• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل تجمعنا مائدة الحوار بدل ان تدمرنا ساحات المواجهة والعنف ؟! .
                          • الكاتب : د . ماجد اسد .

هل تجمعنا مائدة الحوار بدل ان تدمرنا ساحات المواجهة والعنف ؟!

متى ينتهي الحوار الى طريق مغلق ومتى ينتهي التصادم والمواجهات الى مائدة الحوار ونحن نعيد قراءة تاريخنا الحديث ...؟
لكن دعونا عند أولويات السؤال هل هناك قراءة صحيحة لتسلسل الأحداث كما وقعت قبل اي محاولة لوضع الاجابات كي نخرج من مأزقنا ..!
على إننا سنختلف ايضا في تعريف أولويات السؤال او منطقها ان كانت واقعية او مثالية مستمدة من الحقائق ام من الافتراضات الامر الذي سيرجعنا الى هل ثمة حوارات غير مجزية وغير مثمرة حقا تستدعي استخدام القوة والمناورة بعد ان ذاق شعبنا مرارات المواجهات وأعمال العنف والقسوة وما تركته من فقر وأحزان والام وكراهيات وبغضاء.
فهل حقا لا فائدة من الحوار ونحن لا نجد من يقف ضده وتحقيق مطالب المتظاهرين المشروعة وفي الوقت نفسه لا نجد من يدعو الى العنف مباشرة مع ان اثاره مازالت تترك جراحها عميقا في المجتمع العراقي وبمعنى ما فأن مناورات الخطاب العام تدفع بالمشكلات الى المزيد من التعقيد فيتداخل العنف بالحوار تارة والحوار بالعنف تارة ثانية كي تحافظ الأزمات على ديمومتها فهناك اشكاليات حول الدستور وهناك اشكاليات حول الفدرالية وإشكاليات حول توزيع الموارد واُخرى حول الاستعانة بالأجنبي وإشكالية حول الخدمات كافة الخ.
فهل نختلف هنا ايضا كي لانخرج من المأزق وهي ما ان تخفت حدتهاحتى ترزخ مجددا عبر الاتهامات والانقسامات والتهديدات وهذا كله لم يجري خلف الكواليس بل عبر عشرات الفضائيات التي أصبحت جزءا من الاشكالية وليس حلا لها مما سيضع العراق فوق بركان لان كل هذا الذي يحدث لم يفض الا ليكون الشعب وحده الخاسر الأكبر.
فبحسابات بسيطة يقوم بها المواطن المستقل او المؤرخ المنصف او المراقب الحيادي للقرن الأخير وللخمسون سنة الماضية وللعقد الذي نعيش ادق تفاصيله لا يجد في الغالب ان الحوارات أثمرت ولا يجد ان المواجهات كانت البديل مادام الشعب مثل سفينة تتقاذفها الامواج العاتية في عالم فقد منطقه.
فدعونا لانختلف عندما نعترف اننا اليوم نمتلك قدرة الكلام والكتابة حول مأزقنا بينما كانت العقود الماضية تمضي وغالبية مكونات الشعب لاتمتلك الا ان تنتظر الزمن الذي ربما يكون فيه الحوار وحده عاملا مباشرا لمواجهة العنف والفساد وللخروج من المأزق كي تجمعنا مائدة الحوار بدل ان تدمرنا ساحات المواجهة والعنف !!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=124058
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 08 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2