• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قراءة موجزة -5-  منظومة مضامين نصائح وتوجيهات المرجعية الدينية للمقاتلين في ساحات الجهاد .
                          • الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي .

قراءة موجزة -5-  منظومة مضامين نصائح وتوجيهات المرجعية الدينية للمقاتلين في ساحات الجهاد

* النصائح والتوجيهات / الفقرة الرابعة.
تحدثنا في الحلقة السابقة عما يتعلق بهذه المنظومة للأديب الأستاذ محمد سعيد الكاظمي وتوجيهات المرجعية الدينية للمقاتلين، فبعد نظمه الفقرة الثالثة المتعلقة بآداب الجهاد مع البُغاة، ننتقل إلى الفقرة الرابعة التي وردت التوصيات فيها بالقول: ((فاللهَ اللهَ فِي النُّفُوْسِ، فَلَا يَسْتَحِلَّنَّ التَّعَرُّضَ لَهَا بِغَيْرِ مَا أَحَلَّهُ اللهُ تَعَالَى فِيْ حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ، فَمَا أَعْظَمَ الْخَطِيْئَةَ فِيْ قَتْلِ النُّفُوْسِ الْبَرِيْئَةِ، وَمَا أَعْظَمَ الْحَسَنَةَ بِوِقَايَتِهَا وَإِحْيَائِهَا، كَمَا ذَكَرَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِيْ كِتَابِهِ، وَإِنَّ لِقَتْلِ النَّفْسِ الْبَرِيْئَةِ آثَارًا خَطِيْرَةً فِيْ هَذِهِ الْحَيَاةِ وَمَا بَعْدَهَا ....)).
 وقد نظم الأستاذ الأديب الكاظمي هذه الفقرة بقوله:
- اللهَ ثُمَّ اللهَ فِي النُّفُوْسِ
قَدْ خَصَّهَا الرَّحْمَنُ بِالتَّقْدِيْسِ
- فَالْقَتْلُ عَمْدًا لَيْسَ بِالْحَلَالِ
فَيْ أَيِّمَا حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ
- مَا أَعْظَمَ الْإِيْغَالِ فِيْ الْخَطِيْئَهْ
فِيْ قَتْلِ نَفْسٍ ذَهَبَتْ بَرِيْئَهْ
- وَمَنْ وَقَى بِجُهْدِهِ إِنْسَانَا
نَالَ عَلَى إِحْيَائِهِ إِحْسَانَا
- وَالْقَتْلُ فِيْ الدُّنْيَا لَهُ آثَارُ
كَذَاكَ فِيْ الْأُخْرَى لَهُ أَخْطَارُ
- وَجَاءَ فِيْ سِيْرَةِ صِنْوِ الْمُصْطَفَى
حِيْطَتُهُ الَّتِيْ حَبَتْهُ شَرَفَا
- إِذْ قَالَ ضِمْنَ عَهْدِهِ لِلْأَشْتَرِ
إِيَّاكَ سَفْكًا لِدِمَاءِ الْبَشَرِ
- فَإِنَّ هَذَا مِنْ دَوَاعِي النِّقْمَهْ
بَلْ هُوَ أَحْرَى بِزَوَالِ النِّعْمَهْ
- وَالْحَكَمُ الْجَبَّارُ فِي الْقِيَامَهْ
لا يَقْبَلُ الْعُذْرَ وَلا النَّدَامَهْ
- فَإِنْ وَجَدْتُمْ حَالَةً مُشْتَبِهَهْ
فَبَادِرُوْا بِالرَّمْيَةِ الْمُنبِّهَهْ
- تَحَذَّرُوْا وَجَانِبُوْا الْخَطِيْئَهْ
كَيْ لا تُصَابَ الْأَنْفُسُ الْبَرِيْئَهْ


تحدث الأستاذ الناظم في منظومته عند تضمين الفقرة الرابعة في أحد عشر بيتًا، يما يتعلق بآداب الحرب وضرورة أنْ يَتَّقي المقاتلون القتل من غير سبب شرعي يوجب ذلك، فهؤلاء الدواعش على الرغم من بغيهم  وتجاوزهم على الحرمات، وعلى حدود الله تعالى، بما قاموا من جرائم مختلفة، ولكن كُلُّ ذلك لا يسوِّغ للمقاتلين مقابلة ذلك كما يفعلون، بل لا بد من رعاية أحكام الشريعة المقدسة وتعاليمها في التعامل معهم، فضلاً عن وجود كثير من الأبرياء في المناطق التي تحوَّلت إلى ساحات قتال، فالمرجعية من جهة حرصها على حفظ حقوق جميع المؤمنين، ورعاية شؤونهم نرى عظمة وأهمية هذه التوصيات التي تتطلب قدرًا من الحيطة والحذر في تطبيقها، وخصوصًا في أرض المعركة، حيث إجرام العدو وحقده وشراسته، ولكن على كُلِّ حالٍ لا بد من تطبيق أحكام الشريعة في جميع الأحوال؛ لبيان عظمة وإنسانية هذه الرسالة العظيمة، التي لا تقبل بالظلم والجور والاعتداء على الحقوق عامة، فضلاً عن الأنفس والحرمات والمقدسات، ويمكن بيان بعض الموضوعات المتعلقة بهذه الفقرة من خلال ما يأتي:
- أولاً: التأكيد على عظمة الإنسان وكرامته ومقامه عند الله خالقه تعالى، فالله عز وجل رب العالمين، وإليه يُنسب العباد في عبوديتهم وطاعتهم، وقد جعل تشريعات متعددة من أجل الحفاظ على ذلك، وأشارت الشريعة المقدسة في القرآن الكريم والسنة الشريفة إلى مقام الإنسان، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ ( )، ومما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في كرامة الإنسان بصورة عامة: ((مَا شَيْءٌ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ مِنْ ﭐبْنِ آدَمَ. قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ وَلا الْمَلائِكَةُ؟ قَالَ: الْمَلائِكَةُ مَجْبُوْرُوْنَ بِمَنْزِلَةِ الشَّمْسِ وَألْقَمَرِ)) ( )، وفي المؤمن بصورة خاصة ما روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) في حديث طويل: ((مَا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلْقًا أَكْرَمَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْمُؤْمِنِ؛ لأَنَّ الْمَلائِكَةَ خُدَّامُ الْمُؤْمِنِيْنَ)). ( )    
- ثانيًا: بيان ما يتعلق بقتل النفس المحترمة التي حرَّم الله قتلها من غير ذنب، والشريعة المقدسة قد أكَّدت على ذلك من خلال تعليمات مشددة في ذلك، وفيه بيان آخر لمقام الإنسان عند الله تعالى؛ فلذا لا بد للمقاتلين من مراعاة ذلك أيما رعاية لتجنب هذه الكبائر من الذنوب، وللقرآن الكريم وقفة واضحة وصريحة في ذلك، حيث قال تعالى تعقيبًا على قتلِ قابيل لأخيه هابيل من غير ذنب ﭐستحقه: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ ( )، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا﴾ ( )، ومما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ((إِنَّ أَعَقَّ النَّاسِ عَلَى اللهِ مَنْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، وَمَنْ ضَرَبَ مَنْ لَمْ يَضْرِبْهُ)) ( )، وأما ما ورد في من الروايات في قتل الإنسان المسلم أو المؤمن بغير ذنب يستحقه فعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ((لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ)) ( )، فارتكاب هذا الفعل يؤدي بالإنسان إلى آثار سيئة في الدنيا والآخرة، فأما التي في الدنيا فما يترتب عليه من أحكام شرعية متعددة، فضلاً عن القصاص أو الدية، وأما في الآخرة فما يراه من العذاب الأليم، والخزي في النار، وفي ذلك روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ((مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوْبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ)). ( )
- ثالثًا: لقد أكدت الوصية على آثار الإمام علي (عليه السلام) في كلماته الخالدة إلى مالك الأشتر عندما أراد أنْ يوليه مصر، وعظمة تلك الوصية في الحفاظ على المسلمين، وﭐجتناب سفك الدم الحرام بغير ذنب، وفي ذلك كما التربية للمسلمين في السلم والحرب، فالإمام علي (عليه السلام) في ذلك يجسد تعاليم القرآن الكريم وسيرة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) كما تقدمت، وقد أبدع الناظم عندما أشار إلى تلك العلاقة العظيمة بين النبي والوصي بقوله ((وَجَاءَ فِيْ سِيْرَةِ صِنْوِ الْمُصْطَفَى))، فهو حقيقة صنو المصطفى روحًا وعقيدةً، ولم يخالفه في قول أو فعل، بل هو الذي تحمل المكاره من أجل الحفاظ على الشريعة المقدسة، فيجب على المسلمين بصورة عامة، وعلى أتباعه ومحبيه بصورة خاصة أنْ يمتثلوا إلى تلك الوصايا، والمرجعية في ﭐستشهادها ببعض نصوص عهد الإمام علي (عليه السلام) إلى مالك الأشتر إنِّما للتأكيد على وحدة المنهج الذي يجب أنْ نكون عليه في تعاملنا مع الأعداء الذين يقتلون الأبرياء تحت ذريعة عقائد منحرفة، وحجج واهية، وأظنَّ أنَّ التذكير بسيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) فيه من الدعم المعنوي الكبير للمقاتلين في شعور بقدسية المعركة والمبادىء التي يقاتلون من أجلها.   
- رابعًا: أشارت التوجيهات إلى مسألة مهمة جدًّا وهي ﭐجتناب الشبهات في التعامل مع العدو في أرض المعركة، وإنْ كان في ذلك حرج وصعوبة أحيانًا، فالتوصية تؤكد على وجوب الحذر والتثبت في الحالات المشتبهة، باتخاذ أساليب أخرى غير القتال المباشر من أجل أنْ تتجلى الصورة أمام المقاتلين في تمييز العدو من البريء، وهذا جانب آخر من الجوانب الإنسانية التي يجب أنْ يكون عليها المقالتلون، فضلاً عن الحكمة في ﭐتخذا القرار بالنسبة للمواقف المتشابهة والحرجة، وقد أبدع الأستاذ الكاظمي في نظمه لهذا الموضوع من التوجيهات في البيتين الأخيرين، بأسلوب بليغ ممتع، له موسيقى تصويرية خاصة. 
* النصائح والتوجيهات / الفقرة الخامسة.
 بعد بيان ما تقدم من توجيهاتٍ ونَظْمٍ حول تجنب قتل النفوس البريئة، والتثبت في حالات الاشتباه، نتقل إلى الفقرة الخامسة المتعلقة بالحرمات العامة لجميع المواطنين، والخاصة لعوائل أولئك الأعداء وممتلكاتهم، والتي وردت التوصيات فيها بالقول: ((اللهَ اللهَ فِيْ حُرُمَاتِ عَامَّةِ النَّاسِ مِمَّن لَمْ يُقَاتِلُوْكُمْ، لا سِيَّمَا الْمُسْتَضْعَفِيْنَ مِنَ الشُّيُوْخِ وَالْوِلْدَانِ وَالنِّسَاءِ، حَتَّى إِذَا كَانُوْا مِنْ ذَوِي الْمُقَاتِلِيْنَ لَكُمْ، فَإِنَّهُ لا تَحِلُّ حُرُمَاتُ مَنْ قَاتَلُوْا غَيْرَ مَا كَانَ مَعَهُمْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ....)).
وقد نظم الأستاذ الأديب الكاظمي هذه الفقرة بقوله:
- وَلا تُحِلُّوُا حُرُمَاتِ النَّاسِ
لا سِيَّمَا الضَّعِيْفُ يَوْمَ البَاسِ
- كَالشَّيْخِ وَالْوِلْدَانِ وَالنِّسَاءِ
وَمَا حَوَتْهُ الدَّارُ مِنْ أَشْيَاءِ
- وَإِنْ يَكُوْنُوْا مِنْ ذَوِيْ الْمُقَاتِلَهْ
فَلَيْسَ حُرْمَةٌ لَهُمْ مُحَلَّلَهْ
- فَلَا نِسَاؤُهُمْ وَلا الذَّرَارِيْ
إِلا جِهَازُ الْحَرْبِ فِيْ الْمَضْمَارِ
- لأَنَّهُنَّ مُسْلِماَتٌ شَرْعَا
بِدَارِ هِجْرةٍ لَهَا أَنْ تُرْعَى
- فَمَا حَوَتْ دِيَارُهُمْ مِيْرَاثُ
لِلْوَارِثِيْنَ الْمَالُ وَالْأَثَاثُ
- وَمَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيْلٍ أَبَدَا
نَهْجُ عَلِيٍّ وَهُوَ مِصْبَاحُ الْهُدَى
    
تحدث الأستاذ الناظم في منظومته عند تضمين الفقرة الخامسة في أبيات سبعة يما يتعلق بتلك الحرمات العامة والخاصة والممتلكات ومتعلقات المقاتلين الأعداء، وقد تحدثنا عن بعض ذلك في حلقات تقدمت، ونحاول بيان ما يتعلق بهذا المقطع من الوصية وما تم نظمه من خلال ما يأتي:
- الأول: تحذير المقاتلين من الاشتباه في تعاملهم مع الأبرياء وغيرهم، فضلاً عن المستضعفين منهم كالشيوخ والولدان والنساء، وفي ذلك كمال التمسك بتعاليم الشريعة الإسلامية المقدسة، ويجب أنْ يكون المقاتلون على بينة من أمرهم، في التفريق بين الناس، وبين المعتدين وعوائلهم، فعلى الرغم من أنَّ هذه العوائل هي عوائل أولئك المجرمين، لكنَّ هذا لا يبرر قتلهم أو إيذاءهم، أو الإساءة إليهم بأيِّ صورة، وقد تحدثنا فيما سبق عن ذلك في القرآن والسنة، فليت أولئك المجرمون أنْ يطَّلعوا على منهج الشريعة القويم، وليس ما قاموا به من أفعال وحشية وإجرامية تجاه هذه الطبقة من الناس.  
- الثاني: ضرورة المحافظة على أموال وأعراض أولئك الأعداء المقاتلين؛ لانطباق أحكام البُغاة عليهم، وهم المسلمون المقاتلون للمسلمين بالباطل، وقد تقدم ما يتعلق بهم في الحلقة السابقة عند الحديث عن الفقرة الثالثة من التوجيهات، وقد أبدع الناظم حيث ضمَّن في أبياته ما يتعلق بإسلامهم الذي يمنع أنْ يُعاملوا معاملة الكفار والمشركين فيما يتعلق بأموالهم حيث قال ((لأَنَّهُنَّ مُسْلِماَتٌ شَرْعَا))، ولمَّا كانوا مسلمين فيجب أنْ يكون التعامل على وفق أحكام الشريعة الإسلامية المقدسة، فتكون ممتلكاتهم ميراثًا للوارث، وليس غنائم أو هدايا وغيرهما للمقاتلين، وقد أبدع الناظم في تضمينه ذلك بقوله ((فَمَا حَوَتْ دِيَارُهُمْ مِيْرَاثُ)).   
- الثالث: التأكيد على منهج الإمام علي (عليه السلام) في قتاله للبُغاة وتوصياته في ذلك من حيث التعامل معهم في أرض المعركة وبعدها، ومع القتلى والأسرى منهم، وأموالهم وممتلكاتهم وقد تقدم ما يتعلق بذلك في الوصية الثالثة المتقدمة. 
إنَّ هذه التوجيهات تؤكد وجوب التمسك بتعاليم الأئمة (عليهم السلام) بصورة عامة؛ لما في ذلك من النجاة في الدنيا والآخرة، فهذه بعض آداب الحرب الواردة في توجيهات المرجعية الدينية، وقد أبدع الناظم (رحمه الله) في أرجوزته لهذه الفقرة، وما تضمنته هذه الأبيات لألفاظ هذه النصيحة للمجاهدين من إيجاز وبيان ..  وإلى لقاء قادم إنْ شاء الله تعالى




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=118817
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 05 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28