• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يا فِتيةَ العراقِ ، و يا شبابَ العراق: رِفقًـا بأنفسِكم ؛ فالرجولةُ سِمَتُكم .
                          • الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود .

يا فِتيةَ العراقِ ، و يا شبابَ العراق: رِفقًـا بأنفسِكم ؛ فالرجولةُ سِمَتُكم

من منعطفاتِ إيفادِنا الرسميِّ إلى لبنان في العام (٢٠١١) أننا خرجنا ذاتَ يومٍ - بعد جهدٍ تفاوضيٍّ - ليلًا سيرًا على الأقدامِ من الفندقِ (موڤمبيك) إلى أحدِ الأماكنِ القريبة ، وكنا (ثلاثةَ رجالٍ) شبابٍ ، وخلفنا (ثلاثُ نساءٍ) كبيراتٍ في السِّن محترماتٍ معنا ضمنَ الوفدِ الرسميِّ ، وكنتُ أسيرُ على يمينِ زميلَيَّ ، فإذا بـ(ثلاثِ فتياتٍ) لبنانياتٍ - بحسبِ لهجتِهِنَّ - يُقْبِلْنَ علينا مباشرةً ؛ فبادرت إحداهُنَّ بالحديثِ المباشرِ معي: أهلًا بالعراقيين... وأعقبتها بعبارةٍ طلبيةٍ جعلتني أصُدُّ بوجهي عنها وأُمسِكُ بيدي اليسرى أحدَ زميلَيَّ القريبَ مني مُسرِعًا بالصدودِ عن أُولاءِ (الفتياتِ) يلحقُنا زميلُنا الثالثُ سائلًا (شنو القضية ؟) ؛ فقلتُ له: دناءةٌ وفتنةٌ لنبتعِدَ عنها كفانا اللهُ شرَّها.

وبعد أن قطعنا ما يزيدُ على العشرين مترًا من مكانِ هذا الموقفِ التفتنا ؛ لرؤيةِ (السيداتِ اللائي خلفنا من الوفد) ، وإذا بهِنَّ يتحدثنَ مع أولاءِ (الفتيات اللبنانيات).

وعندما استقررنا في أحدِ المطاعمِ ، ووصلتِ (السيداتُ الفضلياتُ) ؛ أخبرنَنا بأنَّ (الفتيات اللبنانيات) كُنَّ ناقماتٍ على أزواجهِنَّ (اللبنانيين) ؛ لأنهم - كما تراهم هؤلاءِ (الفتيات) كالنساءِ مظهَرًا ، وعاداتٍ ، وحديثٍ. أي (مُخنَّـثين) ؛ ولأنهم لا يملؤون حياتَهُنَّ رجولةً.

وهنا أؤكدُ أنَّ اللبنانيين الرجالَ الغيارَى أسمى من هؤلاءِ الشواذِّ الذين تحدثَتْ عنهم زوجاتُهُم بما مرَّ (عمومًا). وأنَّ النساءَ اللبنانياتِ الموقراتِ أسمى من هذه الثلاثيةِ الشاذة التي صادفتنا.

من هذه القصةِ الواقعيةِ أقولُ لكم أيها الفِتيةُ العراقيون ، أيها الشبابُ العراقيون الذين لا تروقُ لكم خِلقتُكمُ الرجوليةُ التي مَنَّ اللهُ تعالى عليكم بها ؛ فصرتُم تعيشون مرضَ (التخنُّث) ، ومأساةَ انعدامِ الهُوِيةِ ، وموتِ الضمير والشخصية: رفقًا بأنفسِكم ؛ فالرجولةُ سِمَتُكم.

وَيَا أولياءَ الأمورِ من الآباء (الرجال) الأكارم ، ومن الأمهاتِ الكريماتِ: من المؤكدِ أنكم تريدون مصداقًا للدعاءِ المتضمن (ابني ورفعة راسي أريدك رجال تملي العين) ؛ فانتبهوا لأبنائكم ، وانتشلوهم من غرقِ (التخنُّـث).

ماذا يقولُ (المخنَّثُ) لنفسِه عندما يرى الأبطالَ (المجاهدين) في ساحاتِ الحربِ ؛ غَيرةً على العراقِ ورجالِه ونسائِه ؟ وكيف يرى نفسَه عندما تُصادفُه فتاةٌ ؟ وهل يَجِدُ نفسَه رجلًا عندما يتقدمُ لخِطبةِ فتاة ؟ وعندما يتزوجُ هل يحفظُ زوجتَه (الأمانة الكبرى عنده) من فتنةِ ما تحدثت به (الفتياتُ اللبنانيات) ؟

ظاهرةٌ قد تنامتْ ؛ لأنَّ الرجولةَ (عند هؤلاءِ) قد ماتتْ. ومن الواجبِ أنْ ننبِّهَ إلى المصيباتِ التي علينا توالت.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=119607
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 05 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19