• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المرجعية الدينية وقصة الثورة العراقية - قراءة شخصية .
                          • الكاتب : عادل الموسوي .

المرجعية الدينية وقصة الثورة العراقية - قراءة شخصية

   قد يكون من ترف المشاعر والمثالية ان تعيش هم امة لست اﻻ أحد ارقامها اﻵحاد - والامة - اعني بها اﻻمة الشيعية العراقية والهم اعني به نظام الحكم ورسم خارطة الولاء للوطن العراقي .

   كانت التطلعات ﻻ تتعدى العيش خارج مظلة البعث وكانت عين اﻻمل تربي الى يد المساعدة من الثورة الشقيقة -الجمهورية الاسلامية - متوهما وحدة القضية وتعديها الحدود السياسية، مع  تعلق اﻻمال بأطر بعض الصور الثورية - التي تهشمت في وقت لاحق عشناه - وكادت بعض اﻻمال ان ترى النور فكانت المأساة بقمع اﻻنتفاضة، انقطع الرجاء بالخﻻص وخابت اﻻمال، وقلبت صفحات وفتحت اخرى كان منها صفحة الحملة الايمانية التي ملئت افواهنا بالماء " وهل ينطق من في فيه ماء " 
   كانت هناك قضايا كثيرة وتصورات ومواقف ومتبنيات: التقليد، السيد الخوئي، السيد السيستاني، السيد محمد الصدر، السيد محمد باقر الصدر، السيد محمد باقر الحكيم، المجلس اﻻعلى، حزب الدعوة، الجمهورية الاسلامية، السعودية، الوهابية، البعثية، الاميركان، الروس .. عناوين وصور كثيرة اخرى ومواقف، ومن بين تدافعات تلك العناوين والصور كان اﻻمل في ثورة شيعية قادتها اللاجئون عند الثورة الشقيقة .. ولكن .. لاشيء بالافق .. فدب اليأس وافنيت علاتي دفاعا عن من عقدت الامال بهم، ولم يك في افق المخيلة ان يكون للمرجعية الدينية مندوحة غير التقليد في اﻻحكام الشرعية، لما ترسخ من استحالة القيام بدورها القيادي السياسي الذي كان يعد اعلانا للتمرد على النظام القائم فقد مسح - النظام - تلك الافكار باعدام واغتيال العلماء ثم قمع الانتفاضة ثم اغتيال العلماء ايضا، ولاشيء بالافق ايضا فتآكل الرجاء .. فصار الفؤاد كفؤاد ام موسى فارغا، فلم يبق غير تجاذبات - محورها الاميركان - بين فرحة الخلاص ورزية الاحتلال .
   لقد كنت ارى في الاحتلال خيبة شيعية لأنه لن يأتي اﻻ ببديل عابث كالبعث، وبين هن وهن كان مانحن عليه - قبل الان - ولكم تألمت بعد بعض ربيعات عربية .. وتمنيت لو كان الخلاص بربيع عراقي شعباني ثان ..لكن بعد ان تأملت لصفحات تاريخنا لم اجد العراق بعد عاشوراء اﻻ محتﻻ : الامويين، العباسيين، العثمانيين، اﻻنكليز ، الملوك، الضباط ، البعثيين .. لذا ايقنت ان حلم الخلاص لن يكون متاحا ولو برؤيا كاذبة .. ومما رسخه التاريخ والمناهح الدراسية للتاريخ ان الثورات على الطواغيت تولد من رحم المأساة وربما كتب لها النجاح ليتولاها طواغيت جدد او تقمع لتكون اضلاع شهدائها سلالم لثورة جديدة تفتح مقابرهم الجماعية عند استلامها للسلطة .
  ولكن .. وبعيداً بعيداً .. عن كل ما ترسخ من قراءات وموروث ، اقرأ الان صفحة كتبت باحرف غير مرئية  لذا فهي تحتاج الى منظار للرؤية بمواصفات خاصة : عراقية شيعية حسينية مرجعية .
  في ذلك المنظار ﻻحت لي ملامح الثورة الجديدة والحقيقية .. ثورة لا كباقي الثورات التقليدية .. ثورة يحتاج التعبير عنها الى جمل غير انشائية .. تحتاج الى رؤية بذلك المنظار الخاص لترى مارأته المرجعية بعينها المجردة قبل بضعا وعشرين سنة .. ثورة صامتة لم يكن لها بيان يحمل رقما بل كانت لها خطبتين :
الاولى فتوى الدفاع المقدس ..
والثانية خطبة النصر المبين ..
  ثورة صامتة صابرة محتسبة متربصة تنتظر بثقة اكتمال صفحات المشروع التكريتي لتأتي عليه لاسقاطه - وتكريتي - لانه عنوان جامع مانع : قومي،عشائري، بعثي، سلفي، تكفيري، ارهابي، صدامي ..
ان سقوط النظام بالاحتلال كان وهما فلم يكن ذلك النظام مبادا كما هو الظاهر ولم يكن الاحتلال الا صفحة تمهد لما بعدها .. لكنها كانت صفعة تاريخية عضت عليها فئات مئات الانامل ندما ..
وإذ صدرت .. او .. صدحت .. فتوى كتابة الدستور بذلك "المانشيت " الرائع وتلك الخلفية الموسيقية الراقية : " ان تلك السلطات - الامريكية - لاتتمتع باية صلاحية لتعيين اعضاء مجلس كتابة الدستور .."  فتم بناء الدولة - اﻻساس والهيكل - وجزءً من بناء الشخصية الشيعية العراقية .
  تجاوزت المرجعية واستوعبت المحنة الطائفية .. تعالت ونأت بنفسها عن مجرد الالتفات الى المرجعيات المصطنعة والدعاوى البلهاء الباهتة .. من ذلك الزقاق المبارك من شارع الرسول ص في باب قبلة امير المؤمنين ع كانت غرفة العمليات .. القيادة العليا .. لم ار بأروع من تلك القيادة الفذة التي تنتظر اكتمال المقومات لسنوات وتصنع بعضها وتقوم اخرى وتحرك بأنامل مسددة عوامل النجاح وديمومة النصر ..تقود المعركة .. تهيء مستلزملتها .. ترعى لوازمها وتداعياتها ..
  تبين لي اخيرا ان لا عموم للقضية الشيعية وان الحدود السياسية حقيقية ﻻ اعتبارية وان المصالح العليا قومية ﻻ مذهبية دينية وان الثورة الشقيقة تحت ضغط " يوم يفر المرء من اخيه .. " وان ثوار اﻻمس - اللاجئون -قد اسقط الاحتلال عنهم التكليف بإزاحة النظام اليوم ، وانكدرت نجومهم او ما كنت اظنه نجوما فتبين انها فوانيس لاتنير بأبعد من مواضع اقدامهم .. 
  وبزغت شمس المرجعية بعد سحاب مركوم غاية في الكثافة ..
  بئست ربيعات العرب .. ولا شكر  لامريكا ولا لغيرها ، لا حمد الا لله الواحد القهار " لا اله الا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الاحزاب وحده " فعراقية هي ثورتنا قائدها السيد السيستاني آية الله العظمى والمرجع الديني الاعلى  " دام فضله "




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=121880
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 07 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28