• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أوقاتنا الصعبة والمسؤولية الوطنية الكبيرة.. .
                          • الكاتب : عبد الهادي البابي .

أوقاتنا الصعبة والمسؤولية الوطنية الكبيرة..

لاشك في أن الخطاب السياسي المتوتر ، والتصريحات المتشنجة التي أنطلقت أخيراً من بعض القوى السياسية سينعكس بشكل مباشر على أداء الحكومة ، والحقيقة أن بعض القوى السياسية المشاركة في الحكومة ليس لديها مشروع وطني واضح  ، وإنما هي جزء من مشروع أقليمي أو مشروع دولي،ومرجعياتها كذلك هي مرجعيات خارج العراق! وهذه بالحقيقة قضية خطرة جداً يمكن أن توتر العلاقة بين القوى السياسية وتخلق مجموعة من التفاعلات والتشنجات الكبيرة والمعقدة بين القوى المشاركة في العملية السياسية ، ونحن نعتقد بأن العودة إلى طاولةالحوار والحوار المتبادل قضية أساسية ومهمة ، وأن الدعوات التي صدرت من مرجعيات وشخصيات وطنية عراقية مهمة هي دعوات محترمة تهدف إلى لم الشمل العراقي المتأزم ويجب الركون إليها والأستئناس بها ..وحتى بعض الأطراف السياسية التي أُتهمت بأنها تغرد خارج السرب  - كالقائمة العراقية -  هي من الكتل المبادرة والموافقة على هذا المشروع الوطني ، ونحن  لانريد خصوصاً بعد الإنسحاب الأمريكي من العراق وهذا الأنتصار الكبير الذي حققه أبناء العراق بتضحياتهم الجسيمة - الشعب والحكومة وكل القوى السياسية - لانريد بعد هذا الأنجاز المضمخ بالدماء والتضحيات والجهود أن نوتر الأوضاع وأن نفقد هذه الفرحة بهذه الأجواء والتوترات الموجودة !!
وهناك نقطة أساسية مهمة وهي : ليس هناك مسؤول عراقي مهما علت مكانته وعظم مقامه ومنصبه يكون بمنأى عن المسائلة القانونية ،فمن منصب رئيس الجمهورية إلى منصب رئيس الوزراء إلى الوزراء وبقية المسؤولين الحكوميين هم تحت طائلة القانون في كل الأوقات وتحت كل الظروف ،  وهناك الكثير من المسؤولين في دولة القانون وفي التحالف الوطني ومن كتل سياسية أخرى وقفوا أمام القانون وحوسبوا أمام البرلمان أكثر من مرة ، فإذا ماحصل أن القضاء العراقي وجه مذكرة إعتقال أو أستجواب أو توقيف بحق أي مسؤول في الدولة ، فعلينا أن لانخلط بين القضايا السياسية والقضايا القانونية في هذا الموضوع ..
وأماماقيل عن مدى نجاح حكومة الأغلبية السياسية التي ينادي بها أعضاء من التحالف الوطني بعد هذه الأزمات المتلاحقة التي تعصف بالعملية السياسية  فأن الجميع يعرف بأن طبيعة الحكومات البرلمانية هو وجود حكومة  منتخبة وكذلك وجود معارضة أو على الأقل حكومة ظل ، فالحكومة الأغلبية هي التي تحكم ، والقوى التي لم تفز بالأنتخابات فأنها يمكن لها أن تشكل لها حكومة ظل أو تراقب عمل الحكومة ، وبذلك تستطيع أن تؤشر وتثّبت على الحكومة الكثير من الأخطاء والخروقات  ، سوى كانت في البرلمان أو من خلال وسائل أخرى يمكن أن تتعامل بها ، هذا في الحقيقة معمول به في أغلب دول العالم ، فعندما تجري الأنتخابات وهناك قائمة قد حصلت على الأغلبية فهي التي تشكل الحكومة ، ولكننا أنتظرنا ثمانية أشهر حتى نتوافق لنشكل حكومة توافق بين كل هذه القوى السياسية حتى نتجت عنهاالحكومة ..!!
 وهناك اليوم توتر موجود عند بعض الشخصيات المهمة في بعض قيادات العراقية والذين يقول عنهم البعض بأنهم رغم مناصبهم الكبيرة ولكن لم تلمس الحكومة كلمة طيبة أو موقف مؤيد لها من هؤلاء القادة عل الرغم من أنهم جزء من الحكومة ، خصوصاً عندما يكونوا أمام وسائل الإعلام الأجنبية تجدهم دائماً يحاولون الحط من قدرة الحكومة والتقليل من أنجازاتها أو حتى عدم ذكرها نهائياً ، وهذاالأمر يزعج الحكومة بالتأكيد ويربك عملها في ترتيب الأوضاع ومسك الأمور خصوصاً بعد الأنسحاب الأمريكي من العراق ،والمسؤوليات الوطنية الكبيرة الملقاة على عاتقها في هذه الظروف الصعبة ..
فعلى جميع القادة والمسؤولين ومن موقع المسؤولية الوطنية عليهم التحلي بالصبر والعقلانية والنظر بعيداً في كل رحاب الوطن الذي ينتظر منهم كل خير ..  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=12329
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 12 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20