• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : "عندما يتمسك الجبان بالسلطة" .
                          • الكاتب : اسعد الحلفي .

"عندما يتمسك الجبان بالسلطة"

 فشل العبادي وتبريراته التي هي اقبح من افعاله كشفت عن جبنه وسوء أخلاقه وعدم اهليته لتقلد المسؤولية كما كشفت عن حقيقة كانت لابد أن تظهر بمجرد استمراره في السلطة وهي أن النجاح والنصر الذي تحقق على داعش بتحرير كافة الأراضي العراقية المحتلة إنما كان بفضل مرجعية الإمام السيستاني (دام ظله) بمسكه لزمام المعركة وقيادته الحكيمة لها وبرجاله الأوفياء الذين شهدت لهم ساحات الجهاد وسطروا فيها أروع البطولات والمواقف التاريخية العظيمة.. حزمة البيانات والتوجيهات والاوامر التي صدرت من المرجعية العليا في تلك الحقبة تثبت صحة ما نقوله، ومنذ انطلاق فتوى الدفاع المقدس (الجهاد الكفائي) كانت المرجعية هي القائد الحقيقي للمعركة إذ لا يمكن أن يعطي الإمام السيستاني جهاداً وتخرج لفتواه تلك الجحافل الملبية ثم يترك الحبل على القارب بل قاد المعركة من مكانه بطريقة اذهلت جميع المراقبين بل بحكمته لوى أعناق حتى من كان واقفاً على التل واخضعهم لأوامره ثم سار بمن لبى ندائه نحو سلسلة من الانتصارات، وبعد تحرير كافة الأراضي وإعلان النصر النهائي كان الأجدر بالعبادي أن يحافظ على ذلك النصر وذلك الأمان الذي تحقق بتضحيات آلاف الشرفاء ويقطع دابر كل عابث بمصير الأبرياء ولكن العكس هو الذي حصل اكداس تفجر وطرق تربط محافظات يُنسف أمنها وتفرعن مليشيا الأحزاب بسفك الدم وهتك الحرمات وترويع المدنيين وعبث بمصير هذا البلد عبر التزوير والحرق والغش والاغتيالات والجرائم المنظمة.. فالخروقات الأمنية المفجعة التي حصلت ما بعد إعلان النصر وحتى اليوم إنما هي أكبر دليل على ما تقدم واثبتها رئيس الوزراء والذي يعتبر القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بخطابه الذي زاد من ألم المرزوء وغضب الجماهير عندما اعلن عن عجزه وفشله مستهيناً بدماء الأبرياء منتقصاً من حرمتها ساخراً من تعاطف الناس وحرقة قلوبهم مندداً بمن تضامن مع أهاليهم وأطفالهم واصفاً إياهم بـ(المرجفين) ، معلقاً على إعدام المخطوفين الستة بقوله (وهل تنتظرون منا أن نحميكم في كل زقاق!! ) هؤلاء الشهداء لم يختطفوا من زقاق بل من طريق الفجائع الرابط بين كركوك وبغداد والذي اُزهقت فيه أرواح عشرات الأبرياء في ظل عجز العبادي عن توفير الأمن فيه بالرغم من مناشدة المئات من أهالي الضحايا في أحداث جرائم متعددة وقعت في أوقات متقاربة!! هؤلاء الشهداء الستة كانوا جنود إحدى قوافل الدعم اللوجستي والجميع يعلم أن أبطال السواتر إنما ثبتوا طوال جهادهم بمساهمة من هؤلاء الغيارى إذ كل فرد منهم خير من جميع الأحزاب المتنفذه بما فيها حزب العبادي ومن حوله، فلم يوفر العبادي نصف ما وفرته تلك القوافل لقطعات المجاهدين المرابطين في الثغور.. ولا أدري كيف استساغ هذا النمط من الخطاب ليواجه به شعبا قبور شهدائه بعد لم يجف مائها ولم ترقأ دموع ثكلاه على فراق آلاف الاحبة الذين قدمهم في مختلف ميادين النضال.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=121607
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 06 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20