة حربكم الحقيقية هي المدرسة وسلاحكم الحقيقي هو الكتاب ، عليك ان تدرس لتنجح ، نجاحك يا ولدي هو النصر الذي يتوج جهادي ، أنا أكره يا ماما الأسلحة النارية واللعب المؤدية الى الموت / انا يا ماما أحب المدرسة ، لأنني بها سأحقق النصر الذي يرفع رأس أبي الشهيد ، أمي ـ ماما ، أين ماما ، ربما ذهبت تشكوني ثانية الى الطبيب حسن .. وانا هنا انتظر وفي يدي نتيجة امتحاناتي ، أنا ابن الشهيد عبد الحسن طلعت الأول على الصف ياماما جئت لاقول لك تعالي لنرفع بمناسبة نجاحي اصبعينا ، نرسم بفرح للعالم علامة النصر ،
|