• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حرب الأدمغة .
                          • الكاتب : جنان الهلالي .

حرب الأدمغة

بدأت حرب الأفكار للناخب العراقي قبيل موعد الانتخابات التي تقام على مستوى البلاد في وقت من التفاؤل والحذر . و منذ الأعلان عن موعد الانتخابات   ١٢ آيار / مايو  لعام 2018 بأشهر بعدما بدأت صور الناخبين تكتسح الشوارع و القنوات الفضائية بدأت تروج للعملية  الأنتخابية وتشجيع المواطن العراقي بتحديثه لبطاقته الانتخابية   ،  حينها أخذ  اغلبية  المواطنين يحث احدهما الآخر عن
  العزوف عن الانتخابات ومقاطعتها  لذلك اغلبية الناخبين لم يحدثوا بطاقة الناخب الحديثة لذلك  أضطرت المفوظية فيما بعد  على الموافقة بلأقتراع والعمل حتى بلبطاقة القديمة.
لتشجيع الناخبين للذهاب لمراكز الاقتراع    .
وبعض  الناخبين يرى الذهاب للأقتراع لكن بوضع علامة (×  ) بدلا من عدم الذهاب لأنهم يخشون التزوير بمنح اصواتهم لمرشحين آخر ين . وهناك من يقول عكس ذلك
ومازال الشارع الانتخابي في حالة تخبط وأفكار  مبنية على المشاركة وتارة اخرى على الانقطاع ،حتى بعد قرب موعد يوم الاقتراع الذي صادف يوم 12 آيار يوم السبت
وبلرغم من فتوى المرجعية في  خطبة يوم الجمعة  وتوجيه الناخب وحثه على المشاركة
وتغير البرلمانين الذي سبق وتم ترشيحهم سابقا بفتوى
(المجرب لايجرب) .
ودعت الناخبين للمشاركة والتوجه لصانديق الاقتراع
واختيار   المرشح والقوائم النزيهة ،
وبلرغم من كل ذلك كانت نسبة المشاركة في صبيحة يوم الأنتخاب اقل من النصف ، ولم تبلغ نسبة المشاركة
من بين  24مليون انسان كان يحق لهم الانتخاب لم يشارك منهم سوى 11 مليوناً وبنسبة لم تصل  45%
وهذه المشاركة وان تعد مقبولة دولياً ومن شأنها تعطي للأنتخايات شرعية  ،ولكن اذا ما قارناها  بلنسبة السابقة
نجدها منخفضة بنحو لافت .
واعتقد سبب هذا التراجع والمقاطعة عن الانتخابات  ،
بسبب تكرار الوجوه والشعارات نفسها في كل انتخابات التي تجرى بالبلاد منذ السقوط النظام السابق .
حيث كشفت قوائم المرشحين للأنتخابات تكرار أسماء اكثر من 300 شخصية برلمانية وسياسية منذ الدورات
السابقة  وحتى الان، وفازت في في جميع عمليات  الاقتراع بالأنتخابات الماضية بين عام 2014-2005 ,
وكل الشعارات التي جاء بها المرشحون والكتل السياسية مكررة والوعود نفسها ،
فشعارات توفير الامن والسكن ،والقضاء على الفقر والبطالة ، وإنهاء الطائفية  وتوظيف الكفاءات والخريجين الجامعيين وبناء المستشفيات والأهتمام بلشباب الى غيرها من مطالب المواطن العراقي البسيطة
كلها مكررة منذ عام2005  ،واضيف لها في هذه الأنتخابات إعادة النازحين  لمنازلهم وإغلاق المخيمات وتعمير المدن المدمرة ، والقضاء على داعش
وبعد الانتهاء من تشابك الافكار  وصراع الأراء  ، كان اغلبية الناخبين يشجعون بعضهم بعض على عدم المشاركة والمقاطعة ،لان العملية السياسبة منذ عام   2003 وحتى الآن بنفس الشخصيات السياسية ولايوجد أي تغير ، ولا أي تقدم من الناحية السياسية وابخدمية للبلد لان الزعامات والشخصيات ثابتة والتغير قاصر اً فقط على النواب .
ولكن هل كانت المقاطعة تصب في خدمة المواطن!!
هذا الامر يقودنا الى جهل الناخب في العالم الثالث بالاليات الحقيقية للتعاطي مع الممارسات الديمقراطية.
المقاطعة تسببت في صعود نفس الكتل الكبيرة ،لأن كل
الأحزاب لها مؤيديها وأنصارها المقاطعة عن الأنتخاب
تسببت بعدم التغير  وعدم صعود القوائم الصغيرة .
اذن الناخب  هو المسؤول  الرئيسي في العملية الانتخابية وبأختياره الكتل النزيهة  والمرشح الكفوء
بعد متابعته لبرامجه الانتخابي الذي يغير مسيرة
العملية الانتخابية المشاركة الجادة  وليس بلمقاطعة .
  لان الأغلبية التي ذهبت لصناديق الأقتراع وشاركت
في الانتخابات أغلبية تتحكم للغة العاطفة الباحثة عن
مصلحتها الشخصية أولاً وأخيرأ أي بمعنى أن الناخب
يمنح صوته ليس للمرشح الذي يحمل مشعل الوطن ليضيء به ظلام العقود المشؤمة ، ظلام تمرد الأحزاب
وهيمنتها وفسادها في الدولة . لم تذهب الاصوات النزيهة التي كل همها التغير  الجاد في منصة الحكم .
ثم عادت حرب الأفكار والادمغة بعد اعلان نتائج الانتخابات ليوم   12 آيار ، للناخب العراقي بين من هو مقاطع للأنتخابات وبين من شارك بها ، بسبب تشكيك
بعدم نزاهة اللانتخابات واتهام الكتل فيما بينها بلتزوير
والتلاعب بصناديق الاقتراع ،
بل راحت بعض الكتل والاحزاب بالتهديد والوعيد فيما بينها والتشكيك بنزاهة الموفضية  ،
فعملية الانتخابات الجديدة التي كانت حبلى أنتج مخاضها نفس ماهو متوقع منها .
صراعات وأنقسامات .
لابد ان نعترف ان عملية التغير ليست بلامر السهل فأننا
نواجه تغير سنين طويلة ولكن في نفس الوقت يجب ان نمتلك الشجاعة وأتخاذ القرار المناسب من اجل التغير .

فهل ستشكل الحكومة القادمة وترضي طموح الشارع العراقي ام تكون بداية لصراعات جديدة !
وهل لو تشكلت الحكومة تستطيع النهوض بواقع العراق المرير الذي تحمل ظلم وجور الحكومات الماضية
وتكون حريصة على المصلحة العامة وليست مصلحتها الشخصية .!
ستبقى حرب الأفكار والأمال المعلقة    للنخاب العراقي تدور ضمن حلقة فارغة لانهاية لها وجدل بين الناخبين
من جهة وبين والمرشحين والسياسين من جهة اخرى. 
 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=119426
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 05 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19