• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : شؤون عربية .
                    • الموضوع : باب المندب وحقيقة انعدام الأمن وتهديدات [ إسرائيل ] .
                          • الكاتب : منيب السائح .

باب المندب وحقيقة انعدام الأمن وتهديدات [ إسرائيل ]

قبل ايام اعلنت السعودية تعليق مرور شحنات النفط في مضيق باب المندب بالبحر الأحمر، حتى عودة الامن الى هذا الممر المائي الاستراتيجي، وبالامس هدد رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو ان كيانه سيتدخل عسكريا اذا اغلقت ايران باب المندب.

الملفت ان الموقفين السعودي و”الاسرائيلي”، قد شذا عن الموقف الدولي ازاء ما جرى في باب المندب، فلم يستشعر اي بلد في العالم  وجود اي خطر يمكن ان يهدد الملاحة في البحر الاحمر ويتطلب وقف مرور ناقلات النفط او التدخل العسكري للحيلولة دون اغلاقة.

من المؤكد ان الضجة السعودية “الاسرائيلية” المفتعلة لا تمت باي صلة باي تهديد يمكن ان يتعرض له مضيق باب المندب، والدليل انه رغم مرور نحو 4.8 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمنتجات البترولية المكررة عبر باب المندب إلى أوروبا والولايات المتحدة، لم تحذُ حتى الان اي دولة من الدول المصدرة للنفط في المنطقة حذو السعودية.

ثانيا ،حتى وبعد وقف السعودية تصدير نفطها عبر باب المندب، لم يتخذ حلفاؤها الغربيون وعلى راسهم امريكا اي اجراء لضمان أمن المضيق كما تطالب السعودية، والسبب هو ان هؤلاء الحلفاء لا يرون اي خطر  حقيقي يمكن ان يهدد نقل الطاقة الى العالم عبر باب المندب.

صاروخ يمني استهدف سفينة حربية سعودية في باب المندب، هوالسبب الظاهري لكل هذه الضجة السعودية “الاسرائيلية”، الا ان السعودية حولت الهدف من سفينة حربية، الى ناقلتي نفط، وعلى اثرها اوقفت شحناتها النفطية عبر المضيق، اما “اسرائيل” فاعلنت انها ستتدخل عسكريا اذا ما اغلقت ايران مضيق باب المندب، بينما ايران كانت قد لمحت الى قدرتها على اغلاق مضيق هرمز وليس مضيق باب المندب، اذا منعتها امريكا من تصدير نفطها.

يبدو ان ردود فعل السعودية و“اسرائيل” غير المتوازنة والمتوترة، تعود الى غضب الطرفين من مواقف الرئيس الامريكي دونالد ترامب الاخيرة والتي اعلن فيها استعداده للقاء المسؤولين الايرانيين بدون شروط مسبقة وفي اي وقت يشاؤون، وكذلك لعدم تحرك امريكا بصورة جدية لانقاذ السعودية من ورطتها في اليمن رغم دخول الحرب على اليمن عامها الرابع ، فهذه المواقف اصابت القيادتين السعودية و”الاسرائيلية” في مقتل، واخرجتهما من حلمهما الوردي المتمثل بالهجوم العسكري الامريكي الكاسح والشامل ضد ايران.

السعودية و“اسرائيل” تحاولان من خلال هذه المواقف الاستعراضية، شحن بطارية ترامب المعادية لايران، والتي بدات تضعف في مقابل صمود ومقاومة ايران امام كل تهديداته وعنتريات وزير خارجيته ومستشاره للامن القومي.

السعودية لا تريد ان تقبل حقيقة ان “اسرائيل” لن تحارب بدلا عنها مهما انبطحت وتطبعت، كما لا تريد “اسرائيل” ان تصدق ان امريكا لن تحارب بدلا عنها مهما تدللت وتضرعت، فايران دول اقليمية كبرى تمتلك من قوة الردع ما يجعل اقوى قوة في العالم تفكر الف مرة قبل ان تتعرض لها، وهذه الحقيقة تعرفها امريكا قبل السعودية و”اسرائيل”.

ان ما ردع باراك اوباما ومن سبقوه، عن مهاجمة ايران، سيردع ترامب ومن سيأتي بعده، فلا مجال امام امريكا الا ان يحترم الشعب الايراني وسيادته وحقوقه، كما على السعودية ان تكف عن السير وراء سراب الهجوم على ايران، وان تطوي هذه الصفحة العبثية، وان تمد يدها الى يد ايران الممدوة دوما الى جيرانها واشقائها في الدين والتاريخ والجغرافيا.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=123193
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 08 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19