• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لماذا ننتخب الوجه الجديد؟... .
                          • الكاتب : عبدالاله الشبيبي .

لماذا ننتخب الوجه الجديد؟...

تكثر في هذه الأيام المقاطع الفيديوية للمشايخ والسماحات التي تشرح وتبين للجماهير معنى مقولة المُجرب لا يُجرب، التي أطلقتها المرجعية الدينية، اذ لاقت رواجاً واسعاً بين المعارضين والمؤيدين، واخذ كل واحد يستخدمها حسب مزاجه وما يحلوا له، فمن يقول إن المُجرب لا يُجرب يعني كل الوجوه السابقة التي شاركت في العملية السياسية ولم تقدم خيراً للعباد والبلاد، ومن يقول أنها لا تشمل الجميع لان بعض المُجرب غير فاسدين ولم تتلطخ أيديهم بالفساد وسرقة الأموال، ومن يقول أنها تشمل رئاسة الوزراء والمناصب السيادية العليا في الحكومة فقط، ومن يقول غير ذلك!. 
وفيما نراه اليوم بين القوائم الانتخابية المتنافسة، اغلب وجوهها من المُجرب الذي يجب أن لا يُجرب، فمن جرب المُجرب حلت به الندامة كما قيل، ونحن جربنا المُجرب وها هي الندامة قد حلت بنا منذ سنوات، فلا نريد أن نعيد المُجرب مرة أخرى الذي لم يقدم خيراً للبلاد.
وقد سئل السيد رشيد الحسيني عن معنى المُجرب لا يُجرب فأجاب بالقول التالي: إن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال لا يلدغ المؤمن من  الجحر مرتين.. وقال أيضاً من جرب المُجرب حلت به الندامة... فمن جرب أن يعطي مالاً لأحدهم ولم يوفيه، وعاد إليه في المرة الثانية طالباً المال فلا يعطيه، فهذا إنسان مجرب وغير صادق وغير أمين ولم يوفي ما كان عليه، فان السياسيين الذين جربناهم وكانوا فاشلين فاسدين قد سرقوا الخيرات وأكثروا المجاعات، وعملوا على نهب الثروات، هؤلاء لابد أن لا يجربوا مرة أخرى، فان المسيحي المؤتمن أفضل من الأمامي الفاسد. 
من هذا المنطلق الأخوي والدافع الإيماني والوطني ننصح بعدم تجربة المُجرب الذي جرب، وعلى كل واحد منا البحث عن وجه جديد لم يُجرب، ولنقول لهذه الوجوه البالية القديمة كفى تجريب لكم، وللسنوات التي انقضت من عمرنا ونحن نُجرب بكم ونعيد انتخابكم ولم تقدموا شيء يسعدنا وينتشلنا مما نحن فيه، من خراب وضياع وإرهاب.
كما وقال الأخ علي رمثان: هنالك حراك ناعم يبث ضد المرشحين الجدد، كحملة تحاول التقليل من قيمتهم، وتبث اليأس في نفوس ناخبيهم. أود إن أقول حقيقة: أن المخضرمين من الساسة الذين تروهم ببزاة أنيقة وحملة انتخابية ضخمة، كانوا في بادئ الأمر اقل قيمة وعملاً وعلماً وسياسة وثقافة من هؤلاء أصحاب الشهادات الجدد الذين مضغوا معنا المعاناة، المخضرمين أصحاب الفرصة الذهبية واحدة من سلبيات انتخابهم هي عدم مقبوليتهم أن فازوا من قبل محاور وأقطاب الداخل والخارج. فقد أسسوا لأنفسهم شخصيات كنتونية تحمل تقاطعات مع السياسة الخارجية والداخلية.
وبمجرد كاريزما حضورهم سنخسر كمجتمع "التطور" لان المقابل سيضع إمام طاولة حوارهم إلف علامة شك واستفهام!. 
وهؤلاء المخضرمين الذين دخلوا متعجبين فاغري الأفواه عند دخولهم أول مره للمنطقة الخضراء، والذين ظلوا يسكنون الكافتريا التي يديرها الستاف اللبناني الجميل، والذين صعقت عقولهم بالايفادات المكوكية لدول كانوا يروها فقط على شاشات التلفاز.. هؤلاء يا أصدقاء أدخلونا بأحراجات كبيرة إمام الشركات الأجنبية، او في ورش العمل والاجتماعات الدولية، فبسبب عدم إجادتهم للغة الانكليزية التي يتحدث بها كل سكان كوكب الأرض، وعدم معرفتهم بالمصطلحات الأمنية والهندسية والعلمية خسرنا الكثير الكثير.. يجب إن يركنوا جانباً وتتاح الفرصة للمتقدمين الجدد أصحاب الاختصاصات المتنوعة.
انا هنا لدعم المرشحين الجدد، كبارقة أمل لا أجد غيرها في ظل نظام سانت ليغو سيء الصيت، لهذا سأنتخب مرشحاً جديداً، وسأضع الصح إمام رقمه فقط، على اقل تقدير حتى يتأدب المخضرمون.
وعليه لنجرب الوجوه الجديدة التي لم تتلطخ أيديها بنهب الأموال وفساد البلاد ومن أهل الاختصاص والنزاهة والكفاءة ومن التكنقراط المهني، عسى إن تكون الخطوة الأولى في إحداث التغيير والإصلاح، الذي دعت إليه القوى الرافضة للواقع المزري الذي نعيشه منذ سنوات.
أضف الى ذلك فليس كل واحد جديد نحسن الظن به فلابد من معرفته عن كثب ومعرفة سيرته الذاتية ونزاهته وكفاءته في العمل وتفانيه بحب الوطن غير ميال لشرق ولا للغرب، ساعياً للتغيير والإصلاح، ودعوا الوجوه التي لم تجلب لنا غير الخراب والإرهاب، واستبدلوها بوجوه جديدة. 
وقد قلت في تغريده قبل أيام المُجرب لا يُجرب: اذا أخذت علاج الاموكسيل على سبيل المثال، وما طبت عليك ان تأخذ علاج غير الاموكسيل حتى تتعافى، وهكذا في الشأن السياسي، كل هذه السنوات جربنا نفس الوجوه الكالحة ونفس حزب الدعوة ومنهجه وما تغير الحال!. فمن الأولى ان نُجرب غير وجوه وغير حزب وغير منهج وهكذا!. باختيارنا لناس جدد ومن أهل الاختصاص، وكفى الله أهل العراق المُجرب الذي جُرب لسنوات.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=118200
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 04 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28