• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وقفة مع مفعول البلاسيبو! .
                          • الكاتب : عبدالاله الشبيبي .

وقفة مع مفعول البلاسيبو!

البلاسيبو العِلاج الوَهميّ أو الغُفْل أو العلاج المُمَوَّه أو العلاج الإرضائيّ أو العلاج الرمزي (بالإنجليزية: Placebo) وتترجم حرفيًا إلى بلاسيبو هو مادة تُعطى للمريض بهدف علاجه، ولا يكون لها تأثير حقيقي في علاج المرض بعينه، فبها يتم إيهام المريض نفسياً بأن هذا العلاج الذي يتناوله يحمل شفاء لمرضه وأنه علاج فعال في التخلص منه، كما يستخدم هذا العلاج في اختبارات الأدوية الجديدة وفي الأبحاث الطبية، دون معرفة المُتداوي ما إذا كان هذا الدواء فعّالًا أم لا، ويطلق على الحالة التي يرى فيها المتلقي للدواء أنه قد شعر بتحسن فعلًا بسبب توقعاته الشخصية تأثير الدواء الوهمي. المصدر: الموسوعة الحرة.
البلاسيبو كلمة لاتينية قديمة تعني "أنا سوف أسر". وقد بدأ استخدام المصطلح بشكلٍ واسع عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية. كان أول من قام بتوظيف هذه الفكرة في البداية هو الطبيب الأمريكي هنري بييتشر، الذي كان يعمل طبيباً ميدانياً في شمال أفريقيا أثناء الحرب.
اذ كان عدد الجنود المصابين في ازدياد سريع، ومع نقصان الموارد والخدمات الطبية على خطوط المعركة، اضطر الطبيب هنري لاستبدال المورفين بحقنة ماء وملح لتخدير أحد الجنود كي يقوم بخياطة جرحه، والغريب في الأمر أن الألم زال حالاً وتمكّن الطبيب من إجراء العملية بسهولة، دون علم الجندي أنَّ تلك الحقنة ليست مادة مخدرة.
وبعد أن وضعت الحرب أوزارها، عاد هنري بييتشر إلى عمله في جامعة هارفرد، وقام بدراسة تأثير العلاج الكاذب، أو ما بات يُعرف لاحقاً بتأثير البلاسيبو Placebo Effect. حيث وجدَ أن تأثير العقارات الكاذبة حقيقي فعلاً وله وقعٌ كبير على الإنسان، فقد عالج عدداً من الأمراض المختلفة باستخدام البلاسيبو، من الزكام إلى إصابات الحروق من الدرجة الأولى.
وعليه عندما تعالج علّة معيّنة بنجاح، مهما كان العلاج هذا النجاح قد يأتي نتيجة ثلاث احتمالات:
الاحتمال الاول: هو ان الشفاء قد يكون نتيجة مباشرة من العلاج الذي استخدم كحالة قتل البكتريا من خلال مضاد حيوي.
الاحتمال الثاني: هو ان الشفاء قد يتجسد بسبب طبيعة المريض المحددة، مثل حالة الزكام التي يمكن لمناعة الجسم الطبيعية ان تقضي عليه من خلال الية المناعة الطبيعية للجسم.
الاحتمال الثالث: فهو اعطاء المريض مادة ليس لها قوة علاجية، ولكن ايمان المريض بقدرتها العلاجية يساهم بشكل فعال في شفاء نفسه هذا ما يمكن تسميته بمفعول بلاسيبو Placebo effecf. المصدر: العلاجات المحظورة، ص228.
اضف الى ذلك ان المريض الذي يقبل بدخول أحد هذه الأبحاث، لا يعرف ما إذا كان سيتناول الدواء الحقيقي، أم الدواء الوهمي، والذي يسمى علمياً بلاسيبو(Placebo). بل في بعض الدراسات وهي الأدق حتى الطبيب نفسه لا يعرف ما إذا كان المريض يأخذ الدواء الوهمي أم الحقيقي! ويكون تعامله مع مجرد أرقام.. مثلاً، المريض رقم [H/3252] أخذ من العبوة رقم [B/6455] ويتم إختيار فريق صغير جداً من الباحثين الذين يحملون الأكواد والبيانات السرية التي تبين حقيقة كل عبوة!
بل لماذا نعطي المريض دواء وهمي من الأساس؟! هناك حقيقة طبية ليس عليها أي خلاف في الأوساط العلمية. وهي تأثير الوهم (Placebo Effect). إذا تناول مريض دواء يظن أنه سيفيده، فإنه في حالات تصل إلى 50٪ احياناً سيستفيد! فقط لمجرد ظنه أن هذا الدواء مفيد!
وتأثير الوهم يلعب دوراً يقدر بـ30% من أي علاج.. بمعنى؛ لو أخذ تسعة أشخاص حبوب أسبرين لمقاومة الصداع سيشفى ثلاثة منهم قبل أن يبدأ مفعول الأسبرين الحقيقي! وفي التجارب التي تجريها شركات الأدوية على العقاقير الجديدة يقسم المرضى إلى مجموعتين؛ الأولى تعطى العقار الحقيقي في حين تعطى المجموعة الثانية مواد غذائية تشبه العقار الجديد.. وغالباً ما تنتهي التجربة بشفاء 30% من المجموعة التي لم تعط غير الحبوب الوهمية.
ليس هذا فحسب.. بل إن نفس الدواء الوهمي الذي قدمناه له على أنه سيزيد من نشاطه وزاد فعلاً من نشاطه، سيجعله يشعر بالنعاس إذا غيرنا لونه وشكله وقدمناه له على أنه يجلب النعاس!
وبعض الناس الذين تم تقديم الدواء الوهمي لهم على أنه يؤدي إلى الإدمان، وصلوا فعلاً إلى حد الإدمان عليه وعدم القدرة على تركه!
وأشار احد الباحثين إلى أن آخر الدراسات أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن تأثير العلاج التمويهي الوهمي على المرضي حقيقي وليس وهمياً، فأي مريض عايش تجربة العلاج الوهمي لم يشعر بتحسن فحسب بل تحسنت حالته بالفعل.
وأوضح أن هناك تغيرات تحدث في العقل والجسم حينما يخضع المريض لتأثير العلاج الوهمي، مؤكداً أن تناول المريض الدواء الوهمي وهو مؤمن بأنه دواء تقليدي فاعل فإن هناك تغيرات كيميائية حيوية تحدث بداخله تؤدي إلى تخفيف آلامه، أي أن الأفكار الايجابية للمريض تجاه مفعول الدواء من الممكن أن تخفف فعلياً من آلامه.
اذ أوضحت الموسوعة الطبية الالكترونية WebMd أن البلاسيبو يُعطِي النتائج التي يتوقعها المريض فإذا توقع المريض الشفاء يشفى وإذا توقع أن تحدث له آثارا جانبية تظهر عليه بالفعل. وأضافت أن الأطباء لم يستطيعوا أن يقوموا بالتفرقة بين تأثير الدواء وتأثير البلاسيبو وأن هناك محاولات للاستفادة من هذا التأثير. وهذه الظاهرة تؤكد على قوة العقل وقوة الاعتقاد وقوة الإيمان.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=122013
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 07 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19