• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : في الوقت بدل الضائع .
                          • الكاتب : علي التميمي .

في الوقت بدل الضائع

الدول الواعية لنفسها المدركة لواقعها والمستشرفة لمستقبلها، هي التي دائما ما تكون على إستعداد للتغيير، سواء كان سياسيا أو إجتماعيا أو إقتصاديا وبإختلاف مكوناتها، تضع نصب عينيها كيفية معالجة أي مستجد، ونجاحها وتفوقها ليس حينما تأتي الرياح بما تشته السفن، بل عن كيفية التعاطي معها حين وجود أحداث طارئة، بكل حرفية وإقتدار والسعي الجاد لتدارك الامور السلبية، وتقليل نسبة الفشل الحاصل، نتيجة التخبط وعدم التخطيط لعدم وجود رؤية مستقبلية، حيث يتم ذلك عبر وضع ستراتيجية تضمن وجود قيادة ناجحة، تمر بمراحل نمو متصاعد عن طريق التدريب والتأهيل .

الشباب هم المعول عليهم لصنع مرحلة تتسم بالنضوج الفكري، وفهم الواقع بصورته الحضارية المتجددة، ومغادرة التقليدية والروتينة، التي تسبب تراكمات تزيد معها نسبة الفشل، والتوجه بصورة جدية نحو السير بما يوازي المستجدات وعلى جميع الأصعدة، لقد ثبت بما لا يقبل الشك ان مصير الدول مرهون، بما يمنح للشباب من مساحة لأدارة المؤسسات الحيوية، التي تحدد نجاح او فشل سياسة الدولة، هنا يكون التناسب طرديا فكلما كانت المساحة الممنوحة اكبر زادت نسبة نجاح العمل .
ما تمر به العملية السياسية الآن هو نتاج أفرزته سياسة التفرد بالقرار، أربع سنوات مضت لم يكن التغيير بالحسابات الواقعية موجودا، مما جعل التخبط والغموض حاضرا متسيدا كل حوار وتوجه، ما يثير الاستغراب والجدل، هو تمسك غير مبرر لشخصيات أعتدنا عليها، وهي تستحوذ وتتسيد المشهد السياسي، مؤكدين بذلك ان الديمقراطية هي مجرد شعار، يطلق قبل كل استحقاق انتخابي، أما عن ما يجري بعد الانتخابات فأنه جديد بكل شيء، هنا يجب التطرق الى ماهية وجود الدستور والسقوف الزمنية، فالمتابع يلمس تجاهل تام لما كتب وتمت المصادقة عليه من الجميع .
غياب التخطيط وغلبة المصالح الشخصية، انعكس سلبا على المشهد الختامي لتشكيل الحكومة، وقد اتضحت بوادر الفجوة الكبيرة بين الجهة الحاكمة، منذ بدء مرحلة ما بعد انهيار الدكتاتورية، وبين الطاقات الشابة النوعية المعطلة، والآن ونحن بصدد تشكيل حكومة جديدة نشهد تكرار أسماء منتهية الصلاحية، وكأن شعب العراق بحضارته العريقة وحاضره بشبابه الواعي، لا يوجد من يعول عليه ليكون أسمه بقائمة تضم الكثير من الشخصيات، ليكون رئيسا للحكومة المنتظر تشكيلها .
أغلب ألاسماء التي تقدم لا تحمل معها أي جديد، هناك من قدم شخصية أريد لها تكرار رئاسة الحكومة، وشخصيات تقليدية أكل الدهر عليها وشرب، حتى وصل الامر الى ان ينتهي وقت الحكومة الماضية دون بديل، ونعمل بهذه الطريقة على طلب وقت بديل للضائع، الذي أنقضى بالبحث عن شخص مناسب لقيادة دفة الحكم، وكأننا في لعبة كرة قدم، ينتظر فيها اللاعبون اللحظات الاخيرة لتغيير النتيجة، أما اذا أنتهى الوقت فالأنظار تتجه نحو الوقت بدل الضائع، عسى أن يأتي بجديد لم يأتي به الوقت الذي مُنح .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=123910
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 08 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28