• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هي الفِتَنُ الـمُلهِيةُ ، الـمُحبِطةُ ، الـمُخيفةُ تتوالَى علينا .
                          • الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود .

هي الفِتَنُ الـمُلهِيةُ ، الـمُحبِطةُ ، الـمُخيفةُ تتوالَى علينا

ونحن نعيشُ - بعد رِحلةِ الانتخاباتِ البرلمانيةِ (2018) - صراعَ إرادةِ بقاءِ العراقِ على ما هو عليه من تردٍّ ، مع إرادةِ إحياءِ ما يجبُ للعراقِ ، وللعراقيين من حقوقٍ ، وكرامةٍ ؛ تبرزُ إلينا فِتَنٌ يُرادُ بها إلهاءُ الشعبِ (الغَيور) عن مأساتِه الكبرى التي لا نعتقِدُ أنَّ ثمةَ مأساةً تعلو عليها. إنها مأساةُ (ضياعِ العراق ، وضعفِه بين دُوَلِ الجِوار ، وانحدارِ شأنِه من مؤثرٍ كبيرٍ في القرارِ الدولي ، والإقليمي ، والمحلي ، إلى متأثِّرٍ أوَّلَ بأبسطِ ما يقعُ عليه.

كان العامةُ ، والخاصةُ يتحدثون عن (الفساد). لكن منِ المُفسِدُ ؟ وما مِصداقُ الفسادِ أساسًا ؟ والكلُّ يتحدثُ عن (الإصلاح). لكن منِ المُصلِحُ ؟ وكيف نوصلُه إلى تولي زمامَ الأمر ؟

كلُّنا آلامٌ ، وهمومٌ ، وآمالٌ. لكننا نسِيناها بالبحثِ عن مصالِحِنا الذاتيةِ التي علت على مصلحةِ الوطن ، وإرادةِ الإصلاح ، ومحاكمةِ المفسدين!

أسفًا أنناكنّا نسمعُ سؤالًا يسألُه الشعبُ في المحافظاتِ كلِّها للمرشحين كلِّهم:(لماذا لم تختاروا قائمةً مقبولةً عند الناس ؟). وعندما يُرتجى من السائلِ نفسِه إرشادُ المرشَّحِ إلى هذا المطلبِ السامي ؛ فإنه إما أن يُرشِدَ إلى قائمةٍ منبوذةٍ عند غيرِه ، أو أنه لا يعرِفُ جوابًا قدْرَ ما يُرِيدُ أن يتحدثَ بالإحباطِ فقط !

شهِدنا البحثَ عَنِ الذاتِ ومصلحتِها عند الأغلب. ولم نشهَدِ البحثَ عن الوطنِ إلا عند الأشرافِ.

ظهرت إلينا فِتنةُ الكهرباء. ونحن نعاني من ذُلِّها منذ احتلالِ الكويت الذي دُفِعت من كلِّ بيتٍ عراقيٍّ ضريبةُ جزائِه. وملفُّ الكهرباء يسيرٌ إنهاؤُه لصالحِ العراقيين. لكنَّ إرادةَ المحتل الأمريكي (الجارية) بقانون المحاصصة حتَّمت إيصالَ (القصَّاب) لتولي عَملِ (الخباز) ؛ فكيف ننتظِرُ منه رغيفًا ينفَعُ ، ويُشبِعُ ؟!

ثم ظهرت إلينا فتنةُ (الماء) ، وبناءُ سدِّ (أليسو) التركي. وصار مسؤولو هذا الملف يتناقضون قولًا ، وموقفًا تُجاهَ هذه الفتنة.

ألا ترون أنَّ هاتين الفتنتين قد ألهتا الشعبَ عن موقفِ العراق بعد نتائجِ الانتخابات ؟!

إنَّ ملفَ (الكهرباء) ، وملف (الماء) يسيرٌ جدًّا ، ولا يحتاجُ إلا إلى فريقِ عملٍ متخصصٍ (إداريًّا - فنيًّا) ، يخشى اللّهَ ، ويُحِبُّ العراقَ ، ويتفانى إخلاصًا للشعبِ ؛ حبًّا به ، وغَيرةً عليه.

لو أنَّ كلَّ مسؤولٍ ينظرُ إلى شعبِه بالعينِ التي ينظرُ بها إلى بَيْتِه ، وأفرادِ أُسرتِه ؛ لكانتِ الْحَيَاةُ زاخرةً بالنعيمِ الذي منحه اللهُ تعالى لنا. لكننا نحن من تنكَّر لهذا النعيمِ الإلهي ، ونحن من صفقنا للجهلةِ الذين لم يفقهوا إدارةَ شأنٍ بسيطٍ من حقًوقِنا. نؤيدُ على النفاقِ والباطلِ. ونُجاملُ الخاطئَ عند الخشيةِ على المصالح !

قال اللهُ تعالى: {{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ ؛ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}} [النحل/١١٢].

ألسنا مصداقًا لهذا التوجيهِ الإلهي ؟!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=120748
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 06 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29