• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بين أحمد البشير وخميس الخنجر .
                          • الكاتب : د . علي عبد الزهره الفحام .

بين أحمد البشير وخميس الخنجر

     برز اسم (أحمد البشير) في سنة 2014 عندما اطلق برنامجه المعروف (البشير شو)، وهو برنامج سياسي ساخر، يتناول بالنقد الساخر التصويب على الممارسات السياسية والحكومية الخاطئة في العراق، ويدعي محاربة الطائفية والتمييز الذي صبغ الواقع العراقي في سنوات ما بعد 2003، وقد حقق البرنامج نجاحاً ملفتاً بين أوساط الشباب في العراق وخارجه، وصار واحداً من ادوات التأثير في المشهد العراقي الإعلامي والسياسي .
     يحاول احمد عبد الهادي عبد السلام البشير، وهو عراقي من مدينة الأنبار، أن يظهر في برنامجه بمظهر العراقي المعتدل سياسياً، وغير المنحاز طائفياً، فصار يتناول بنقده الساخر السياسيين السنة والشيعة، والعرب والأكراد والتركمان، ويحاول التركيز على الشخصيات التي يعتقد أنها تنشر ثقافة الكراهية والتحريض الطائفي، ولعل هذه الصورة من أسباب سعة انتشار برنامجه، الذي يلاقي رواجاً بين الشباب، لا سيما وأن أحمد البشير دائماً ما يلعب على وتر المصطلحات والحركات ذات الإيحاء الجنسي في محاولة منه لتأسيس كوميديا سياسية ساخرة ذات طابع "ايحائي" "جنسي"، وبذلك يجمع ما بين عنصري جذب للشباب، وهو نقد السياسيين والكلام "الجنسي المبطن" .
     البشير متهم من قبل خصومه باتهامات عدة، أبرزها تبعيته لرجل الأعمال العراقي "المعارض" الشيخ (خميس الخنجر)، وعلى الرغم من نفي البشير لهذه الاتهامات في أكثر من مناسبة ، إلا أن شواهد عديدة تؤكد وجود علاقة كبيرة بين الرجلين، ومن غير المستبعد أن يكون البشير منفذا لأجندة "خنجرية" في العراق تحت يافطة الاعتدال السياسي ومحاربة الطائفية، ويمكن أن نسرد بعض الشواهد للاستدلال على ذلك :
أولاً : إن الخنجر وفر أول فضائية عراقية تبث برنامج (البشير شو) في موسمه الأول سنة 2014، وهي فضائية (الشاهد المستقل)، في وقت لم يجد البشير قناة فضائية قادرة على تسويق مشروعه السياسي الساخر، ومن غير المستبعد بلغة الإعلام العراقي أن يكون للبشير مساحة في فضائية "معارضة" ومتهمة بدعم الإرهاب، دون أن يكون – أي أحمد البشير- جزءً من المشروع السياسي لهذه القناة او لمالكها .
ثانياً : إن الخطاب السياسي لأحمد البشير يتماهى بشكل كبير مع سياسة الخنجر ومشروعه في العراق، فسهام النقد والتصويب تتجه لإيران والسياسيين الشيعة، وقد وصل النقد الساخر إلى بعض الشخصيات الدينية الشيعية، في حين سلمت قطر والسعودية والإمارات والأردن من سخرية نقد البشير، وهي الدول التي كانت تحتفظ مع الخنجر بعلاقات قوية، تصل إلى حد التحالف أو التوافق على تنفيذ الأجندات، ومن أجل التغطية على ذلك استهدف البشير بعض السياسيين السنة - بلهجة أخف وبوتيرة أقل – لتحقيق حالة الخطاب السياسي المعتدل التي يمر من خلال لتمرير الأجندة "الخميسية" .
ثالثاً : خلال أربعة مواسم من عمر البشير، وعلى مدى أربع سنوات، تحاشى أحمد البشير ذكر خميس الخنجر ولو بنقد خجول، على الرغم من وجود تناقض في أقوال وأفعال الأخير، ودعمه لمنصات الذل والمهانة في المحافظات الغربية، واتهامه بدعم الارهاب، ودعمه لشخصيات فاسدة وطائفية مثل ظافر العاني، وعندما سئل البشير عن سر هذا الاعراض "الكريم" عن ساحة الخنجر، أجاب بعدم توفر الفرصة، وهو جواب يتضح منه حجم الارباك في خطاب البشير الذي يدعي الشفافية والوضوح ونقد الواقع الفاسد .
رابعاً : ما سربه الاعلامي العراقي (أنور الحمداني) أن البشير كان ينزل ضيفاً على قائمة القرار، المدعومة من خميس الخنجر، عند زيارته إلى تركيا لغرض العلاج من مرض (البواسير)، وكان الحمداني يلوح "غامزاً" قناة البشير بوجود علاقة بين الجهتين خلف الكواليس .
خامساً : أن البشير كان جزءً من ماكنة الحرب الإعلامية "السنية" ضد السيد حسن نصر الله بعد الاتفاق الذي تم بين حزب الله وداعش في لبنان ونقلهم لمدينة دير الزور السورية، وقام بتخصيص (حلقة كاملة) من برنامجه للحديث عن هذا الموضوع، ولم يوفر قدراته في النقد والسخرية للنيل من شخص السيد نصر الله ومحوره السياسي المعروف بمحور المقاومة، وهذا الأمر يشير بوضوح إلى تشابه الأجندات ووحدة الخطاب بين البشير والخنجر .
سادساً : إن البشير تحاشى نقد المشايخ السنة من العراقيين وغيرهم ما خلا (طه الدليمي) وقد خفف الوطأة عنه في المواسم الأخيرة، والشيخ الدكتور (عبد اللطيف هميم) الذي يمتلك علاقة جيدة مع السلطة العراقية .

   إن البشير الذي نجح بأسلوبه الساخر الحافل بالايحاءات، فشل في تحقيق خطاب وطني متوازن في المدح والقدح، وهذا الفشل برأيي مؤشر على علاقة قوية مع خميس الخنجر تصل إلى حد التواطؤ والتعاون من أجل تمرير الأجندات السياسية والطائفية .
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=120078
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 06 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28