تقرير: حسين نعمة.
لما تمثله الشعائر الحسينية من رسالة إعلامية ولأنها تعد من خطوط الديمومة للنهضة الحسينية ولأنها حالة استنفار جماهيري مع بداية كل سنة هجرية وكذلك لأنها أصبحت من الموروثات الاجتماعية التي يؤديها الكربلائيون بشكل خاص والعراقيون بشكل عام.
لهذا ولغيره من الأسباب أصبحت هذه الشعائر محل اهتمام الباحثين العراقيين أينما حلوا، ولعل الباحث العراقي فرج الحطاب المقيم في أمريكا بولاية أريزونا الواقعة الى الجنوب الغربي في الولايات المتحدة مِن بين الباحثين الذين يتناولون الشعائر الحسينية في أطروحاتهم الدراسية حيث يقول "إنه درس علم الأديان في جامعة أريزونا (ASU) وبعد أن أكمل البكالوريوس قرر أكمال الماجستير عن الشعائر الحسينية في العراق، فجعل رسالته موسومة بـ"تطور الطقوس الشيعية في العراق: طقوس عاشوراء وزيارة الأربعين)".
الحطاب من أهالي محافظة ميسان غادر العراق الى الأردن عام 1998م ثم الى أمريكا بعد أن أتمم عامين عمل خلالهما في الصحافة، وقد حاز على شهادات عديدة منها شهادة في صراع الأديان وشهادة في الدراسات الإسلامية.
يضيف الحطاب إن "الكل يعلم ما تعنيه الشعائر الحسينية لأتباع آل البيت (عليهم السلام) وهي اليوم شاغل الأكاديميين والباحثين وأصحاب الدراسات العليا"، ويبين إنه "يتناول الشعائر الحسينية من أصعدة عديدة بدأ من الصعيد الاجتماعي وحالة الاستنفار الجماهيري السنوي التي تكون مع بداية كل سنة هجرية".
ويتابع إن "دراسته على بعدين الأول خصوصية الشعائر الحسينية خلال أيام محرم الحرام لأهالي مدينة كربلاء والقديمة تحديدا والثاني عمومية زيارة الأربعين بمشاركة أبناء العراق والعرب وتطور المسألة بمشاركة المسلمين الأجانب فيها".
ويؤكد الحطاب إن "مما شخصه في بحثه من حيث البعد الأول إن الطقوس العاشورائية ساهمت في تكوين الهوية الشيعية العراقية وهي من حيث بعدها الثاني ساعدت في خلق أجواء إسلامية إصلاحية سنوية"، مشيرا الى "مفردات كانت لها الخصوصية في تفرد بعض المواكب الخاصة بمناطق المدينة القديمة لكربلاء وهي ما تعرف بالأطراف أو المحلات مما تميز بعضها عن الآخر في بعض الجوانب من تأديتهم الطقوس الحسينية"، موضحا إن "من بين الأطراف مَنْ أمسى متفردا بنزعته السياسية المتأصلة من خروج الإمام الحسين (عليه السلام) على الظلم والاستبداد، وكذلك خلاص بعض الأطراف الأخرى في تأديتهم الطقوس بشكل خالص للقضية الحسينية، ومعالجة باقي الأطراف للأوضاع الاجتماعية من خلال طلب الإصلاح من مبادئ النهضة الحسينية".
ويذكر إن للردات الحسينية حازت على اهتمام الباحثين في الآونة الأخيرة ففي عام 2010 نال سامي هيال شهادة الماجستير بتقدير جيد جدا عالٍ عن أطروحته الموسومة (الأداء التجاوبي في الردات الحسينية) في جامعة بغداد كلية الفنون الجميلة وكانت الأطروحة رائدة و فريدة في طرحها وموضوعها كما تطلبت من الباحث الجهد الكبير لعملية التحليل الموسيقي لتصوير المظاهر العاشورائية للردات الحسينية التي تشكل مفردة من مفردات الطقوس العراقية عبر الزمن. |