• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : راهب ال محمد ... منار العلم ومنبع الفكر!... .
                          • الكاتب : عبدالاله الشبيبي .

راهب ال محمد ... منار العلم ومنبع الفكر!...

25 من شهر رجب ذكرى شهادة راهب آل محمد الامام موسى الكاظم عليه السلام، باب الحوائج، صاحب السجدة الطويلة، الذي أمضى ردحاً طويلاً في غياهب السجون وهو يواجه الترهيب والتعذيب حتى قضى نحبه مسموماً من قبل طاغية عصره هارون العباسي، اذ كان الطاغية يأمر بنقله من سجن إلى آخر، وآخرها سجن السندي بن شاهك، ظناً منه ان يستطيع ان يطفئ نور الله بعد أن وجده يترك تأثيراً بالغاً حتى على سجانيه، ما أدى الى هداية بعضهم. 
لقد ورث الإمام الكاظم(عليه السلام) مدرسة ابيه الامام الصادق(عليه السلام) وحظيت منه بالتوجيه والرعاية الشاملة لتلامذته وأصحابه بالرغم من قساوة الظروف وتغيّرها خلال ثلاثة عقود ونصف من العمل العلمي الدؤوب وتربية مستمرة للنابهين من صحابته وطلاّب المعرفة من أتباعه وشيعته. المصدر: اعلام الهداية، ج9، ص183. 
فالدور الذي مارسه الإمام الكاظم عليه السلام بعد أبيه جعل من هذه المدرسة حية وفاعلة وزاخرة في حياة الأمة، ودلت الروايات على الدور المشترك الذي قام به الإمام الكاظم بعد أبيه الصادق في إقامة أسس ودعائم علاقة متينة بينها وبين الأمة الإسلامية والسير على نهج أبيه في زعامتها العلمية والروحية.
ومما نقل عن الامام الكاظم عليه السلام من احاديث ومواعظ وحكم كثيرة نذكر منها: 
في العلم: عن علي السائي عن موسى الكاظم(عليه السلام)، انه قال: قال: مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه: ماض وغابر وحادث. 
فأمّا الماضي فمفسر، وأما الغابر فمزبور، وأما الحادث فقذف في القلوب، ونقرٌ في الأسماع وهو أفضل علمنا ولا نبيّ بعد نبينا. 
في الطاعة: وعن الفضيل، قال: قلت لأبي الحسن(عليه السلام): أي شيء أفضل ما يتقرب به العباد الى الله فيما افترض عليهم؟ فقال: أفضل ما يتقرب به العباد الى الله طاعة الله وطاعة رسوله، وحب الله وحب رسوله(ص) وأولي الأمر، وكان أبو جعفر(عليه السلام) يقول: حبّنا إيمان وبغضنا كفر. 
في اللطف: عن ابن عرفة عن أبي الحسن الامام الكاظم(عليه السلام)، قال: إنّ لله عزّوجلّ في كل يوم وليلة منادياً ينادي مهلا مهلا عباد الله عن معاصي الله، فلولا بهائم رتع، وصبيةٌ رضع، وشيوخ ركّع، لصبّ عليكم العذاب صباً، ترضّون به رضّاً.
في حفظ اللسان: وعن عثمان بن عيسى، عن أبي الحسن الامام الكاظم (عليه السلام)، قال: إن كان في يدك هذه شيء فإن استطعت أن لا تعلم هذه فافعل; قال: وكان عنده إنسان فتذاكروا الإذاعة، فقال: احفظ لسانك تعزّ، ولا تمكّن الناس من قياد رقبتك فتذّل. 
في قضاء الحوائج: وروي أن الامام الكاظم (عليه السلام) مرّ برجل من أهل السواد دميم المنظر، فسلّم عليه ونزل عنده وحادثه طويلاً، ثم عرض (عليه السلام) عليه نفسه في القيام بحاجة إن عرضت له. 
فقيل له: يا ابن رسول الله أتنزل الى هذا ثم تسأله عن حوائجك وهو إليك أحوج؟.
فقال(عليه السلام): عبد من عبيد الله وأخ في كتاب الله وجارٌ في بلاد الله، يجمعنا وإيّاه خير الآباء آدم(عليه السلام) وأفضل الأديان الإسلام ولعلّ الدهر يردّ من حاجاتنا إليه، فيرانا ـ بعد الزهو عليه ـ متواضعين بين يديه. ثم قال(عليه السلام):
نواصل من لا يستحق وصالنا ... مخافة أن نبقى بغير صديق
في التواضع: وعن عليه السلام: إن الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع، ولا تعمر في قلب المتكبر الجبَّار، لأن الله جعل التواضع آلة العقل.
في الدليل: ومن وصيته لهشام: لكل شيء دليل ودليل العاقل التفكر ودليل التفكر الصمت. ولكل شيء مطيّة ومطيّة العاقل التواضع وكفى بك جهلاً، أن تركب ما نُهيت عنهُ.
في اليقين: يا هشام لو كان في يدك جوزة وقال الناس (في يدك) لؤلؤة ما كان ينفعك وأنت تعلم أنها جوزة. ولو كان في يدك لؤلؤة وقال الناس: انّها جوزة ما ضرّك وأنت تعلم أنها لؤلؤة.
في وصف الدينا: يا هشام، مثل الدنيا مثل ماء البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشاً حتى يقتله.
في الحجج: يا هشام إن لله على الناس حجتين: حجة ظاهرة وحجة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة، وأما الباطنة فالعقول.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=117913
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 04 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28