• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جــــددوا الثقـــة بالجنرال .
                          • الكاتب : خالد الثرواني .

جــــددوا الثقـــة بالجنرال

منذ أعلان أتحاد الكرة عزمه التعاقد مع مدرب أجنبي لقيادة منتخبنا الوطني، وختم ملف الأتكال على المدرب المحلي بالشمع الأحمر, والأمور كلها تسير على وفق خط منحني ليس متعرجا حسب، بل ومغلق كذلك لاعتبارات واقعية أكدتها الأحداث والمواقف، وليست من نسج الخيال أو صنيعة المصادفات, والواضح أن قضية المدرب الأجنبي لها أبعاد وأعتبارات يبدو أنها لا تزال غائبة عن حسابات الأخوة في أتحاد اللعبة، ونحن منذ مدة ليست بالقصيرة لا نحسن الطريقة الصحيحة في التعاطي مع هذا الملف الذي يخضع بالنظر لظروفنا المضطربة لتداخلات وتأثيرات داخلية وخارجية، برغم ان الشيء الثابت أن المدربين الأجانب لا تحكم العواطف لغة تعاملهم مع العقود، بقدر تحكم الجوانب المالية وما يتعلق بها من أمتيازات متضمنة في تلك العقود، ناهيك عن الأمن والأمان وتوفر متطلبات العمل الناجح، وهذه الأمور مع ما يضاف أليها من عوامل أخرى مؤثرة هي من يتحكم في قرارات المدربين المحترفين الذين يلجأون الى لغة المفاضلة بين عقد واخر طبقا للأمتيازات المالية والموافقة على أفضلها، وليس الأكتفاء بمبدأ الموافقة على من يدفع أكثر, بدليل أن المدرب السويدي العجوز أريكسون الذي فاوضناه في أسطنبول وتعثر التعاقد معه كان قريبا من الأتفاق مع الأتحاد الكاميروني الذي قدم له عرضا أفضل من العرض العراقي، لكن في النهاية تعثر التعاقد معه وفضل الاتحاد الكاميروني التعاقد مع الهولندي سيدروف كما تناقلت الأنباء, وبعيدا عن كل ما أحاط الصفقة الفاشلة مع أريكسون من ظروف وملابسات تناولتها معظم وسائل الأعلام وفقا لأتجاه ريح العلاقة مع اتحاد الكرة، وليس على وفق معالجة موضوعية مع أن اتحاد اللعبة يتحمل المسؤولية الأولى في أخفاقته الصريحة في التعاطي مع قضية المدرب الأجنبي.
ومن دون مزايدات في الوطنية التي قد يخرج بها علينا بعضهم من ثلة المدعين، والمتاجرين بها, أجدد القول ومن منطلق القول المأثور “أن في الإعادة إفادة”, كنت أتمنى على اتحاد الكرة التخلي عن فكرة الاتكال على خيار المدرب الأجنبي لأعتبارات ومسببات عديدة ومعروفة، ليس أقلها الجانب المالي في ظل ظروف التقشف وشبه الأفلاس الذي تعانيه ميزانية الدولة وبقية المؤسسات الرياضية ومنها الوزارة والاولمبية واتحاد الكرة بالطبع, ونصحنا الأخوة في اتحاد اللعبة ومنذ حادثة الطلاق الخلعي مع البرازيلي زيكو التي ظلت مخلفاتها المالية والقانونية قائمة حتى زمن قريب, ان الظروف والبيئة الكروية تحديدا وأوضاع البلد بشكل عام لا تخدم مساعينا في أستقدام مدرب أجنبي مهما كانت جنسيته وتفاصيل سعره وشروط عقده، وسواء كانت (العصمة) بيده أو بيد زوجته أو كان خاضعا لسلطة جهاز مخابرات بلاده في نصحه وحتى تحذيره من السفر والعمل في العراق, أو كانت مشيئة هذا المدرب في العمل مع الكرة العراقية مرتهنة بأرادة جهات اقليمية شقيقة لنا أو بيد السماسرة والوكلاء, ونصحنا وفقا لقناعات راسخة بأن الأحتكام الى خيار المدرب المحلي في قيادة المنتخب الوطني يكاد يكون الخيار الأنسب وفقا لواقع الحال في كل تفاصيله, ولعل حكاية المدرب البوسني جمال حاجي وما خلفته من تأويلات وتفسيرات ذهب بعضها في اتجاهات عجيبة وغريبة، وأصبحت حكاية للتندر الممتزج بالألم الذي يعكس جوانب ليست متفائلة في واقعنا الكروي، هي أصدق نموذج عشناه في تجاربنا الفاشلة المتتالية مع المدربين الأجانب, ولا أريد الخوض في المزيد مع ان التمني يبقى حاضرا في ضرورة اصدار اتحاد الكرة توضيحات كاملة وصريحة عن الذي حدث في صفقة التعاقد السيئة مع أريكسون، لأن الحقيقة مهما كانت مؤلمة ومريرة سوف تكشف عاجلا أم أجلا.
ومن هنا ومن خلال القراءة الموضوعية لكل تلك المعطيات، أجد أن تجديد الثقة بالكابتن باسم قاسم وملاكه المساعد في قيادة منتخبنا الوطني هو الحل الأنسب والخيار الأفضل، بل والمفضل عن سواه من الخيارات.. والله الموفق.

السطر الأخير

** الناجحون يبحثون دائما عن الفرص لمساعدة الآخرين، بينما غيرهم يسأل أولا: ما الذي سأستفيده من تقديم يد المساعدة.

براين تريسي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=123327
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 08 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28