«علماء حيض و نفاس» «يتحدثون عن الخرطات»
وغير هذه التعابير التي نسمعها من هنا وهناك لبيان مدى سخافة أبحاث العلماء و انشغالهم عن المباحث "المعرفية العالية".

ولكن اقول لهؤلاء :

أولا: أليس هذه الأمور بينها الشارع و أهتم بها و بين أحكامها و تترتب عليها عبادات المكلف التي بتركها او عدم الإتيان بها بالصورة الصحيحة فانه سيكون مرتكباً للحرام مستحقا للوم خالق العباد بتركهم عبادته كما يريد.

ثانيا: هل المباحث المعرفية التي تدعونها اهملها العلماء ؟!!!
ألم يبينوها بوضوح و جلاء للناس.

ثالثا: هذه المباحث المعرفية هل هي مطلوبة من كل أحد أن يعتقد بها و أن يعرفها كما في الطهارة و الصلاة أم انه يكفي الاعتقاد بالتوحيد و النبوة و الامامة و العدل و المعاد بابسط استدلال و هو حاصل حتى من العجائز و الحرائر في خدورهن.

رابعا: هل البحث في هذه المسائل سهل يسير ؟!!!!
بل هو بحث معقد و صعب جدا لا يتأتى لكل احد الا من جد في طلب العلم و اخلص و جهه لله و وفقه لنيل المطالب.

في الليلة البارحة جافاني النوم فأحببت ان أنظر في مسألة من تلك المسائل التي يستهزء بها البعض فاخترت مسألة الخرطات و على الرغم اني لم اتبع سبيل الفقهاء في الاستقصاء و التتبع و لم أبحث في أسانيد النصوص بل لم ارهق نفسي في البحث عن غير النصوص المذكورة في «الوسائل» و حتى «الجواهر» و «الحدائق» و «المستمسك» لم اطالعن بل اكتفيت بمطالعة «الرياض» و «مصباح المنهاج» فوجدتها وبهذا القدر من الاختصار انها مسألة شائكة تحتاج الى وقت في بحثها لا يسعه سويعات سهر في ليلة واحدة.
فالله كم يتعب الفقهاء حتى يصلوا الى حكم في مسألة شرعية حتى يأتي سفيه عقل و قليل دين يستهزء بفقههم و يسميهم علماء حيض و نفاس و اصحاب الخرطات.
نعم فنحن نفخر بهم لانهم علمونا كيف نتطهر و نعبد باريئنا و انت اعيتك الحيلة فصرت مهرجا .
و اعشى الحسد بصيرتك فصرت تتبع النواصب و تاخذ من الصوفية.