• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الخطبة الاولى مهدت للثانية .
                          • الكاتب : سامي جواد كاظم .

الخطبة الاولى مهدت للثانية

الخطبة الاولى وكانها تمهيد وتذكير لبعض المفردات التي وردت في الخطبة الثانية ، ومن اراد ان يفسر او يؤول ما جاء في الخطبة الثانية عليه الرجوع الى الاشارات وحتى الواضحات التي ذكرها الشيخ الكربلائي في الخطبة الاولى .
تعدد الانبياء والائمة يعني الحياة في تطور ويجب ان تكون هنالك تشريعات تواكب هذا التطور، التطور ليس المقصود فيه علميا او حضاريا فهذا الامر لا يحتاج الى فتوى بل انه بالفطرة من الضروريات وحتى الواجبات فتطوير وسائط النقل والعمران والتكنلوجيا كلها امر ضروري بحد ذاته ولكن عندما تستخدم هذه العلوم ضد الانسان هنا ياتي دور التشريع السماوي لمنع هذا الاستخدام وليس العلم .
ومع تطور الحياة تطور الفساد والاصلاح، تطور الخير والشر ، والمعركة قائمة والمصلحون يتعاقبون كل حسب موقعه ، وفي بلدنا معركة شرسة بين الفساد والاصلاح ، وهنا جاءت اشارة المرجعية لضرورة الاصلاح ، ومتبنيات الاصلاح هي كما ذكرها الكربلائي واهمها" قادة الاصلاح لابد ان تتوفر فيهم صفات حتى يتمكنوا من قيادة الحركة الاصلاحية، تبليغ الناس بهذا المنهاج المتكامل للحياة، تطبيق المنهج الاصلاحي بتمامه على انفسهم، توفّر الصفات الفضلى من الورع والتقوى وغيرها مما يجعلهم قادة قادرين على حركة الاصلاح، توفر مقومات القيادة ان يقودوا المجتمع في حركة الاصلاح"، وهذا الامر متوفر ومتمثل بالمرجعية ولكن الشطر الثاني وهي الجهة المعنية بالتنفيذ فان نتائج الاصلاح لايمكن ان نراها ان لم تنفذ بحذافيرها ، والمنفذ هو الشعب والطبقة السياسية ، فالنصيحة لا تحدث تاثيرها اذا كان المعني لا يلتزم بها .
الشارع العراقي يتوجه الى المرجعية لكي يصدر منها ما يخلصه من ازمته ، وهذا التوجه جاء عن تجارب لمواقف المرجعية التي كان لها الاثر الواضح في الازمات الخطيرة منذ سقوط الصنم وحتى هجمات داعش ، ولازالت المرجعية تتابع الاوضاع العراقية عن كثب وبكل مفاصلها .
فتوى الجهاد الكفائي نجحت واخذت صداها لان هنالك رجال التزموا بها فكانت النتيجة القضاء على داعش وتحرير الارض ، بالرغم من ان للمرجعة مواقف سابقة لانقاذ العراق من المؤامرات التي تحاك ضده فالبعض منها جاء الالتزام جزئي والبعض اهملت ، ولان الدوائر الصهيونية التي لا تريد للعراق الخير تعلم علم اليقين دور المرجعية في احتواء مفاسدهم تراهم عملوا على محورين وبمؤازرة الاعلام الماجور ، الاول خلق طبقة سياسية فاسدة لا تلتزم بنصائح المرجعية ، والثاني الترويج الاعلامي لتشكيك الشارع العراقي بمواقف المرجعية منها عدم ضرورة التقليد واين تذهب اموال الخمس ونشر فكرة الالحاد ،هذه الطبقة السياسية والشعب العراقي هما جزء مكمل لحركة الاصلاح التي تبدا بارشادات المرجعية ، ولان هذه الدوائر لا تستطيع ان تحتوي المرجعية او تدرس كيف تفكر المرجعية لجات الى الطرفين الاخرين الطبقة السياسية والمواطن العراقي .
واكثر من مرة كررت المرجعية عبر خطبة الجمعة على التغيير وهو ان يبدا المواطن باصلاح نفسه فاذا اصلحها تحول الى اصلاح مجتمعي واذا اصبح اصلاح مجتمعي فان الطبقة السياسية ترضخ شاءت ام ابت للارادة الاصلاحية المجتمعية .
عجبا على من يلوذون بالمرجعية لانقاذهم من محنتهم هذه ، الم تنصحكم المرجعية سابقا ؟ لماذا لم تلتزموا ؟ فاذا كنتم غير مقتنعين فلماذا مطالبتكم لها بالتدخل؟ واذا كنتم مقتنعين فلماذا لم تلتزموا بنصائحها ؟
نظرة دقيقة لنصائح المرجعية الى المجاهدين والشباب والاطباء والخطباء ستجدون بين طياتها منهجا عصريا اصلاحيا لا ينفذ منه راس الابرة .
الخطبة الثانية لهذا اليوم اشارت لمواقف سابقة للمرجعية دعوني اذكركم باحداها ، في 19 اذار 2004 اكد سماحة السيد السيستاني في رسالة بعثها للاخضر الابراهيمي بعدم الاشارة الى قانون ادارة الدولة البريمري في اي قرار يخص العراق واكد سماحته ان تقسيم الرئاسات كردي وسني وشيعي يقود البلد الى ما لايحمد عقباه ، وبالفعل لم تشر قرارات الامم المتحدة لذلك لكن الطامة الكبرى الطبقة السياسية في العراق هي التزمت به وكما اكد الكربلائي في خطبة اليوم الاولى ان هذه الطبقة تعمل من اجل مصالحها ونص ما قاله الكربلائي (هذه الطبقة هي الاكثر تمردا ورفضاً للحركة الاصلاحية بسبب استكبارها وخشيتها من فوات مصالحها السياسية ومصالحها الدنيوية وأنفها واستعلائها على الحركات الاصلاحية وهي الطبقة الاكثر خطراً على الحركة الاصلاحية والاكثر ضرراً بالحركة الاصلاحية) ، وبالفعل انظروا الى ما نعاني منه اليوم .
بعد ان يتم تشكيل الحكومة يقوم البعض منهم بزيارة المرجعية وتستقبلهم افضل استقبال وتقدم لهم النصح والارشادات ، وحالما يخرجون من عندها يعملون العكس ، المرجعية تستقبلهم بعد التنصيب وليس قبل التنصيب حتى لا يقال ان المرجعية هي من تدخلت ونصبت ، واخيرا اغلق بابه السيد ليقل للشعب العراقي انا غير راض عن اداء الحكومة فعليكم بالتغيير ، ولكن للاسف الشديد الاستجابات كانت بين الضعيفة والفوضوية وكان محاربة الفساد شتائم وانتقاص على مواقع التواصل الاجتماعي وبقية مواقع النت 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=118639
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 05 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28