• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مونديــــال ميســــــي ورونالدو .
                          • الكاتب : خالد جاسم .

مونديــــال ميســــــي ورونالدو

 *أتذكر وقبل أشهر معدودات خلال مرحلة تصفيات كأس العالم 2010 دافع الرئيس الأرجنتيني عن نجم منتخب بلاده ميسي بطريقة أثارت الدهشة، بعد المستوى المتواضع الذي ظهر عليه ميسي في مباريات المنتخب الارجنتيني في التصفيات، وتعرضه لحملة أنتقادات قاسية جدا، كان من بين ما قيل فيها أن ميسي هو نجم أندية فقط وولاءه محصور لفانيلة برشلونة الأسباني وليس للفانيلة الارجنتينية. وفي وقتها قال الرئيس الارجنتيني أن ميسي لاعب عظيم، لكنه يعاني فقدان الأنسجام مع زملائه في المنتخب وهو ما يؤثر في إدائه ويقدمه للجمهور بصورة سيئة. وتذكرت هذه الحادثة مع حادثة أخرى مشابهة في حينها، وتجسدت في الحملة الشرسة والمؤذية في البرتغال ضد النجم المدلل كريستيانو رونالدو مهاجم المنتخب البرتغالي الذي سجل أسمه في سجل النجوم الكبار الذين خفت بريقهم في مونديال جنوب افريقيا 2010، وكيف أن النقاد في بلاده وصفوه بأنه نجم أندية فقط، ولا يرتقي الى مستوى العالمية، تماما كما فعل الارجنتينيون مع نجمهم الكبير ميسي قبل أشهر من أنطلاقة المونديال، مع فارق جوهري في وقتها وهو, أن ميسي كان يلعب في التصفيات، بينما لعب كريستيانو رونالدو في النهائيات، إضافة الى أن رونالدو وبعد أفول نجمه في المونديال لم يجد من يدافع عنه ويبرر له تراجعه، سواء من الرئيس البرتغالي أو من أية شخصية أخرى في بلاده، لأنه وببساطة شديدة لم يكن يستحق من يدافع عنه لأنه كان خيبة أمل لكل البرتغاليين الذين لم يتبرع لا وزيرهم وقبل ذلك رئيسهم ولا غفيرهم في الدفاع عن أطلال نجم كان حتى الأمس القريب ماركة برتغالية نادرة في كرة القدم، لم تحضر قبلها سوى ماركات معدودات ومنها ماركة الفهد الأسمر أوزبيو ثم ماركة الساحر فيغو. وما زاد الطين بلة في مشوار رونالدو السيء في جنوب افريقيا قبل ثماني سنوات، أن هذا اللاعب قد ختم مشوار المونديال المذكور بحادثة لا تقل سوءا عن مستواه الهزيل عندما (بصق) في وجه مصور تلفزيوني كان يتبع خطاه بعد خسارة منتخب بلاده على يد اسبانيا في الدور الثاني من المونديال، حيث كانت ردة فعل رونالدو غاضبة جدا جراء محاولة المصور الاقتراب منه على أرض الملعب بعد صفارة النهاية مباشرة، فقام بأبعاد المصور المسكين قبل أن يبصق تحت كاميرا المصور في لقطة تم بثها في أنحاء مختلفة من العالم. وفي وقت كان رونالدو يعبر عن خيبة أمله وانزعاجه من المصور ظهر ان (البصقة) موجهة الى ملايين الاشخاص من خلال العدسة التي نقلت هذا المشهد القاتل لرونالدو بكل تاكيد، لأنه تحاشى أجابة على أسئلة الصحفيين بعد انتهاء المباراة مع الاسبان، وطلب منهم سؤال مدربه كيروش عن أسباب الخسارة أمام اسبانيا. والواقع أن رونالدو صاحب الصفقة القياسية في دنيا الأحتراف الكروي (أشتراه الاسبان ب 94 مليون يورو من الانكليز في صفقتي الريال والمان)، لم يترك أية لمسة في المونديال تتفق مع سعره الخيالي أو تنسجم مع حدود شهرته ونجوميته، بل أن النقاد في البرتغال نعتوه بالمتخاذل والانهزامي، لأنه تخلى حتى عن دوره كقائد لمنتخب بلاده عندما فشل في تبرير هزيمة البرتغال وهي وصيفة بطل اوربا 2004, وهو ما دفع رونالدو الى اصدار بيان صحافي علق عليه فشله وأنكسار نجوميته في جنوب افريقيا تحت تبريرات نفسية غير مقنعة، بقوله (أنا رجل مكسور، أشعر بالاحباط وبأسى لا يوصف). وبالتأكيد فأن رونالدو ليس بالرجل الخارق أو القادر على أن يختزل لوحده مجهودات وعطاء منتخب بلاده، وهي ذات الكلمات التي ساقها اللاعب في معرض الدفاع عن نفسه، لكن ذلك لا يلغي المسؤولية الأكبر الملقاة على عاتقه وهو النجم الأول والأغلى سعرا في أوربا. لقد قدم رونالدو أمثولة سيئة للنجم الكبير في جنوب افريقيا، وكان بعد مباراة البرتغال مع ساحل العاج قمة في السلبية عندما قال (أنا نجم وعلى الحكام أن يحموني)، وذلك في خلاصة تبريره للأداء السيء الذي ظهر عليه امام الأفيال الافريقية، وكثرة تذمره من قسوة مدافعيهم وهو النجم الذي يحتاج الى حماية الحكام لأن الجميع يسعى لأصابته.!
هذا التذمر لم يلحظه أحد لدى رونالدو، وهو يهدي الكرات التي تصل اليه الى أقدام اللاعبين الاسبان، وهو ما عزز الأنطباع الراسخ حول ادائه السيء جدا في البطولة العالمية، كما رسخ بهذا الاداء انطباعا اخر مفاده ان رونالدو هو نجم أندية فعلا وليس نجما عالميا، بدليل أكتفائه بتسجيل هدف واحد وصف بـ(الكاريكاتوري) في مرمى كوريا الجنوبية التي أثخنها رفاق رونالدو بستة أهداف يضاف اليها هدف رونالدو اليتيم والوحيد في المونديال، في حين كانت صورة رونالدو سيئة جدا امام ساحل العاج والبرازيل واسبانيا.
ما حدث للنجم كريستيانو رونالدو هو درس ليس بجديد في سيرة النجوم الكبار, لكن النجم الكبير يبقى كبيرا بادائه واخلاقه وسلوكه والكرة تحترم أولا وأخيرا من يجزل لها العطاء في كل الظروف والأحوال، وهو أمر أكده النجم البرتغالي رونالدو بعد ثماني سنوات في مونديال روسيا، وكيف تلاعب بالأسبان في فاتحة مشوار الفريقين في كأس العالم، في الوقت الذي ظهر ميسي في أسوأ صورة في مباراة الأرجنتين البائسة أمام أيسلندا. ولننتظر المزيد من الدروس والعبرات من المشوار المتبقي لأقوياء العالم.

السطر الأخير

** هُناك يوَم يمر على الإنسانَ كأنهُ سَنة وأخَر يمَر عَليه كأنهُ سَاعة، كلاهمَا يوَم ولكن بمَشاعَر مُختلفة.!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=121665
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 07 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29