• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الجدل التعبيري في رسوم آن الزعبي .
                          • الكاتب : د . حازم السعيدي .

الجدل التعبيري في رسوم آن الزعبي

تعد لغة التعبير لغة تشفير وتفسير في الفنون الجميلة ومنها التشكيلية كالرسم , واصبح من الضروري ان تنسجم لعبة الافكار وموضوعاتها مع البنية الشاكلة والمحملة بها ,فكل مايرسم نتاج لعب بين الفنان ذاته وادواته , فضلا عن ما سبغته اغوار طاقة الاشياء الكامنة فيه اذ تعد حراك ديمومي يظهر بفعل ماينتجه الفنان ومنهم (ان الزعبي ) في مساحة فضلنا تسليط الضوء عليها الا وهي فن البورتريه غير المباشر فكان  لامتداد التوصيف الجمالي خياض حقيقي وعبرت عنه بما آلت اليه في التنفيذ الاستطيقي بشرعنة التقابل والتناظر والانسجام والانعكاس بوصفها مكملات جمالية , ومن المعروف ان الجدل هو الصراع والمحاورة او مايعرف بالجدلية في حساب انها حركة ثلاثية تنتقل من النظرية الى التطبيق في ثلاثي للرسم ويتسم بورود الفكرة والموضوع والتعبير وهنا تبدو الفكرة ذات نقيض اذا ما نفذت من اجل ان يتسنى فعل الجدل ويبقى الشد بينهما محاورا نشطا ومن ثم ينتج تطبيق جديد لتلك المحاورة المتعالية ويكون احلال لفكرة نقيضة ثالثة واخرى ومثال ان الكينونة في الرسم حراك تعبيري تمثل في قطب اساسي هنا لتكون بالتالي سجالا مستمرا بحيث يكون فن الرسم في صراع دائم لحين كشف الفكرة ونقيضها في تلكم الثلاثيات ومن ثم تبدو الفكرة النسبية ونقيضتها في تدافع الى الفكرة المطلقة بعد حوار مستمر ليس عن طريق العقل او الوجدان وانما عن طريق الادوات المستخدمة في بنية العمل المرسوم ومن ثم نجد ان التناقض هو العصب الحقيقي للتطور فيما ذهبت اليه (الزعبي )ولولاه لم يحدث شىء في صورة مرسوماتها المنتجة بعد ورود مخيالات اكثر تقدما نحو المحاورة وصراعاتها , وبذلك يعد الجدل التعبيري شيئاني الشعور موافق للعب في التنفيذ التقني وشعور بالحرية لدى الفنانة في اختيار موضوعاتها وبالتالي هي جزء من التقدم في تاريخها وايضا يكون الفن منهل جدلي لديها (اصلي ونظري وفلسفي ) اصلي في الموضوع المنتخب حسب متجذراته ومرجعياته وحسب ماوجده هيغل والنظري سيكون لدى الفنانة في رسومها برسم ماتراه من الوجوه والوجوه الراغبة في اسقاطها وهي بلا شك مستقاة من المجتمع اما الفلسفي فهو خوض في روح فلسفة الجمال من خلال التعبير في الرسم , كما ان روح الفلسفة الجمالية في طبيعتها تجسيد للعقل عبر ماتراه ومايحدث في رسوماتها يعد هبة ربانية ويمكن ادراكها في روح الاشياء التي رسمتها ويمكن الوصول اليها في جوهرها من خلال تاريخها ومسارها في تمثيل حرية التعبير ونحن لسنا بصدد تعقب رسوماتها بل نحن معنيون بما وصلت اليه من جمال في اللون والشكل والملمس على سبيل المثال , ومراحل سير روح الفن تنتج عن تطور جدلي , ولعل الشكل يعطي انطلاعا بوجود الصفات الحيوية التي تميز رسوم (الزعبي ) عن غيرها فهي تبقى ذات صلة بيئية ووراثية واضحة المعالم تقترب من صورتها الحية والنقية بالوانها ونقاء بياضها في جملة ضربات فرشاتها تحاكي تجانس تستخلص صفة موديلاتها وبذلك استقطبت (آن) طبيعة تمثلا المظاهر وخاصية الظاهرة لاشياء تحاكيها , في حين اصبحت الشكلية الصورية جدلا تعبيريا اعتمد المسلمات الاولى في النشأة والنمو بوصفها خصائص جوهرية فحاكن البواطن المضامين ووصلت الى اعماق بعيدة فهي لم تحاكي المظاهر بشكل ادق ووصلت الى مابعد المظهرية , وربما يتسائل البعض عن تلكم العضوية في الشكلية الصورية انها تماثل بواطن الاشياء لا ظواهرها في تعالق ووئام جسد بدافع الجدل , والجدل لا بد ان يكون تابعا لمدرسة معينة من الرسم فجاء جدلها واقعي بعيدا عن السوريالي والتكعيبي والحداثي , كما اوجدت الفنانة الانغماس في التعبير بعد ان رفدت الشكل بمساحات اقل تربيعا واوسع ندية في ان المساحة المحصورة بين الخطوط في (الوجو) انموذج التحليل ذهبت به الى وحدة بنائية اكثر تعقيدا من التركيز على نقطة او خط فتشكلت لديها نقطة وخط ومساحة لونية داهل الشكل وبذلك شكلت مجموعة متكاملة من الانغماس في مفردات اللون ولا ننسى انها تابعة للشكل لانه الحاضنة الاشمل ووزعتها على اسس ارتباط الموضوع (وجه فتاة ) بموضوع العمل الفني المرسوم واسلوبه الذي انتهجته وايضا في مجموعة اعتبارات كان ابرزها التحكم في زوايا اللون بعد ان طرحت باتقان فكرة التوازن بين المساحات ونظمت نسبها المقبولة جماليا وعمدت بقصدية عالية في تصوير الضلال القاتمة النصف سوداء ومساحات الضوء الاصفر الشاحب بقصدية اثارة الاحساس باتجاهات ثلاثية الابعاد لا السطحية منها وبالتالي حققت دفق حيوي في اثارة الاحساس الانساني بالجمال لدى قرائها ومتلقيها .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=118811
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 05 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29