• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فرقة الخوارج وتأثيرهم على تنظيم القاعدة الارهابي .
                          • الكاتب : رياض البياتي .

فرقة الخوارج وتأثيرهم على تنظيم القاعدة الارهابي

 يعتقد الكثيرين إن الخوارج فرقة ظهرت بعد الخلاف الذي اندلع في معسكر الأمام علي(ع) حول مسألة التحكيم ولكن إي روئيا  متفحصة لوضع المجاميع التي تألف منها جيش الأمام علي(ع)  تؤشر ألا ابعد من ذلك فلا يعقل إن مجاميع بهذا العدد والتنظيم تظهر بهذا الشكل معلنة مخالفتها ومن ثم تكفيرها لشخصيه كارزميه لها هذا الموقع والتاريخ الإسلامي إن هذا الأمر يشير الي ابعد من ذلك ويبدوا ذلك واضحا في تاريخ العناصر التي شاركت في هذا الأمر 0ان العناصر التي شاركت في الخروج والتمرد على الأمام علي(ع) بعد العودة من صفين كان عددا منهم قد عاصر المرحلة الأولي للدعوة الاسلاميه واغلبهم من القبائل البدوية من غير قريش والتي   نافست النبي محمد (ع) وادعا قسما من أبنائها النبوة وكان منها مسيلمة الكذاب والأسود العنسي وسجاح التميمية  إن حادثة اعتراض أعرابي من تميم يكنى بابي الخويصرة ( ابن هشام  سيرة 496/3) على النبي (ع) وهو يوزع الغنائم لا يمكن إن تمر بهذه البساطة فهي مؤشر واضح لوجود أشخاص دفعهم فهمهم للعدالة   والمساواة التي وردت في القران الكريم لكي يعترضوا حتى على النبي (ع) وقد وردت  هذه الحادثة عند الكثير من المؤرخين فقد وردت في  (صحيح البخاري شرح ابن حجر 6\3360 3361 وقد سمى ذو الخويصرة باسم زهير بن حرقوص السعدي ) إن هذه الحادثة لا يمكن إن تمر بمثل هذه البساطة إن  الأحداث اللاحقة أكدت إن هناك عناصر كانت لا تتورع عن الاعتراض على النبي إن هذا الأمر اغضب النبي(ع) كثيرا وقد نقل الرواة الحديث الشريف  عنه (سيكون له شيعة يتعمقون في الدين ويتبعون أقصاه يخرجون منه كما يخرج السهم من الرمية 0 ابن هشام  0 سيرة 2\496 ) ولو تتبعنا مسيرة الرجل لوجدناه موجودا في معارك الردة و واليا  على ألأهواز من قبل الخليفة عمر(رضي الله)  واحد قائدة  ثوار البصرة اللذين شاركوا في خلع وقتل الخليفة عثمان (رضي الله) وفي صفين كان مع المجموعة التي أجبره الإمام علي(ع) القبول بالتحكيم  بل وفرضت عليه إن لا يختار ممثلة في التحكيم حيث خاطبه الأشعث عندما اختار ابن عباس ممثلا عنه قائلا (والله لا يحكم فيها مضريان حتى تقوم الساعة ) (ابن مزاحم صفين ص 500 الطبري تاريخ 6 | 3333  اليعقوبي  تاريخ  2| 9 18  ) واختاروا شخصا كان أصلا قد اعتزل القتال وهو أبو موسى الأشعري وعندما ظهرت النتيجة طالبوا الإمام برفض النتيجة والعودة للقتال وعندما رفض الإمام (ع) ذلك خرجوا عليه وكفروه وهؤلاء من  عرفهم التاريخ باسم الخوارج إن الإعرابي الذي اعترض على النبي هو  احد قادة المجموعة التي لم تدخل الكوفة و أعلنت تكفيرها لعلي (ع) وفي معركة النهروان كان  احد قادة المعركة حيث كان  على الميمنة يزيد بن الحصين الطائي وعلى الميسرة شريح بن اوفي العبسي وعلى المشاة حرقوص بن زهير السعدي وعلى الخيالة عبد الله بن وهب الراسبي حيث قتلوا في نفس المعركة 0 إن هذا الأمر يدفعنا الي الاعتقاد إن الخوارج كانوا موجودين وعلى الأقل كسلوك لدى القبائل البدوية مثل تميم وغيرها من القبائل  التي شاركت في الردة 0لقد كان هناك ثلاثة تمرداة في عهد النبي (ع) كان هناك مسيلمة  الكذاب و الأسود العنسي وسجاح التميمية قد انشقوا عن الجماعة الاسلاميه و بدئوا بالدعوة لأنفسهم وبعد وفاة النبي (ع)  وبعد إن أصبح أبو بكر (رضي الله) خليفة للمسلمين اتسع نطاق الانشقاق في المجتمع الإسلامي حيث   نقل عن الكثيرين  ومنهم عائشة (رضي الله) إن مكة والمدينة والطائف بقت على ولائها لأبي بكر فقط  (رضي الله ) (لما قبض رسول الله صلى الله علية وسلم ارتدت العرب قاطبة واشرأب النفاق ) 0( ابن أبي شيبة 572 / 14 ) كانت هناك أسباب عديدة قد تفسر ما حدث وقد ينطبق قسما منها على كل حالة وليس بالضرورة  إن تنطبق كلها على كل حالة .

*0 كانت القبائل البدوية بطبعها ترفض الخضوع  لسلطة خارج نطاق سلطة القبيلة كما إن الكثير منهم كان يعتقد إن الصدقات تدفع للنبي محمد (ع) فقط وكما ذكر ابن الجوزيه إن ألأعراب قد فسروا الآية الكريمة بهذا المعنى ( أخذت أموالهم صدقة لتطهرهم بها ).
 *0 لم تكن قضية الخلافة بمعنى الدولة كفكرة أو كنص قراني موجودة في زمن النبي (ع)أن  ألأديان التي عرفها العرب في الجزيرة كاليهودية والنصرانية لم تسعى لإقامة كيان سياسي 0 
 * 0أن انتخاب أبو بكر لم يجري على قاعدة إسلامية  بمعنى التفقه  في الدين مثلا بل جرى انتخابه متماشيا مع الأعراف القبلية حيث روجت قريش إن الإمامة لها من دون باقي العرب .
* 0كانت ألارستقراطية  الاسلاميه الناشئة التي بدأت تجني ثمار انتمائها الأسلامي راغبة بالحصول على  الصدقات  التي تؤمن المال اللازم لاستمرار السلطة الجديدة  إن أبي بكر (رضي الله ) يرد على عمر (رضي الله)  الذي طلب منه إن لا يحصل الصدقات   بعد تمرد القبائل قائلا (والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه لرسول الله لجاهدتهم عليه ).
* 0من المعقول إن نفترض إن هناك قبائل لا ترى إن اختيار أبو بكر (رضي الله) كان ملائما وان هناك من هو أحق منه  بتولي أمور المسلمين وخصوصا إن علي (ع) لم يبايع أبي بكر(رضي الله) ومعظم الهاشميين والأمويين لم يبايعوه في البداية. 
بعد تولى أبو بكر (رضي الله ) قيادة السلطة الجديدة التي نشأت من تحالف  قريش مع  الأنصار كان علية إن يواجه هذا الخطر الذي اتسع وقد استخدم كل الأدوات القرشية المتاحة حيث  أمر خالد بن الوليد  على الجيش الذي دفعه لقتال التمرد إلا كبر وهو تمرد مسيلمة حيث تعامل خالد مع التمرد في معركة البستان بطريقة عنيفة جدا حتى بمقاييس  القبائل البدوية حيث اعمل السيف بدون رحمه وحرق ألأحياء    ( وقد ذكر ابن حجر في الصواعق المحرقة  ص37) إن خالد كان يجمع المرتدين في حظائر ثم يحرقهم ) مما دفع الكثير من القراء الي الاحتجاج لدى الخليفة  قائلين (لا يعذب بالنار إلا رب النار  صحيح البخاري كتاب الجهاد ص 94) إن حادثة  مالك بن نويره وقتله وسبي زوجته والدخول بها يوم مقتله  لا تحتاج الي الكثير من التعليق إن مالك الذي لم يثبت ارتداده عن الآسلام هو ما دفع أبو أيوب ألانصاري للتحدث بشأنه مع خالد . كان الرسول (ع) قد كلف مالك على صدقات قومه لثقته واعتماده علية (الإصابة في تمييز الصحابة ج3 ص 336)0ان اعتراض عمر      ( رضي الله) علية لم يلق أذانا صاغية عند أبو بكر (رضي الله) (ويذكر أبى الفداء في تاريخه ج 1ص158 ) إن أبو بكر (رضي الله) خاطبه يا عمر ما كنت لا خمد سيفا سله الله عليهم 0 إن هذه الإحداث تفسر أسباب عزل خالد بن الوليد عندما تولى الخلافة عمر (رضي الله) 0 استمرت هذه الأحداث من ألسنه 11 هجرية  والى السنة 13هجرية حيث تمكنت جيوش الخليفة بقياداتها القرشية من أخماد التمرد 0 إن الآليات العنيفة التي استخدمت في مقاتلة الخصوم واستخدام مصطلح التكفير والردة عن الإسلام كانت هي المرجعية الفكرية الجديدة للصراع بين قريش بمرجعيتها  الاسلاميه الحاكمة الجديدة وباقي رعايا الدولة الوليدة 0 إن حروب الردة كرست مفهوم فكرة  تكفير الخصوم ونحت جانبا الآية الكريمة التي تدعوا الي الحوار ( وجادلوهم بالتي هي أحسن  ) لمصلحة السيف الذي اخذ مداه الأكبر في هذه الحروب  إن حروب الردة كانت بوابة العنف الذي طبع السلوك الإسلامي ولحد الان0
ولتجنب معارضة قد تتجدد دفع أبو بكر (رضي الله) هذه القبائل لساحة جديدة وهي ما سمي بالفتح الإسلامي وكانت الساحة العراقية هي الساحة الأهم  و الأكثر جلبا للغنائم وقد تمكنت هذه الحملات من ضم مساحات شاسعة الي الدولة الوليدة وشعوبا كثيرة واديان عديدة وكانت الساحة العراقية بأديانها المتعددة هي الساحة الأهم حضاريا حيث اختلط العرب باديان سبقتهم بقرون ناقشت كل الإشكاليات والتساؤلات الإنسانية وبالتالي انتقلت هذه الأفكار الي المسلمين القادمين من الجزيرة والذي مازال فهمهم للإسلام فهما بسيطا وقد لا يعدوا فهمهم للدين إن رؤسائهم أصبحوا مسلمين وعليهم إن يتبعوهم  ومن المؤكد إن حضارة وادي الرافدين كانت قد ناقشت قبل وصول الإسلام قضايا كثيرة و تساؤلات كبيرة وخصوصا فيما  يتعلق بصلاحية الحكام وقدسيتهم والقضايا الالهية ولابد إن هذه القضايا قد وصلت الي العرب و بعد توقف الفتوحات بدأ العرب بالخوض فيها 0 وبعد عقد من الزمان كان قراء البصرة من خرجوا على عثمان(رضى الله) وكان احد قادتهم زهير بن حرقوص السعدي  و وقراء الكوفة وثوارها بقيادة مالك الاشتر مع ثوار مصر هم اللذين تصدوا لعثمان (ع) و قتلوه حيث إن فكرة التنحي لم تكن واردة أصلا في ثقافة الحكام الجدد  وهنا كان العنف هو سيد الموقف وتقدمت الجرأة التي اتخذنا زهير السعدي  نموذج لها بعدا أبعد من الاعتراض إلا القتل وقتل من قرشي من صحابة  الرسول  (ع) وخليفة المسلمين0  إن القبائل التي شاركت في الفتوحات وخصوصا في الساحة العراقية  كانت هي نفس القبائل التي انخرطت في ما سمي حروب الردة ومن الطبيعي إن تكون عقيدة العنف المفرط التي استخدمت ضدها بغطاء أسلامي قد استخدمتها هي في حروبها في العراق وفارس باعتبارها مقبولة من وجهة نظر الحكام الذين دخل بيت المال الكثير من الأموال منها وقد يكون اغتيال الخليفة الثاني (رضي الله ) من قبل أبو لؤلؤة يأتي كرد من هذه الشعوب على هذه الفتوحات ويمكن فهمه ضمن هذا السياق 0ان المجاميع التي بايعت الإمام علي0(ع) انشق قسما كبيرا منها ليكون فرقة كبيرة كان لها ألتأثير ألأكبر على جميع الفرق الإسلامية لحد ألان وهي فرقة الخوارج 0 ويحدد ابن حزم المبادئ الاساسيه للفكر الخارجي كما يلي (ابن حزم الفصل في الملل والأهواء والنحل ج 2 ص 112( من وافق الخوارج في إنكار التحكيم وتكفير أصحاب الكبائر والقول بالخروج على أئمة الجور وان أصحاب الكبائر مخلدون في النار وان الإمامة جائزة في غير قريش فهو خارجي ) انشطرت الخوارج الي فرق متعددة كان أكثرها تأثيرا على ألإسلام السياسي هي فرقة الازارقه التي كفرت كل من خالفها و أباحة قتلهم باعتبارهم كفار واستعرضت الناس وأجازة قتل الأطفال تفسيرا للأيه الكريمة 0(وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا0انك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا)( نوح 26 0 27 )                                                                                                  إن فرقة الخوارج وخصوصا  الازارقة منهم حولوا العنف الي إليه شرعية ومارسوه بمنهجية استهدفت خصومهم السياسيين وهذا ما نراه لاحقا لدى قوى الإسلام السياسي0 وإذا كانت فرقة الخوارج قد انتهت تقريبا عدى تواجد بسيط للأباضيه  فان الفكر الخارجي التكفيري والسلوك العنيف  كان  موجودا لدى الحركة الوهابية  كفكر و أساليب  والحركة الوهابية التي ظهرت أولا في نجد وبين القبائل التي اعتنقت فكر محمد بن عبد الوهاب والذي تحالف مع أمير قبائل عنزة محمد بن سعود الذي تحول للمذهب الوهابي وبدأ الاثنان بغزو القبائل المحيطة بالدرعية وهي عاصمة الحركة الجديدة وكانت الحركة الوهابية تكفر كل مخالفيها وتعمل السيف فيهم وقد فرضت سيطرتها على معظم الجزيرة العربية وصولا الي فلسطين و سلطنةعمان وقد غزت كربلاء في العام 1216 هجرية ونهبت الروضة الحسينية  والعباسية وأحرقتهما وفي العام 1220 هجرية غزت النجف وفي العام 1222 هجرية غرت البصرة وبسبب الجرائم التي ارتكبتها تمكنت القوات العثمانية من حصار الدرعية في  العام 1818 م وبذلك انتهت الدولة الوهابية الأولى ولكنها  عادت مرة أخرى للظهور إثناء الحرب العالمية الأولى واستطاعت إن تعيد تأسيس دولة جديدة شملت الحجاز وبذلك سيطرة على مكة والمدينة وما لهما من قدسيه في العالم الإسلامي  إن الحركة الوهابية التي تبنت الفكر الخارجي الذي يكرس تكفير الأخر ويشرعن قتله تبنت ما تحتاجه من أراء ابن تيميه حيث تبنت فكرة هدم القبور وقد أزالت كل القبور والقباب المقامة عليها  في مكة والمدينة  لقد مارس الوهابيين عنفا مشابها لما حدث في معركة البستان عند فتح مكة0 واجبروا سكان  مكة على هدم كل المزارات وقبور الصحابة وكذا الحال كان في البقيع 0                                                                                                                                                                                                                                                           
اعتقل الرئيس عبد الناصر مسئول الإرشاد في حركة الإخوان المسلمين المصرية وعددا من أعضاء الإخوان  في العام 1964  وأطلق سراحهم لا حقا بوساطة من الرئيس العراقي عبد السلام عارف ولكنة عاد واعتقلهم في العام 1966 وتم إعدام سيد قطب وعدد من أعضاء الإخوان اللذين اعتقلوا معه  لقد اثر سيد قطب على عموم الحركة الإسلامية في جميع البلدان الإسلامية وخصوصا أواسط الشباب وقد نسف سيد قطب جهود الأفغاني ومحمد عبده الإصلاحية وأعاد إنتاج فكرة حاكميه الإسلام والتي كانت الأساس لأعاده مشروع الدولة الاسلاميه  وهذا المشروع القديم الجديد كان احد العقائد الاساسيه لفرقة الخوارج  وهي الفرقة الوحيدة التي أجازة الخلافة لكل المسلمين ولهذا سماها المستشرقين الحزب الجمهوري في ألإسلام  وقد ترجم كتاب سيد قطب في ظلال القرآن الي الفارسية من قبل السيد الخميني إن تأثير هذا الكتاب واضحا على أفكار السيد الخميني في كتابة الجمهورية الإسلامية 0ان فكرة سيد قطب إن الجهاد هو من يوصل الإسلاميين الي الحكم هو إعادة آليات خارجية مرة أخرى الي الساحة الإسلامية 0 شهد العام 1964 تكوين عدد من التنظيمات الاسلاميه في الجامعات المصرية كانت كلها متأثرة بأفكار سيد قطب حول حاكميه الإسلام ووجوب الخروج على الحكام  المسلمين صنائع الاستعمار كما سماهم وبناء دولة يكون القرآن دستورها وكانت آليات الوصول الي هذه الدولة هو الجهاد وكانت هذه المجموعات  تعتقد إن الجهاد فرض عين على المسلم ومن تقاعس عنه فقد ارتكب الكبيرة ومن ارتكب الكبيرة فقد استحق القتل 0ان الفكر الذي تبنته هذه الجماعات المختلفة كان فكرا خارجيا أعاد أحيائه سيد قطب إن هذه التنظيمات وعلى طريقة الخوارج كانت تختلف على ابسط الأمور الفرعية مما عرقل انتظامها بتنظيم واحد 0 دخل على الساحة المصرية قادم جديد هو صالح سرية الفلسطيني الذي درس في العراق و الهارب من تهمة اغتيال الرئيس العراقي احمد حسن البكر وصاحب الخلفية الأخوانيه في العمل الإسلامي في العراق والضابط  بجيش التحرير الفلسطيني  وبعد إن وصل الي القاهرة أمنت له زينب الغزالي سكنا له ولعائلته وقدمته لقيادات الإخوان التي كانت تحاول إن تنئأ بنفسها عن المجاميع الجهادية وبالتالي لم يحصل على الدعم الذي كان يحلم بة للقيام بانقلاب عسكري  وفعلا قام بعملية الكلية العسكرية المصرية والتي  كانت بداية لانقلاب كان يخطط له ولكن العملية فشلت وقد اعتقل على  أثرها حيث  واعدم مع مجموعة من أنصاره 0 إن الجماعة الاسلاميه المصرية والذي استخدم هذا المصطلح للدلالة عليها قامت بعمليات عنيفة استهدفت الرئيس السادات وتمكنت من اغتياله وعدد من محاولات اغتيال الرئيس مبارك فشلت كلها كما و باتت هذه الجماعات تستهدف الأقباط في مصر باعتبارهم متحالفين  مع الحاكم الجائر وكانت فتوى ابن تيمية حاضرة بجواز قتل المتعاونين مع الحاكم الجائر وهكذا   كان استهداف  أجهزه الأمن المصرية وجواز قتلها  ولكن  القوات ألأمنية وجهت لها ضربات قوية واعتقلت العديد من قياداتها وزجت بهم في السجون مثل منظر الجماعة سيد إمام الشريف وايمن الظواهري الذي التحق بعدها  بالعمل الجهادي في أفغانستان والشيخ الضرير عمر عبد الرحمن  الذي لجأ للولايات المتحدة  وهناك كانت المرحلة الجديدة من الجهاد وكما سموه والذي شمل العالم بأسره   0 لقد وصف فكر الجماعة الإسلامية المصرية  بأنه فكر إسلامي   سلفي أصولي  يتخذ الجهاد وسيلة للوصول الي أهدافه يكفر كل من لا يتفق معهم في هذا الأمر ومثلا كان الشيخ الذهبي وزير ألأوقاف المصري احد ضحاياها وقد فسرت  مجموعة شكري وصف القرآن الكريم لأمة الإسلام  ( امة أمية ) الي تحريم التعليم المدني  ومنع  أعضائه من الحصول على إي تعليم مدني  وهذا ما تتأثر بة الحركة الاسلاميه النيجيرية (بوكو حرام التي تحرم المدارس وتقوم بإحراقها )  كما وإنها تعادي الأزهر وعلمائه وكل المؤسسات الدينية التقليدية الاسلاميه وتعتبر المسيحيين وباقي الديانات غير الاسلاميه مواطنين يجب إن يخضعوا لقاعدة أصحاب الذمة  انحسرت الجماعة الإسلامية بسبب الضربات الناجحة التي وجهتها لها الأجهزة الأمنية  المصرية في العام 1990 وبعدها وقد صنفت مصر كثالث أحسن دول العالم في مكافحة الإرهاب وقد هربت قياداتها التي  نجت من الاعتقال الي السودان ومن ثم الي أفغانستان حيث كان اللقاء مع بن لادن والقاعدة  0                
 استطاع  الشيخ عبد الله عزام إن يقنع بن لادن للانضمام الي مكتب الخدمات واستخدام ماله الخاص وعلاقته مع العائلة السعودية الحاكمة  وأصحاب المليارات النفطية لإنفاق  المزيد من الأموال لدعم المجاهدين 0كان دور  مكتب المجاهدين محدودا في الحرب الأفغانية فقد شارك بالحرب الأفغانية 250000 أفغاني وفي إي فترة من الفترات لم يشترك أكثر من 2000 مقاتل من مكتب الخدمات ولكن مكمن الخطورة إن هؤلاء قدموا من 43 دولة وطوال فترة القتال لم يكن هناك أكثر من 35000 مقاتل  0انسحب الاتحاد السوفيتي في العام 1989 ولكن القتال استمر حتى العام 1992 حيث سقطت حكومة نجيب الله ولكن القتال استمر بين الفصائل الأفغانية 0 أراد المجاهدين  التوقف عن القتال وترك الساحة للأفغان كون مهمتهم قد انتهت  وان عليهم نقل نشاطهم الي ساحات أخرى مثل كشمير وفلسطين  0 وهذا الاتجاه كان يقوده بن لادن   الذي بدأ بتأسيس منظمات درنية ترتبط بمكتب الخدمات ولها صلاحيات واسعة للعمل في الساحة الخاصة بها وكان  الشيخ عبد الله عزام معارضا لهذا الاتجاه ومطالبا إن يستمر العمل الجهادي في أفغانستان  ولكن  الشيخ عبد الله عزام قتل في انفجار في باكستان وبالتالي حسمت قيادة المكتب لأسامة وقد انفرد بالساحة  التيار المطالب بإقامة دولة إسلاميه عالمية 0.  إن اسم القاعدة الذي عملت مجاميع المجاهدين العرب تحت لافتته  جاء بمحض الصدفة كما يدعي ابن لادن في المقابلة الصحفية التي أجراها ممثل الجزيرة تيسير علوني  معه في أكتوبر من العام 2001 ( ظهر اسم القاعدة منذ فترة طويلة بمحض الصدفة فا لراحل أبو عبيدة البنشيري أسس معسكرات تدريب المجاهدين لمكافحة إرهاب روسيا وكانت تسما بالقاعدة وبقى الاسم كذلك) هذا ما ورد على لسان بن لادن 0اماجمال خاشقجي وهو سعودي مقرب من ابن لادن قال في برنامج  صناعة الموت في العربية   إن اسم القاعدة جاء من قاعدة البيانات التي أسسها بن لادن في احد معسكرات بيشاور لضبط بيانات وعناوين المجاهدين العرب الواصلين الي أفغانستان ويقول الصحفي 00 بيتر بيرجن 00 انه حصل على وثيقتين من سرايفوا وهي عاصمة البوسنة من مكتب المؤسسة الخيرية الدولية تشيران الي إن المنظمة تأسست في أغسطس من العام 1988 ولم يجري تسميتها بهذا الاسم ابتداء بل وردت التسمية في محاضر الاجتماعات التي عقدت لتأسيس مجموعة عسكرية جديدة وتحت اسم القاعدة وقد اتفق بن لادن مع المشاركين في تلك الاجتماعات في 20 من أغسطس 1988 على إن  (القاعدة ) ستكون الجماعة الرسمية التي تجمع الفصائل الاسلاميه التي تهدف لرفع كلمة الله والانتصار لدينه 0وهناك أراء أخرى تقول إن اسم القاعدة  لم يظهر إلا بعد إن تحالف بن لادن  وعبد الله عزام مع الجهاد الإسلامي المصرية   بقيادة سيد إمام الشريف وايمن الضواهري  حيث جرى الاتفاق على استخدام وتوظيف أموال بن لادن وخبرة منظمة الجهاد الإسلامي  المصرية وقد استخدم التنظيم الجديد هذا الاسم بعد العام 1998 وفي ابريل2002 أصبح الاسم رسميا قاعدة الجهاد 0 كان هدف المجاهدين العرب في منظمة القاعدة الآصلية هو محاربة الشيوعيين وحلفائهم السوفيت في أفغانستان  وقد كانت الحرب في أفغانستان جزأ من الصراع الدولي بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة  وكان الاتحاد السوفيتي والحكومة الأفغانية المتحالفة معه تواجه حلف الناتو والدول الإسلامية وإيران عدا العراق الذي كان مرتبطا بمعاهدة صداقة مع الاتحاد السوفيتي  0ادارت الولايات المتحدة برنامج مساعدات واسعة للفصائل المقاتلة وبأشراف مباشر من قبل المخابرات الباكستانية ضمن برنامج سمي ( عملية الإعصار)  في نفس الفترة كانت أعداد العرب المجاهدين المنظمين للقاعدة تتزايد وقد أطلق عليهم اسم ( ألأفغان العرب)وكان هؤلاء يدارون من قبل مكتب خدمات المجاهدين العرب  الذي تم إمدادهم بأموال تقارب (600 ملين دولار) جاء معظمها من السعودية والأثرياء السعوديين المقربين من بن لادن  و أصحاب الاستثمارات في الغرب 0الصناعي 0 إن مكتب خدمات المجاهدين  في  الأصل أسسه في بيشاور (باكستان)  الشيخ عبد  الله  عزام وهو فلسطيني من سكان الأردن  في العام1984 أسست شبكة من مكاتب التجنيد في الدول الاسلاميه والولايات المتحدة وكان أنشطها مركز كفاح في مسجد الفاروق في بروكلين وكان ابرز الناشطين في هذا المركز شخص يسما  (علي محمد) وقد اتهم هذا الشخص لاحقا بأنة عميل لمكتب التحقيقات الفدرالي ويصفه مكتب التحقيقات  الفدرالي بأنه المدرب الأول لبن لادن والشيخ الضرير عمر عبد الرحمن الهارب من أجهزه  الأمن المصرية والذي اتهم بالتخطيط لتفجير مركز التجارة العالمي وحكم عليه بالسجن في الولايات المتحدة . كان المجاهدين ألأفغان مصدر الهام لكل الجماعات الإرهابية حول العالم 0 و تعرف القاعدة  بأنها حركة سنية أصولية سلفية   وتدعوا هذه الحركة لإنشاء دولة إسلامية جديدة امتدادا للخلافة الراشدة التي تأسست بعد وفاة النبي (ع) دستورها الإسلام والسنة الصحيحة  كما تدعى والياتها الجهاد الذي يدخل من تقاعس عنه في دائرة الكفر والكافر مرتكب كبيرة يجب قتله شرعا كما إن المتعاونين مع الكافر والعاملين معه يعاملون بنفس المقاييس  ويجوز قتلهم ويبعثون يوم القيامة  على نياتهم ويجوزون قتل الناس للوصول الي الكافر وذلك استنادا الي فتاوى التمترس التي أطلقها فقهائهم تبريرا للضحايا البريئة التي تسقط إثناء القتال خلال التفجيرات العنيفة التي تعصف بالمدن الاسلاميه وخصوصا ما حدث في العراق و أفغانستان  0إن القتال في القرى والقصبات العراقية وتعريضها كأهداف للنيران الامريكيه وبالتالي وقوع ضحايا غير منخرطة بالقتال وغالبا ما تكون هذه الضحايا من الأطفال والنساء  كان أمرا شائعا بل مقصودا في محاولة لالقاء اللوم  على القوات الوطنية أو الامريكية ومبررا ضمن منظومة التفكير التي تجوز ذلك فقهيا كما استخدموا التفجيرات الانتحارية تحت مسمى الجهاد و كانت الخسائر التي تصيب المدنيين مقبولة شرعا حيث أنهم يبعثون على نياتهم  يوم  القيامة كما يدعي فقهائهم  إن فرض الجهاد بشروط القاعدة والجماعة الاسلاميه المصرية والحركة الوهابية والخوارج يضع جميع المسلمين في دائرة الكفر الصريح الذي يعاقبهم بالقتل تنفيذا لرأى الشريعة التي يعتقدون بها   إن المسيحي وباقي الديانات فأنهم ذميين لا تطالهم هذه القاعدة 0 إلا إذا تعاونوا مع الحاكم الجائر أو المحتل إن قاعدة  الجهاد التي  ولدت من تحالف  الجهاد الإسلامي المصرية وقاعدة الأفغان العرب  هي الوليد الشرعي لكل الأفكار المتطرفة منذ تأسيس فرقة الخوارج الازارقة  مرورا بالتعصب وفتاوى القتل التي أطلقها ابن تيمية للمتعاونين مع المحتل وتهديم المزارات والقبور الي الحركة الوهابية التي ذهبت بالعنف الي مداه الأقصى في غزواتهم سواء على قبائل الجزيرة العربية أو على المدن العراقية المقدسة كانت مثال الدولة التي يحلم بها سيد قطب الذي دمر مشروع الإصلاح الإسلامي الذي بدأ في أواخر القرن التاسع عشر  وأطلق العنان للفكر الخارجي التكفيري السلفي وأعاد إنتاج  وممارسة العنف وعندما رفضت المملكة العربية السعودية عرض بن لادن المخادع لأستجلاب المجاهدين الي السعودية تحولت القاعدة الي عدو شرس للمملكة السعودية وللمؤسسة الدينية الوهابية الرسمية وتناسا بن لادن انه سعودي وان الاموال السعودية هي من اسست له هذه المنظمة التي ملأت شوارع مدن العالم رعبا ودمارا وشوهت وجه الاسلام تشويها كبيرا  أن شوارع المدن العراقية  كان مثالا للعنف حيث التهمت نيران ألانفجارات ألاف النساء والأطفال 0 إن العنف  مارسه الخوارج مع مخالفيهم حتى إذا كانوا من صحابة النبي (ع) إن عبد الله بن خباب الذي جلبوه  الي حافة النهر وذبحوه وبقروا بطن امرأته بجنينها ثم قتلوا بعض  النسوة معه ومنهن أم سنان الصيداويه  0يقول ابن قتيبة إن أم سنان قد صحبت النبي (ع) الامامه والسياسة  1 \127  ) شاهدناه في منطقة التاجي في العراق عندما ذبح الارهابين 70 شخصا كانوا يشاركون في زفة عرس على ضفاف دجلة  إلا الشمال من الموقع الذي ذبح  ابن الخباب  فيه وكأن التاريخ يعيد نفسه بالحدث والجغرافيا لقد تعرض السنة  العراقيين الرافضين الاشتراك معهم في هذه المجزرة  إلا أبشع أنواع الجرائم من قتل و أكراه عوائل على تزويج بناتهم  لأناس لا يعرفون من هم 0 إن القاعدة اعتنقت كل أفكار الخوارج ومارست نفس العنف تحت  نفس اليافطات المجرمة التي أخرجهم بها النبي (ع) من دائرة الإسلام إن المعركة مع الإرهاب لها جانب فكري يجب إن يفعل في هذه الحرب  وان يأخذ مداه فلا يمكن التعامل مع قوى الإرهاب بالجوء للعنف فقط0 ولا يمكن الوصول الي النصر النهائي بدون كسب المعركة الفكرية 0ان المعركة  ألفكريه يجب إن لا تتحول إلا سجالات طائفيه تزيد الطين بله بل تدار ضمن منظور وطني يحترم أراء الجميع  ويشترك به الجميع وبواسطة مؤسسات متخصصة يديرها أكفاء من أصحاب الاختصاصات  في مجالات علم النفس والتاريخ والتربية والقوى الامنية المحترفه  إن القاعدة تعتمد ألان على عناصر من داخل العراق وهنا مكمن الخطر  الذي يجب إن نتحسب له كثيرا0
 
 
2ت 2011
تشرين الثاني 19/11/11 20 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11742
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28