• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأقـلمة ... وجه الآخر لشبح امريكا .
                          • الكاتب : ماء السماء الكندي .

الأقـلمة ... وجه الآخر لشبح امريكا

يكتض العراق بضجيج من التصريحات واهازيج مؤيدة وأخرى رافضة لفكرة تقسيم البلد الى قطع صغيرة تذوب في افواه الدول الساعية لإلتهامه بالكامل، الفترة الحالية والوضع الراهن لايسمح بوضع السكين على جسد العراق ولنعود الى الوراء وقبل ان يشد الجانب الامريكي رحاله كان العراق بكافة اطيافه يدعو بصوت واحد الى تظافر الجهود وتوحيد الكلم لإنتزاع الشبح الامريكي من جسد البلد، مالذي تغير الآن ؟ لعل سياسية الاستيطان لم تثبت ولم تأخذ حيزها الا ان الاستعمار العسكري الاميريكي انجب وليداً يناهز الثمانِ سنوات على خرقة عراقية والتحف ذلك الوليد تراب سيدة البلدان وشيخة العرفان بغداد، لم نرى اي انتفاضة تدعو الى قـدّ ثوب التكامل لتعلن تلك الفئة او المحافظة او الاحزاب استقلالها بأرضها بسبب تـُرهات قد فاقمت ازمة جديدة عنوانها الاقاليم.
الديمقراطية في العراق لم تسري على اكمل وجه ولعل تشعب مضامينها واسس تكوينها لم تؤخذ بنظر الاعتبار من ناحية ممارستها على وجهها الصحيح الا ان التسمية قد غلونت افكار البعض لينحدر بأفكاره نحو زحاليف تبتلعها افواه كثيرة تأخذ مسميات الطائفية والتبعية لإحدى الدول او المنهاج السعيوي الذي تنتهجه بعض الدول لخلخلة قوة الحكومة المركزية ومن ثم تحويل البلد الى دويلات صغيرة ضعيفة تترأسها انظمة خارجية تودي بحضارة متماسكة عمرها ملايين السنين الى هاوية شكلتها لجان هجينة من دول مطلة على ارض الرافدين.
لعل تزامن الانسحاب مع المطالبة بتحويل البلد الى اقاليم يأخذ وقفة من الزمن لا سترداد شريط الرأي المدني حول سيناريوهات توحيد العراق وما آلت اليه تلك المطالبات الباهتة سوى العكس في تنفيذ المطلب ولنقول بصريح العبارة ان وحدة العراق تعتمد على البقاء الامريكي وبمجرد اعلان الانسحاب بدأت الاقلام تخط خارطة العراق واخذ البعض يجدول حدوده ويبني دولته الخاصة بحاشية متماسكة الفكرة احادية التوجه لكن هل من المعقول ان تكون اجتهادية الفكر وسعيوية لبناء عراقِ بتنا نحلم ان نراه كما نراه ؟ ، في اي اتجاه يسير البلد، والى اي مسمى ترمي تلك الافكار ان تنسج اسم العراق، وهل الاصرار على اعلان الاقاليم يعزو سببه الى الخلل الحاصل في وظائف الحكومة المركزية؟، لا شك من ان الحزم في توجيه امر مقتضى من قبل الحكومة المركزية سيخفض نسبة تضخم المطالبة بتقسيم البلد، وسماع نداء استغاثة المحافظات المتضررة سينعم بتوفير فرصة اكبر للبحث عن بلد متكامل اسمه العراق وليس طمره في جب الانشقاقات السياسية واللوجستية المريضة التي ضربت اسس وقواعد الفئات الضعيفة لتشمل الجميع من خلال ما تتناقله التصريحات اليومية.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11759
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29