• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مقاطعة الانتخابات كانت مؤامرة نجح بها أعداء العملية السياسية  .
                          • الكاتب : محمد رضا عباس .

مقاطعة الانتخابات كانت مؤامرة نجح بها أعداء العملية السياسية 

 لقد بدأ  أعداء العملية السياسية والتحول الديمقراطي  في العراق بالتسويق لمقاطعة الانتخابات منذ حوالي سنتين . ففي تاريخ 26 اب 2016 كتبت مقلة بعنوان "احذروا حملة (كلنا) المشبوهة" على موقع "صوت العراق" , ردا على بيان صادر عن  ما يسمى حملة "كلنا" تدعوا العراقيين بعدم المشاركة في الانتخابات القادمة . البيان كان عبارة عن مجموعة كبيرة من الافتراءات والكذب والاتهامات مخلوطة بقلة الخدمات . هذه الحملة الإعلامية الشرسة استمرت وزادت حتى وصلت ذروتها الى قبل شهر من الانتخابات . هذه الحملة لم تكن حملة يقودها اشخاص عاديين , وانما قادت هذه الحملة مجموعة من الاخصائيين في الاقتصاد والاجتماع وعلم النفس , حتى استطاعوا ان يدخلوا  في عقول المواطنين ما يقولون ويكتبون , واصبح نسبة كبيرة من المواطنين يستمع لهم و لإشاعاتهم ويصدقونهم  , خاصة وان الطبيعة البشرية تحب السماع الى الجوانب السلبية اكثر من الإيجابية والى القصص المثيرة اكثر من القصص الهادفة , وهذا سبب ازدهار صناعة أفلام الرعب والاثارة , والبرامج التلفزيونية التي تتعامل مع الامراض الاجتماعية الغير مألوفة. 
هل حققت العملية السياسية طموحات المواطن العراقي في العيش الكريم ؟ الجواب هو لا . وهل ان العملية السياسية كانت هي المسؤولة عن نقص الخدمات وتوفير العمل للمواطن العراقي ؟ والجواب هو الاخر لا.
المواطن العراقي ما زال يعاني من شحة السكن , من قلة الخدمات الصحية , من مخاطر طرق المواصلات , من غياب البناء العمراني لبغداد وبقية المحافظات الأخرى , من شحة الطاقة الكهربائية , يضاف الى ذلك تراجع القطاع الزراعي والصناعي .
ولكن هذه الاحتياجات لم تكن انتاجات التغيير , بمعنى ان مشكلة شحة السكن لم تظهر بعد التغيير وانما ظهرت و كبرت منذ ستينات القرن الماضي , ولم تكن مستشفياتنا تنافس مستشفيات لندن وباريس وجاء التغيير و قضى عليها , ولم يكن الإنتاج الزراعي العراقي يغرق أسواق الشام والأردن وايران وجاء التغيير و اوقفها , ولم يكن العراق يصنع الطيارات والقطارات وجاء التغيير و اغلق مصانعها . نعم , كانت هناك فرصة لان يتقدم العراق في ظل التغيير , ولكن نفس القوى التي دعت الشعب العراقي بعدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية هي التي أوقفت خطط الاعمار والبناء. ان ما مر به العراق من إرهاب لم يمر بدولة أخرى , جرائمه فاقت  تأثير القنابل الذرية في القتل والدمار , ولو كان مسؤول يفكر بالبناء والتعمير قبل القضاء على هذا الإرهاب الأسود الذي ضرب العراق لغضب عليه العراقيون والعالم . لا يمكن ان يكون هناك ازدهار اقتصادي واجتماعي وثقافي مع وجود الإرهاب , وهذا بالضبط ما أراده الداعين الى مقاطعة الانتخابات , أرادوا من وقف عجلة التقدم والازدهار داخل العراق من اجل اسقاطه , ولما لم يستطع اسقاطه بدأوا بعملية جديدة وهو اسقاطه من خلال تشجيع المواطن بعدم ممارسة حقه الدستوري , وهو انتخاب من يريد انتخابه.
كان على المواطن الذي اقتنع ما سوقه الرافضين للانتخابات , ان يسال السؤال التالي: ما هو الخيار ان لم انتخب ؟ سيكون جوابهم باللف والدوران , منه انهم يريدون حكومة قوية تستطيع القضاء على الإرهاب , حكومة ذات سيادة , حكومة توفر العمل , حكومة ذات جذور عربية , طرد الاحتلال , تغيير الدستور, محاكمة السياسيين الذين جاءوا على ظهر الدبابة الامريكية , واخيرا نصب المشانق و المقاصل لقطع رقاب العملاء . وحسب ما قرات  في عدد من مقالات انصار هؤلاء , انهم يريدونا الرجوع الى النظام البائد , صدام حسين بنسخة جديدة !
انهم يريدون الرجوع بنا الى التخفي في الليل من اجل زيارة قبر الحسين بن علي , ويريدون هجرة  مساجدنا وحسينياتنا , ويريدون ان يسجن المواطن العراقي او حرمانه من وظيفته وعمله , لكون ان ابن ابن عمه منتمي الى احد الأحزاب السياسية , وانهم يريدونا ان نقتل ان لم ننتمي لحزبهم , ويريدون فرض ثقافتهم وتفكيرهم علينا , ويريدون احتكار السلطة بيد انصارهم و مؤيدهم , و يريدون استخدام العراقي حطب نار لحروبهم العبثية , ويريدون السيطرة على المواطن حتى في عيشه , ويردون ان يبقى المواطن يخاف من جيرانه و ابنه وزوجته. 
لقد رفع أعداء العملية السياسية و المحرضين على مقاطعة الانتخابات شعار ان الحكومة لم ينتج عنها شيء " يرفع الراس". وجوابي على هذه الدعوة هو ان كل عراقي شريف يامن بالتغيير الديمقراطي , يعرف ان حكومة السيد العبادي قد أنجزت الكثير,  وفي هذه المناسبة سوف اذكر القارئ بثلاث إنجازات لو استطاع أي  قائد في العالم من تحقيقها لكان اسمه في سجل الخالدين.
1. القضاء على الداعش . أقول لو استطاع داعش الدخول الى كربلاء او النجف , هل سيكون أحوال اخواتنا وامهاتنا وبناتنا احسن من أحوال أهلنا من المكون الايزيدي ؟ اليس كان كل اهل ميسان و ذي قار يعيشون الان تحت الخيام في الهند و باكستان ؟
2. استطاع العبادي من القضاء على فتنة التقسيم . وصدقوني لو نجحت هذه الفتنة لكان تأثيرها مثل تأثيرات قطع الدومينو على الدول المحيطة , ولكانت الحروب الاهلية من أفغانستان حتى المغرب , اضافة الى حفظ السيادة العراقية .
3. مع دخول داعش العراق انخفض أسعار النفط من ما يقارب 110 دولار للبرميل الواحد حتى وصل الى ما يقارب 28 دولار . كل الدول المصدرة النفط عانت من هذا الانهيار وعطلت مشاريع تنميتها , ولكن السيد العبادي استطاع بحنكة عظيمة من تمشية الاقتصاد العراقي والاجمل من كل ذلك انه لم يوقف دفع رواتب موظفي الدولة العراقية شهرا واحدا.
لست من المدافعين عن الدكتور العبادي , لأني متأكد ان له جيش من الإعلاميين وظيفتهم الدفاع عنه , كما واني لست موظف عند العبادي , وما لدي هو احسن من ما لدى العبادي , ولكن احب ان اذكر من قاطع الانتخابات بانه كان ضحية مؤامرة ضد النظام الجديد حيكت خيوطها منذ سنتين وان هذه المؤامرة سوف تستمر ولكن بطرق وافتراءات جديدة .  ومن اجل دحر هذه المؤامرة على المواطن ممارسة حقه الدستوري , وهو المشاركة في الانتخابات . نعم  , هناك تزوير , وربما ستبقى بعض الوجوه السياسية الغير مرغوب بها , ولكن لا تغيير بدون المشاركة في الانتخابات . المقاطعة لا تجلب التغيير , و تجني على الجيدين , حيث من غير المعقول ان لا يوجد 329 مرشح جيد من مجموع 7000 مرشح.     
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=119499
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 05 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29