• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الدولة الإسلامية الراشدة .
                          • الكاتب : بوقفة رؤوف .

الدولة الإسلامية الراشدة

هل يمكن أن نشهد يوما قيام دولة إسلامية راشدة ,أم أن الأمر مجرد وهم يتاجر به الساسة الإسلاميون ؟

يجب التفريق أولا بين الدولة الإسلامية والدولة الراشدة  والدولة الإسلامية الراشدة
فالدولة الإسلامية هي الدولة التي تزعم أنها قائمة على أساس ديني متخذة من الشريعة الإسلامية المصدر الأساس لتشريعها , تطبق الحدود :( حد السرقة,حد الزنا,حد تناول الخمر ...) وربما تشددت في الأخذ بالأحوط من باب كل بدعة ضلالة (تحريم التحزب,النقابات, المظاهرات, الإضرابات , الاعتصام , الإضراب عن الطعام وربما حتى سياقة المرأة’ للسيارة واشتغالها بالسياسة...) وكمثال على الدولة الإسلامية نجد إيران والسعودية و أفغانستان في عهد طالبان
فهل هذه الدول الإسلامية التي نظام الحكم فيها إسلامي يطبق الشريعة الإسلامية ويجعلها مصدر كل سلطة في الدولة , دول إسلامية راشدة ؟
الدولة الراشدة هي الدولة التي تحترم ذاتها وتحترم قوانينها ولا تدوس عليها , يطبق القانون فيها غلى الجميع دون استثناء , لا فرق بين قوي وضعيف ولا غني وفقير ولا وجود فيها لقمع المعارضة ولا إقصاء الرأي الآخر 
فالدولة الراشدة تقوم على المؤسسات لا على الأفراد وبالتالي فالدول الإسلامية المذكورة سالفا ليست دول راشدة باعتبار أن مجتمعاتها المدنية خادمة للنظام غير مستقلة عنه أو مراقبة له 
الدول الإسلامية خدمها الإسلام  ولم تخدمه, استفادت منه ولم يستفد منها ولن يستفيد , جعلت منه الورقة الرابحة لضمان استمراريتها وبقائها
والدولة الإسلامية الراشدة غير الدول الغربية الراشدة , باختلاف علاقة الدين بالمجتمع , فان كانت الدول الغربية الراشدة تقوم على مبدأ العلمانية , فان الدولة الإسلامية الراشدة تقوم على مبدأ الدين فهي دولة دينية 
والدولة الإسلامية الراشدة قامت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم  وانتهت بوفاته  وستقوم ثانية ومرة أخيرة على يد المهدي المنتظر , لأن الدولة الإسلامية الراشدة تقوم على مبدأ العدل المطلق ولا ضمانة له سوى العصمة , لأن الحاكم غير المعصوم معرض في اجتهاداته للخطأ وغير منزه عن الجور والحيف , ولا يكون هناك إجماع إلا لمعصوم .
قد يقول البعض أنه قامت خلافة راشدة مجسدة الدولة الإسلامية الراشدة كامتداد لدولة الرسول صلى الله عليه وسلم  وقد توالى عليها أربعة من الخلفاء الراشدين  ولم يكن أي منهم معصوم ( إذا استثنينا الإمام علي في الفكر الشيعي ) 
إلا أن الرشاد في عهد الخلفاء الأربعة رشاد ديني لا مدني , له علاقة بتوطيد الإسلام كعلاقة بين العبد والخالق مع غياب للرشاد المدني الركيزة الأولى للدولة الراشدة 
فالاضطراب السياسي الذي بدأ بعدم الاتفاق على الخليفة  وطريقة توليه الخلافة والمعارضة المدنية المتجسدة في امتناع بعض الأقوام على دفع مال الزكاة للحاكم الجديد الغير شرعي (على رأيهم)
ثم اندلاع حروب الردة وظهور الاغتيالات السياسية التي تدل على شراسة المعارضة ويأسها من الأخذ برأيها ومحاولاتها المستميتة لإسقاط النظام  ونجاحها في اغتيال ثلاثة من الخلفاء على التوالي (عمر, عثمان, علي ) من الخلفاء الأربعة 
يجعل من الخلافة الرادة غير الدولة الإسلامية الراشدة , فالخلافة الراشدة تجسيد للدين الإسلامي في شقه الديني ( التعبدي) 
أما الدولة الإسلامية الراشدة فهي تجسيد للدين الإسلامي بشقيه الديني والمدني
أما الدولة الإسلامية فهي تجسيد لجزء من الجانب الديني , شوهت به الدين وأضرت بروح الشريعة , حاربت به الجانب المدني من الإسلام,حيث اختارت من النصوص الدينية ما يخدم مصالحها ويضمن لها البقاء في الحكم وأعرضت عن باقي النصوص أو أولتها وفق ما يخدم مصالحها , فنجد النصوص التي تتحدث عن وجوب طاعة الحاكم وتحرم الخروج عليه  والصبر على جور ولاة الأمر والنصح لهم في السر دون العلن مقدسة والإعراض عن محاسبة الولاة ومراقبتهم أو تضعيفها وإخراجها من سياقها ودلالتها. 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=12018
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 12 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28