• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الاقتصاد العراقي في طريقه الى التعافي والازدهار .
                          • الكاتب : محمد رضا عباس .

الاقتصاد العراقي في طريقه الى التعافي والازدهار

توقعت محطة CNN الامريكية ان سعر برميل النفط يتجه الى 100 دولار في السنة القادمة. المحطة بنت توقعاتها على قضيتين وهو تراجع انتاج فنزويلا من النفط بسبب الاضطرابات السياسية الداخلية و الحصار الأمريكي عليها , وعلى احتمالية تقليص انتاج ايران نفطها , أيضا بسبب الحصار الأمريكي عليها . أتمنى وادعوا الله ان لا يصيب فنزويلا وايران أي مكروه وان يرفع عنهم مخاطر التدخل الأجنبي , لان شعوب كلا البلدين يستحقون العيش بسلام والازدهار الاقتصادي .
توقعات المحطة الامريكية بخصوص ارتفاع أسعار النفط الى 100 دولار , بدون شك خبر ينتظره العراق بفارغ الصبر , حتى وان كان مبلغ 100 دولار للبرميل الواحد ليس بالمبلغ الكبير اذا ما قارناه بأسعار منتوجات البلدان الصناعية والتي تتصاعد من عام الى اخر. ولكن 100 دولار للبرميل الواحد لاقتصاد العراق احسن من ان يكون 70 دولارا او 80 دولارا. 
ما حجم الإيرادات النفطية التي ستدخل العراق من بيع النفط في الأسواق العالمية في حالة صعود أسعار النفط الى 100 دولار ؟ الجواب هو ان من المتوقع ان يستطيع العراق تصدير أربعة ملايين برميل في اليوم الواحد عام 2019 ولو ضرب هذا الرقم بسعر البرميل الواحد وهو 100 دولار , فيكون دخل العراق من بيع النفط شهريا 12 مليار دولار او 144مليار دولار او ما يقارب 170 ترليون دينار عراقي عام 2019 وهذا المبلغ يزيد على إيرادات ميزانية عام 2017 والتي بلغت 77.1 ترليون دينار و ايرادات ميزانية عام 2018 والتي بلغت 85.3 ترليون دينار. 
عام 2019 , سيكون عام الوفرة المالية او عام الفائض المالي , والذي سيمنح الحرية الكافية للحكومة الجديدة القادمة باختيار حجم مصاريفها على الاستثمار وعلى رد الديون المترتبة عليها سواء كانت هذه الديون داخلية او خارجية.  طبعا , لا يجوز صرف جميع هذا المبلغ في عام واحد , ولابد من ادخار جزء منه على وزن المثل العراقي الشهير : الفلس الأحمر ينفع في اليوم الأسود . وعليه فان على الحكومة ادخار على الأقل 10% من هذه الإيرادات المالية لحاجات المستقبل , وبذلك يبقى تحت تصرف الحكومة 153 ترليون دينار يمكن صرفه على الميزانية التشغيلية والاستثمارية و دفع جزء من الديون المترتبة على الحكومة والتي تراكمت أيام تراجع أسعار النفط . ولو افترضنا ان الحكومة سوف تدفع 10% من ديونها , فان المتبقي للاستثمار والتشغيل 138 ترليون دينار . هذا المبلغ يفوق النفقات الحكومية لعام 2018 والتي ستبلغ حسب الميزانية 108 ترليون دينار , مبلغ 30 ترليون دينار او 25 مليار دولار . فماذا ستحقق هذه الإضافة الى الاقتصاد الوطني؟
هذا المبلغ قادر على القضاء على بطالة في العراق بالكامل على فرض ان كل مليار دولار توفر 25 الف فرصة عمل وبذلك فان عدد فرص العمل التي ستوفرها 25 مليار دولار إضافية هي 625 الف فرصة عمل . بكلام اخر سوف لن تبقى فتاة ترغب بالعمل بدون عمل ولا شاب يبحث عن عمل بدون عمل . 
هذا المبلغ سوف يوفر 250 الف وحدة سكنية , على فرض ان كلفة الوحدة السكنية هي 100 الف دولار . ولو فرضنا ان حجم العائلة العراقية تتكون من أربعة افراد , فان ما يقارب المليون مواطن عراقي سوف يعيش بشكل تليق بأدميته و حضارته . بكلام اخر , سوف نقضي على 250 الف مشكلة اجتماعية في العام الواحد . 
تأثيرات إضافة 25 مليار دولار على الاقتصاد الوطني لا تنتهي بنهاية بناء 250 الف وحدة سكنية وانما لها تأثيرات اعمق على الاقتصاد العراقي . بناء 250 الف وحدة سكنية سوف تنشط اعمال 60 او اكثر من الاعمال الأخرى :  الطابوق , الجص, الرمل , الحصى, البلاط , الحدادة , النجارة , الصبغ, الأثاث , التجهيزات الكهربائية , الأثاث, المفروشات , واعمال كثيرة أخرى. بعض الاقتصاديين يستعملون المضاعف الحكومي  0.25 لدول العالم الثالث , ولو طبقنا هذا الرقم على العراق فان تأثير صرف  25 مليار دولار إضافية يتضاعف ليكون 100 مليار دولار . بكلام اخر , ان تأثير مبلغ 25 مليار دولار إضافية على مجمل الإنتاج الوطني هي 100 مليار دولار . ولو افترضنا ان العراق سوف يستطيع بناء 100 الف وحدة سكنية في عام 2019 , فان تأثيرها على الاقتصاد الوطني هو إضافة 40 مليار دولار أي سوف يضيف الى الاقتصاد الوطني نسبة نمو قدرها 20% . هذا الرقم ليس محفور على حجر , فقد يزيد او يقل حسب الظروف الاقتصادية العالمية , والظروف السياسية والأمنية للبلد وطريقة صرف الحكومة الجديدة لهذه الإيرادات الإضافية من النفط. ولكن , الشيء الأكيد سوف لن تبقى 22.5% من المجتمع العراقي تحت خط الفقر .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=119016
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 05 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28