• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حضر عمامك ...! .
                          • الكاتب : صادق غانم الاسدي .

حضر عمامك ...!

 بعد غياب سلطة القانون ظهرت تداعيات خطيرة أدت بالكثير من ابناء المجتمع العراقي الى ترك وظائفهم  ومغادرة البلاد الى ديار الغربة املا للبحث عن الأنسانية المغيبة قد لايهتم المرء الى النقص الحاصل في  المواد الغذائية او التذبذب في تجهيز الطاقة الكهربائية او تعثر الخدمات , ربما هذا لايؤثر على نفسية المواطن وبمرور الوقت يعتاد الانسان ويتكيف لمجمل الظروف ولكن من الصعوبة أن تجد الانسان يتألف مع وضع فيه فقدان العدل والحق وغياب القانون كسلطة تحافظ على ممتلكات وارواح كافة ابناء الشعب بغض النظر عن اللون والجنس والطائفة  وحينما يكون الجميع تحت مظلة القانون نستطيع ان نثمر بشعب يسوده الامن والامان ويكون للحرية مفهوم واضح هوالمحافظة على الاداب العامة والابتعاد عن التجاوز على ممتلكات وارواح الناس وعدم الاستهتار بقيمهم وانسانيتهم  , يقول الكاتب والصحفي  احمد سلامة ( لاتزرع شجرة الحرية في ارض لايعرف اصحابها احترام القانون لآنها ستطرح الفوضى ) وما يهمني في الامر التبعات الكثيرة في مجتمع بالغ في حريته وانتصر لرغباته وتأثر بسوء الوضع وجانب الكثير منهم الباطل واصبحنا في غابة يحكمها صاحب المخالب الكبيرة , وكل يوم نسمع عن طرق جديدة في التحايل على الناس الابرياء وابتزازهم وهذه من الظواهر الخطيرة قد تعطل افراد في المجتمع ان يمارسوا دورا وطنيا فيه خدمة للانسانية مع افراغ البلاد من اصحاب العقول  والكفائة والخبرة ليكون المجتمع متخلفا تسوده النزاعات العشائرية وهذا ماوصل اليه اليوم المجتمع العراقي, حضر عمامك تهديد صريح شاع بالفترة الاخيرة حتى انهكت رجال الامن ان يؤدوا دورهم بالشكل الصحيح ولايختلف الامر عند بعض الموظفين في المجال الصحي ان يمارسوا عملهم بكل حرية وشفافية ولايخلوا قطاع التربية من تلك التهديدات  وما ظهر الاعلام المرئي الكثير من الاعتداءات من ضرب وطعن بألة جارحة وبعضا منهم وصل الى حالة القتل , لا اريد ان اجري مقارنة بخصوص الاجراءات العشائرية  قبل 2003 وبعدها  فالجميع يعرف ذلك ولكننا لم نجد الحلول لحد الان للتخلص من النزعات العشائرية والامتثال لسلطة القانون الضعيفة , ومايدور اليوم في اوساط المجتمع العراقي هو التكتلات العشائرية والتجمعات والانضمام الواسع للافراد وتشكيل جمعيات واحلاف متعددة باسماء  مختلف العشائر ويؤخذ اشتراك شهري مع تحديد سعر الفصل والاعتداء وكسر السن ..الخ , في المجتمع العراقي هنالك قوميات وافراد وديانات متنوعة لايحب لها الاصطفاف العشائري وتحترم وتتمنى ان يسود القانون والا  سيلحق بها الضرر اذا لم يحميها القانون من الهجمات العشائرية , في العام الدراسي 2017 اثناء تأدية الامتحان الوزاري في كلية التربية ابن الهيثم لطلبة الصف السادس العلمي حدثت مشادة كلامية بين مدير المركز واحد الطلاب وبعدها خرج الطالب وابلغ المشرف بان مدير المركز عليه ان يحضر عمامه هذه واحدة من مئات الحالات ,كما ان احد الاشخاص بمنطقة الحرية كان يسكن دار مساحتها 250 متر مربع وبسعر 300 الف دولار والان اصبح مستاجرا بيت مساحته 75 مترا مربع  بسبب عدم تسديد شقيقه مبلغ الدين المترتب في ذمته تعرض هو الى التهديد ورشق داره بالعيارات النارية من قبل عشيرتين وهذا مايسمة ( الدكاكه )  في الوقت الذي يحث كتاب الله ولاتز وازره وزر اخرى , لم يكن رشق البيوت باطلاق النار من الاعمال  النادر بل اصبحت ظاهرة طبيعية كعمل استفزازي لاسترجاع الحق بقوة السلاح , قبل ايام تفاجئ سكان منطقة النهضة في بغداد  ليلا بالهجوم على احد الدور بالطلاقات النارية والحادث قريب من مركز شرطة النهضة الذي لم يحرك ساكنا  ثم تمت كتابة عبارة على جدار الدار ( مطلوب دم ) نهايك على ان هنالك مشاكل تحدث يوميا بسبب تصادم سيارتين او تشاجر افراد لسبب تافه بعدها يتحول الى نزاع عشائري ولايخلوا الفيس بوك بسبب تعليقات ادت الى حدوث مشاكل , مع ان هنالك الكثير من الحوادث والاحكام الصادرة من بعض عشائرنا  المخجلة والتي يندى لها جبين الانسانية أن تذكر على مسامع الناس  واصبحت تهدد اواصر المجتمع وانحرفت عن مبادى الدين الاسلامي رغم ان العشيرة كان لها دورا واضحا في مقارعة الاستعمار واعطت دماء زكية في سبيل الحرية والحق والمحافظة على الهوية الوطنية والعشيرة هي امتداد تاريخي لمقارعة كل اشكال الاضطهاد والجور ونصرة المظلوم وانصاف الحق اليه من الظالم  بل بعضا من العشائر تاخذ احكامها من القرأن والسنة النبوية وتستند الى المرجعية في اصدار اي حكم تراه مناسبا , ومن اجل ان يكون المجتمع خالي من الاعراف العشائرية الدخيلة والمربكة لعمل الاجهزة الامنية  وان يكون القضاء مستقلا بعيدا عن التأثيرات ,  ولكي ان يسود العدل ويحقق البلد طفرات من التقدم وتوفير الخدمات  أن تبتعد الحكومة من مجاملة رؤساء العشائر وعلى ان لاتوزع لهم الاسلحة وتشركهم في التعينات من اجل كسب اصواتهم في الانتخابات , بل تعمل ضمن منهج لايعلوا فوق سطلة القانون اي قانون وتحمي بذلك الاقليات والديانات والقوميات الاخرى الضعيفة التي ليس لها انتماء عشائري من اجل المحافظة على النسيج العراقي من الضياع.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=119491
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 05 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28