• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : نشاطات .
                    • الموضوع : بيان حوزة آل البيت عليهم السلام إستنكاراً لما صدر عن المعمم الشيخ حسين زين الدين .

بيان حوزة آل البيت عليهم السلام إستنكاراً لما صدر عن المعمم الشيخ حسين زين الدين

بيان حوزة آل البيت عليهم السلام إستنكاراً لما صدر عن المعمم الشيخ حسين زين الدين. هذا نصّه:  
 بسم الله الرحمن الرحيم 
وصلَّى الله على أشرف خلقه محمد وآله الطاهرين.

أخطّ هذه الكلمات وقلبي يعتصر ألماً .
فإنَّ نور القلوب والرحمة للعالمين ومدينة علم الله،  الذي يستقي كلُ الكون من فضلات مائدته ،وتترك الملائكة عالم الملكوت الذي هو مكان التسبيح والتهليل، وتنزل إلى عالم المُلك لكي تتبرك بالمكان الذي يُصلَّى فيه عليه.
 الواصل إلى قاب قوسين أو أدنى ، إلى المكان الذي قال عنده جبرائيل: لو تقدمتُ قيد أنملة لاحترقت. 
فالله يقول في محكم كتابه: ( إنما يتقبل الله من المتقين ). ولكن يا حبيب الله ،إن الله لا يرد دعاء صُلّي فيه عليك. ومن صلى عليك مرة صلى الله عليه عشراً. ومن صلى عليك عشراً صلى الله عليه مائة. ومن صلى عليك مائة صلى الله عليه ألفاً .
والله يقول في محكم كتابه :( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور ) .
ولهذا ورد في الحديث أن الصلاة على محمد صلى الله عليه وآله تُذهب النفاق.
  يقول الإمام السجاد عليه السلام: فلما بلغت بي تناهي الرحمة منك مننتَ علي بمن هديتني به من الضلالة، واستنقذتني به من الهلكة واستخلصتني به من الحيرة وفككتني به من الجهالة، وهو حبيبك ونبيك محمد صلى الله عليه وآله، أزلف خلقك عندك، وأكرمهم منزلة لديك، فشهدت معه بالوحدانية، وأقررت لك بالربوبية، وله بالرسالة، وأوجبتَ له عليّ الطاعة، فأطعته كما أمرت، وصدقته فيما حتمت ، وخصصته بالكتاب المنزل عليه، والسبع المثاني، وقلت تقدست أسماؤك: " ص والقرآن ذي الذكر "  .
وقلت عظمت آلاؤك: " ق والقرآن المجيد " .
فخصصته أن جعلته قَسَمك حين أسميته وقرنت القرآن به، فما في كتابك من شاهد قَسَم والقرآن مردف به إلا وهو اسمه.
وذلك شرف شرّفته به، وفضل بعثته إليه، تعجز الألسن والأفهام عن وصف مرادك به، عن علم ثنائك عليه. فقلت عز جلالك في تأكيد الكتاب وقبول ما جاء به: " هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ".
   (الصحيفة السجادية الجامعة ص٣١٠). 
ومن هنا تفهم ما رواه أبو هارون مولى آل جعدة قال: كنت جليساً لأبي عبد الله عليه السلام بالمدينة ففقدني أياماً ثم إني جئت إليه فقال لي: لم أرك منذ أيام يا أبا هارون.
فقلت: ولد لي غلام.
فقال: بارك الله فيه، فما سميته؟ 
قلت: سميته محمداً .
قال: فأقبل بخده نحو الأرض وهو يقول: محمد ،محمد، محمد . حتى كاد يلصق خده بالأرض ثم قال: بنفسي وبولدي وبأهلي وبأبوي وبأهل الأرض كلهم جميعا الفداء لرسول الله صلى الله عليه وآله.
لا تسبّه ولا تضربه ولا تسئ إليه، واعلم أنه ليس في الأرض دارٌ فيها إسم محمد، إلا وهي تُقدَّس كل يوم.
ثم قال لي: عققت عنه؟
قال: فأمسكت .
قال: وقد رآني حيث أمسكت ظن أني لم أفعل.
 فقال: يا مصادف إدنُ مني، فوالله ما علمت ما قال له إلا أني ظننت أنه قد أمر لي بشيء فذهبت لأقوم.
 فقال لي: كما أنت يا أبا هارون .
 فجاءني مصادف بثلاثة دنانير، فوضعها في يدي فقال: يا أبا هارون إذهب فاشترِ كبشين واستسمنهما وأذبحهما وكلْ وأطعم. 
(وسائل الشيعة؛ كتاب النكاح؛ أحكام الأولاد؛ باب ٢٤؛ حديث٤)
فهذا فعل الامام المعصوم عليه السلام حين ذكر محمداً صلى الله عليه وآله. 
فالدار الحجرية إذا وجد فيها إسم محمد  قُدست لعظمة هذا الاسم ،فما حال المسمى؟!
فإن الله اشتقّ اسمك من اسمه، فقرن ذكرك بذكره، وجعل طاعتك طاعته ،وحبك حبه ،وأحب الله كل قلب أحبك يا حبيب الله.
لذا حق أن تعتصر القلوب ألماً لذكر هذا المقام الرفيع بلسانٍ لا يراعي التقديس، ولا التفضيل ، ولا أدب ذكر هذا المقام المقدس. 
فمن كان هذا حاله أيقاس به بشر؟! 
فقد روى محمد بن جرير الطبري في نوادر المعجزات ، عن الإمام الباقر صلوات الله عليه :  يا جابر ، إنا أهل البيت لا يُقاس بنا أحد ، من قاس بنا أحداً من البشر فقد كفر .
 يا جابر بنا الله أنقذكم ، وبنا هداكم ، ونحن والله دللناكم على ربكم . 
(نوادر المعجزات؛ص١٢٤).
عذراً يا رسول الله من قلوب فقدتْ حرارة تقديسك الذي هو تقديس الله، فأنت نوره في الوجود.  
وتقبل مني هذه الكلمات التي لا ترقى إلى أي درجة من عليائك يا محمد.
فاقبلها مني إنكار منكر بالقلب واللسان.
وذلك أضعف الإيمان.
الأربعاء عاشر رجب الحرام، مولد جواد الأئمة عليهم السلام ، ١٤٣٩.

بيروت ،حوزة آل البيت عليهم السلام.

الشيخ يحيى رسلان العاملي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=117344
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 03 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28