• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أحلام .
                          • الكاتب : نور صباح .

أحلام

 أغمض عينيه،وتأهب لحكم القاضي.يّتلهف افراد اسرتهِ خائفين،يعلم رقم ستةٌ وستون وكذلك اسرته، ما سيقوله الحكم المنتظر!.ينطق القاضي اخيرا:رقم ستّةٌ وستون الى كليّة الآداب!.
سيباشر تعليمه الجامعيّ في اختصاصٍ لم يحلم بهِ يّوما،وسيبتلع صفحات كتبٍ دراسية كالعلقم في روحه.كيف له أن يتوقف عن التفكير بتلك الكتب القانونية ربما اوالطبيّة التي تخيلها دوما ووّعدها باللّقاء؟ حسناً،هو لّن يتقبّل الامر وسيؤثر ذلك على نفسيّته طوال اربع سنوات،رغم انّه سيتقبل واقعه.فنحنُ العراقيّين نتقبّلُ كلّ شىءٍ بصمتٍ ودون اعتراض،لانّنا اعتدنا اقدارا ترتسم لنا من غيمات الصيفِ دون ان نشارك في تلوّينها.

سيعملُ مدّرساً بحسب اختصاصه،ولكنه لن يكون سعيداً!

سيمضي كل يومٍ يشرح ويعلّم طلّابهُ دون شعور ٍ،دون احساسٍ بما يفعله،دون شغف!،أهناك اقسى من ان يعتاد المرء عملا دون ان يكون شغوفا به؟.

ان دوّل الخارج ناجحة بسبب انهم يعملون مايحبون،احلامهم تتحقق،اهدافهم تنجح، لن تحكمهم ارقامٌ غبيّة لتقرّر مصائرهم الحياتيّة!.

هنا في بلادنا،الجميع اسرى للمعدل!،اسارى لوظائف لايحبونها واعمالا تنفذ عن ظهر قلبٍ دون شعورٍ ،دون حب..

أتسائل  لّو أنَّ الجميع عمل بما ترجوه نفسه، كم ستّتوّهج أعماق قلبهِ فتكون بكامل نقائها وتساميها ومّصداقيّتها.

كم من المؤلم حقا،أن السبب في تغيير أحلامك كان رقماً سخيفاً،واحيانا قاضيّا غير عادل يصاحبك ظلما لحقّك أثناء وّلادة هذا الرقم المهمِّ جدّاً! 

تحيّاتٌ لكلُّ مّن تخرّج مّن كليّةٍ لّم يرغب بها،ولمّ يحبّها يّوماً.لكلِّ مّن يعملُ الآن في وّظيفةٍ لم يحلم بها تحيّةٌ للأحلام التي خطّطتم لها ذات مساءٍ جميلٍ مفعمٍ بالحماس وّ ألامل، وابْتسمت قلوبكم في حلم يّقظةٍ لمّ يكّتمل.

تحيّةٌ للصيّدلاني اللذي ابتاعني علاجاً لحبّ الشباب،بدل علاج الحروق!.للعديد مّن الأطباء اللذين لايجيبون عن سبب الوجع في قلب أمي رغم العلاجات التي اتسائل من اين تأتي ان كان قلبها لايعاني شيئا كما يدّعون!.

لطبيبٍ يفتح قلب فتاة بدل امعائها!فتموت تحت يده إثر النزف الرهيب!.

لمهندسٍ يصنع طريقاً ربما الاجدرُ أن نسميهِ بطريق الموت!

بسبب غباء التصميم اللذي سبب في الكثير من حوادث السيّارات،وموت الناس!

وتحيّةٌ لمعلّمة تسأل مديرتها كيف تعلم الطلاب جدوّل الضرب!.

تحيةٌ للقادمين الجدد الى الساحة ..

للوظائف التي لم تحلموا بها فلن تقوموا بها على اكمل وجهٍ او تسامي ..

تحيّة لبلدٍ يهوي كل يومٍ نحو دهاليز العتمة..

عراقي الجميل،اعلم انك تستحق الافضل، افضل الاطباء..افصل المعلمين ،افضل المحامين،هناك جيدون وبرعوا في مجالاتهم حقا..لكنهم قلّة يا وطني الجميل،لاعليك لّنا ضوءُ أملٍ مّا يراقب هذه الظُلمة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=124139
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 08 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15