• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قصة الماء .

قصة الماء

لَعِبَ الأوغادُ بالماءِ فلا ْ
كبدٌ تروى ولا يُسقى حجر
صدّقوا فِعلاً تعالَوا وانظروا
ها هوَ القاعُ ترائى للنظر
أن تعبَّ الأرضُ ماءا للحياة 
غيرَ مد النهرِ أرضاً بالحجر
فأذا جادت عيونُ الأرض ماء
ظهرت خيرُ حضاراتِ البشرْ
وأذا جفّتْ ينابيعُ المياه 
اقرؤا الحمدَ عليها والسّور
ردِّدوا هيّا تعالَواْ واهتِفوا
ها هوَ الطُغيانُ من بَعضِ اٌلبشر
أِصرخوا بالله هيّا عالياً
مثلُ هذا الجارِ لنْ يُبقي أثرْ
هذا حكم العقل في الجَهل فما 
أذنب الجارُ ولا أنأى البَشَرْ 
أنّني أذنبتُ في نَفسى فماْ
ينفعُ اٌلنفس كلامي والعِبَرْ
في زمانٍ ليسَ لي ذنبٌ سِوى
أن أرى الذئبَ ورائي بالأثر
فأدُسُ الرأسَ في جوفِ الترابْ
وأظن الجِسمَ لن يلقى الضَررْ
قد ألفتُ الخَوّفَ من ذاكَ الزمانْ 
وَتَعَوَّدتُ على غَضّ البَصَرْ 
وجرى الماءُ غزيراً في البلاد
فطلبتُ الرزقَ من جوفِ القمرْ
وأتاني المزن في عزِّ الشتاء
فأضعتُ الماء في نارٍ وحرْ
وجهَلتُ الأرضَ تقفرْ دونَ ماءْ 
أو سدودٍ  أو زروعٍ أو شَجَرْ
وحَسِبتُ الجارَ وهماً خيرً جارْ
والتمستُ النفعَ منه لا الضرر
وتبارى البعض فيما يَسرِقون
كلَ  أموالي وأرضي والنَهر
وقصوراً وضياعاً والجبال
وبساتيناً على مدِّ البصَرْ
فاٌشتَروا كلَ الضمائرْ والنُفوسْ
وامتطوا فيضَ المشاعرِ والسّير
وعمى الجّهلُ عُيونَ الناخبينْ
فبدَوا عُمياً وإن صحَ البَصر
وتبَدى الخيرُ والنفطُ الوفير
بين حاناتٍ ورَقص وسَهر
هكذا جاؤا اليناْ يَنّْهبون
فَعلى الأرض سلامُ والشَجر
وعلى الشطّين والماء الزلال
وعلى الغُدْرانِ في فاو البحرْ
وعلى الشاعر سيّابُ القُلوب
وعلى  جَيكورَ في أحلى الصور
وعلى تلك الحمائم في الصِحَين
وقفت تشدو سويعاتِ العصر
وعلى بغداد والطاقِ العظيمْ
وعلى المنشأ كُسرى يزدَجُر
وعلى السر الذي ما أن يُرى
فيعودُ السحرُ في لمحِ البَصر
وعلى الموصلِ ويّحي ما هُنا
أهي هذي النارُ أم نار سَقر 
وعلى اربيل ذي الوادي الرحيب
وعلى قلعةِ أرباب البشر
هاهم الأربعهْ أربابٍ هنا
وَهُنا أَيضا صُدمنا بالخبر
يَومَ راحَ المُدّعي بالأنفصالْ
يبتغي أمراً ولا مِنهُ أشرْ 
فأتاه البأسُ من ربِ العِبادْ
ورمى الحلَّ الذي فيه اندحرْ
قد أبى الله التمادي بِالصراعْ
وأبت ارضٌ تَغشّاها الظَفَرْ
فَدَمُ الأحرارِ لن ُيفنى اٌحترامْ
ودمُ الثُوّار لمْ  يُعدمْ أَثرْ 
فسلاماً يا أراضي الرافدين
سأناديكِ بأرضِ اللانَهرْ
واعتذاراً قدْ قتلناكِ جَفافْ
واعتذاراً نحن زيفنا البشر
أذ لعبنا بالمشاعرْ والعقولْ
وتَقاتلنا علياً وعمرْ
أنَّ شعباً قد تنادى للفسوق
وبقى يبني عليهِ وانتظرْ
ورضا القتلَ على أسم القتيل
واٌبتغى عيشَ المنافي والحُفرْ
يرتضي عيشَ التباكي والهوانْ
ويعبُ الكأسَ ذُلاً والقَهر
ليسَ للجار طموحاً في المياهْ
غير ان يقضيْ علينا فانتصرْ
2/ شوال /1439  
المصادف /17/6/2018




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=120935
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 06 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19