• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تأملات في القران الكريم ح399 سورة الواقعة الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تأملات في القران الكريم ح399 سورة الواقعة الشريفة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ{71}

تستمر الآية الكريمة (  أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ) , هلا رأيتم النار التي توقدونها .

 

أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ{72}

تستمر الآية الكريمة (  أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا ) , هل انتم من اوجد الاشجار التي منها تقدح النار , كالمرخ والعفار والكلخ , (  أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ ) , ام نحن الموجدون لها .  

او ان يكون معنى (  شَجَرَتَهَا ) , شجرة النار , حيث ان النار هي نفسها في اي مكان , او اطلق عليها شجرة كونها تزداد بزيادة الوقود وتكون لها ألسنة لهب كأغصان الاشجار في تفرعاتها .

 

نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ{73}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  نَحْنُ جَعَلْنَاهَا ) , النار :

  1. (  تَذْكِرَةً ) : لنار الاخرة .
  2. (  وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ ) : منفعة للمسافرين الذين ينزلون بالقوى "او القواء" وهي القفر , او ان القوى من فرغت مؤنتهم من الطعام او خلت بيوتهم منه , ويرى القمي ان (  لِّلْمُقْوِينَ ) هم المحتاجين .       

( عن الصادق عليه السلام ان ناركم هذه جزء من سبعين جزء من نار جهنم وقد اطفأت سبعين مرة بالماء ثم التهبت ولو لا ذلك ما استطاع آدمي أن يطفأها وأنها لتؤتى يوم القيامة حتى توضع على النار فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثا على ركبتيه فزعا من صرختها ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .

 

فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ{74}

تضمنت الآية الكريمة امر بتضمين التسبيح بذكر اسمه جل وعلا (  فَسَبِّحْ ) , نزّه , (  بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) , الشأن .  

( عن النبي صلى الله عليه وآله لما نزلت هذه الاية قال اجعلوها في ركوعكم ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" . 

 

فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ{75}

تضمنت الآية الكريمة قسما (  فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ) , بمساقطها لغروبها . 

 

وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ{76}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  وَإِنَّهُ ) , القسم , (  لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ) , لو كنتم من ذوي العلم والمعرفة لعلمتم عظم هذا القسم .  

 

إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ{77}

تستمر الآية الكريمة (  إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ) , كثير النفع , كثير الخيرات , غزيرا علما وحكمة , " لاشتماله على اصول العلوم المهمة في إصلاح المعاش والمعاد - تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني - . 

 

فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ{78}

تضيف الآية الكريمة (  فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ) , هذا القرآن مصون محفوظ في اللوح .  

 

لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ{79}

تستمر الآية الكريمة مبينة (  لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) , يختلف المفسرون في معنى  الآية الكريمة , فمنهم من يرى : 

  1. ( لا يمسه ) خبر بمعنى النهي ( إلا المطهرون ) الذين طهروا أنفسهم من الأحداث , يذهب الى مثل هذا الرأي جملة من المفسرين منهم السيوطي في تفسير الجلالين والفيض الكاشاني في تفسيره الصافي ج5 وغيرهم .
  2. لا يطلع على اللوح إلا المطهرون من الكدورات الجسمانية , يذهب الى مثل هذا الرأي جملة من المفسرين منهم الفيض الكاشاني في تفسيره الصافي ج5 وغيره .
  3. واقع الحال , لا تنافي بين الرأيين ولا تقاطع , فيمكن الجمع بينهما .

( عن الكاظم عليه السلام قال المصحف لا تمسه على غير طهر ولا جنبا ولا تمس خطه ولا تعلقه إن الله تعالى يقول لا يمسه إلا المطهرون  ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .   

 

تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ{80}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ) , منزل من رب العالمين , فهو ليس من كلام المخلوقين ليتسرب اليه الشك او التناقض ... الخ .   

 

أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ{81}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ ) , القرآن , (  أَنتُم مُّدْهِنُونَ ) , متهاونون , مكذبون .   

 

وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ{82}

تستمر الآية الكريمة (  وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ ) , شكركم للمتفضل عليكم بالرزق ومنه المطر , (  أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) , انكم تكذبون بمن انزله "القرآن او المطر" وانعم عليكم برزقه فتنسبون نعمه الى الاشياء , كالمطر الى الانواء .   

 

فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ{83}

تضيف الآية الكريمة (  فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ) , أي اذا بلغت النفس الى الحلقوم حين النزع .  

 

وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ{84}

تستمر الآية الكريمة (  وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ) , وانتم حاضرون حول المحتضر , تنظرون اليه , عاجزين بكل ما للعجز من معنى , فلا يمكنكم امساك روحه في جسده او اعادة الحياة اليه . 

 

وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ{85}

تستمر الآية الكريمة مبينة (  وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ ) , ونحن اقرب الى المحتضر منكم بالعلم والاحاطة او بالملائكة , (  وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ ) , لا تعلمون ذلك , او لا ترون الملائكة .    

 

فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ{86}

تستمر الآية الكريمة (  فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ) , غير مجزيين او غير مبعوثين ليوم القيامة او غير محاسبين او غير مملوكين مقهورين .   

 

تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{87}

تستمر الآية الكريمة (  تَرْجِعُونَهَا ) , ترجعون النفس الى مقرها بعد ان بلغت الحلقوم , (  إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) , في مزاعمكم وتكذيبكم للبعث وغيره :     

  1. في تكذيبكم وتعطيلكم والمعنى إن كنتم غير مملوكين مجزيين كما دل عليه جحدكم أفعال الله وتكذيبكم بآياته فلو لا ترجعون الارواح إلى الابدان بعد بلوغها الحلقوم ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .   
  2. (إن كنتم صادقين) فيما زعمتم فلولا الثانية تأكيد للاولى وإذا ظرف لترجعون المتعلق به والشرطان والمعنى هلا ترجعونها إن نفيتم البعث صادقين في نفيه أي لينتفي من محلها الموت كالبعث . "تفسير الجلالين للسيوطي" .

 

فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ{88}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ) , فأما ان كان الميت "المحتضر" من المقربين السابقين .   

( عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال إنها إذا بلغت الحلقوم اري منزله من الجنة فيقول ردوني إلى الدنيا حتى اخبر اهلي بما أرى فيقال له ليس إلى ذلك سبيل  ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .   

 

فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ{89}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  فَرَوْحٌ ) , فله استراحة , (  وَرَيْحَانٌ ) , رزق طيب , (  وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ) , ذات تنعم .   

 

وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ{90}

تستمر الآية الكريمة (  وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ) , اما اذا كان المتوفى ينتمي الى الفئة الثانية المذكورة في مقدمة السورة الشريفة .  

 

فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ{91}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  فَسَلَامٌ لَّكَ ) , لك يا صاحب اليمين , (  مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ) , من اخوانك الذين سبقوك .    

 

وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ{92}

تستمر الآية الكريمة (  وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ) , اما اذا كان الميت من الفئة الثالثة "اصحاب الشمال" , فئة المكذبين بالبعث , الضالين عن الهدى .  

 

فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ{93}

تستمر الآية الكريمة (  فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ) , فتبدأ ضيافته في شراب من النار شديد الحرارة .    

 

وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ{94}

تضيف الآية الكريمة (  وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) , ثم بعد تلك الضيافة يدخل النار .  

( عن الصادق عليه السلام فنزل من حميم يعني في قبره وتصلية جحيم يعني في الاخرة ) . "تفسير القمي" .

يلاحظ من سياق السورة الشريفة في انها ذكرت الفئات الثلاث بطريقتين , الاولى في مستهلها على النحو الاتي (وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلَاثَةً{7} فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ{8} وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ{9} وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ{10} أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ{11}) , أصحاب اليمين اولا , وبعدهم اصحاب الشمال , ومن ثم الفئة العليا "السابقون , المقربون" بعدهم مباشرة استرسلت بشرح احوالهم , بياناً لرفيع منزلتهم , لتنعطف بعد ذلك على ذكر موجز عن اصحاب اليمين في الدرجة الثانية , (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ{27}) , مباشرة تنتقل لبيان احوال الفئة الثالثة اصحاب الشمال .

أما قبل الختام , فذكرهم السياق بشكل تراتبي بدءاً من الاعلى والاوسط والادنى , "السابقون , المقربون" , أصحاب اليمين , وأخيراً أصحاب الشمال "المكذبين الضالين" .

 

إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ{95}

تقرر الآية الكريمة (  إِنَّ هَذَا ) , الذي ذكرناه لك ايها الرسول , (  لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ) , الذي لا مراء ولا شك ولا شبه فيه .  

 

فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ{96}

تختتم السورة الشريفة (  فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) , فنزّهه بذكر اسمه عما لا يليق به جل جلاله .  

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=122897
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 07 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29