• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العراق يحتاج إلى رئيس وزراء مستقل.. .

العراق يحتاج إلى رئيس وزراء مستقل..

لقد أظهرت نتائج الانتخابات التشريعية في العراق إن القوائم والأحزاب فشلت في الفوز بأغلبية ساحقة من المقاعد مما يمهد الفرصة لنمط جديد لتسمية رئيس الوزراء، كما يجب ألا ننسى إن 56 بالمئة من الذين كان يحق لهم التصويت من الشعب العراقي لم يدلوا بصوتهم ولا أحد له العلم برؤيتهم السياسية، لكن الواضح إنهم لم يؤيدوا أيا من الأحزاب الحالية وإلا لكانوا قد شاركوا في الانتخابات لدعم تلك الأحزاب.

لا يمكن تجاهل نسبة الـ 56 بالمئة ممن لم يشارك في الانتخابات والتركيز فقط على المشاركين فيها، كما إن عدد المقاعد التي حصل عليها “السائرون”، و”النصر”، و”الفتح”، و”دولة القانون” وغيرها من التحالفات السياسية ليس بالحجم الذي يؤهلها لتسمية رئيس وزراء ينتمي إليها حزبيا.

يمكن اعتبار رسالة عدم المشاركين في الانتخابات أكثر أهمية من المشاركين فيها مما يدل على إن الانتماء الطائفي، والعرقي، والحزبي ليس معيارا أساسيا لدى العراقيين الذين يعاني وطنهم منذ عقود من التحديات، والفساد، والمشاكل الداخلية، والصراعات الإقليمية وهو بحاجة إلى مرحلة جديدة يتنفس فيها الصعداء.

لا شك بأن الشعب العراقي، وبغالبية ليست قليلة، ممتعض من الوضع الحالي، وقد شهد المجتمع العراقي الشاب ظهور قوى جديدة تبحث عن مسؤولين لا يشوبهم شائبة الفساد، يعطون الأولوية لمصالح الشعب والوطن ويحققون تغييرا ملموسا نحو ما هو المنشود.

كل هذا يضاعف من أهمية اختيار شخصية مستقلة تتولى منصب رئاسة الوزراء، فالذين لم يدلوا بأصواتهم في الانتخابات التشريعية هم أقرب نظريا إلى اختيار شخصية مستقلة أكثر منها إلى شخصية حزبية، ولعل الأحزاب غير راغبة في أن تأخذ هذا الأمر بنظر الاعتبار لكن المجتمع العراقي المتعدد المكونات بأمس الحاجة إلى مثل هذه الشخصية أكثر من أي وقت مضى، هذا فضلا عما نسمعه من القوى الإقليمية والعالمية حول ضرورة تقديم المصالح الوطنية واستقلال العراق على الأمور الأخرى مع الحفاظ على علاقات البلد والقيام بدور محوري في المنطقة، ولعل الشخصيات المستقلة هي الأكثر تناغما مع هذه الدعوات.

ومع إن المرجعية الدينية العليا لم تصرح بشيء، لكن بياناتها، وتصريحات ممثليها وسلوكهم توحي بأنها تفضل -عقلانيا- شخصية مستقلة، وكفؤة، ومؤمنة، وحسنة السمعة تتمتع بشعبية نظرا لمطالب الشعب ومصالح المرحلة القادمة، وهذا ما بات يسمع هذه الأيام في كثير من لقاءات رؤساء التحالفات والكتل.

فالتوافق الوطني كان أهم محور النقاش في اللقاء الذي جمع بين السيد عمار الحكيم وبين السيد مقتدى الصدر الذي يدرك جيدا بأنه غير قادر على تسمية رئيس الوزراء المقبل لوحده كما إن إمكانية تسميته لشخصية من داخل كتلته ضئيلة جدا في أي تكتل يشكله مع الآخرين. كما إن تحالف الفتح والعديد من الكتل الأخرى لم تعارض ضمنيا اختيار شخصية غير منتمية للأحزاب، فهي ومثل غيرها، لا تملك من المقاعد البرلمانية ما يمكنها من تسمية رئيس الوزراء، كما إنه من الصعب أن تتفق مع القوى السياسية الأخرى لتسمية رئيس له انتماء حزبي.

ليس من السهل إقناع حزب الدعوة وحيدر العبادي بذلك، لكن وفي حال دعم هذا الأمر من قبل القوى المنخرطة تحت راية حزب الدعوة، سنشهد ولأول مرة، تسمية شخصية مستقلة غير حزبية لمنصب رئاسة الوزراء في العراق.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=119155
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 05 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28