• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لنفكر بالعيش ثم نفكر في المستقبل .
                          • الكاتب : فلاح السعدي .

لنفكر بالعيش ثم نفكر في المستقبل

حينما تستقرأ حال الواقع العراقي ستجد الكثير ممن تترواح اعمارهم بين (10 إلى 15) سنة وهؤلاء المفروض هم (فتية بناء مستقبل العراق) ...
لكن حينما تتطلع إلى ما يمرون به تجد المأساة التي ملأت صدورهم وظهرت في نظرات عيونهم وحينما تسألهم لماذا...؟
يقولون: وماذا نفعل...!!! وباللهجة العامية (شنسوي) و(شبيدنا) و(وين انروح) ووووو
كيف تعطي الدولة الحق لنفسها في عدم الاهتمام بهذه الاعمار التي ممكن ان تكون يوما ما زهورا ممكن ان تتعطر بها البلاد ....
أقول لهذه الحكومة ولكل مسؤول ...فأنتم هو المسئول أمام رب الأرباب الذي سيسائلكم عن هؤلاء الشباب...
الم تعلموا أنكم تهدمون جزءا اساسيا من البناء ؟!
ألم تعلموا أنكم تهدمون الأجيال اللاحقة ؟!
لأنكم بإهمالكم لهؤلاء سوف تهمل لديهم الأبناء ...فكيف يوفر الأب مستلزمات الحياة التنموية وهو لم يرها مطلقا في عراقنا الجريح ...؟
ان مما أثار هذا الكلام هو ان احدى القنوات في التلفزيون وفي جولة وسط مناطق عاصمة العراق (بغداد) اظهرت ما تعيشه بعض المناطق من التخلف والرجعية وكأنها تعيش وسط بلاد لا تملك ثروات ولا تسرق فيها المليارات ولم تر في حياتها الطائرات ....وكانه بلد مقفر من زرع الحياة ...
وحينما التقى مقدم البرنامج مع الناس وكانوا من النساء والاطفال  واليانعين والشباب فترى ان جوابهم واحد مع اختلاف اعمارهم وهو (ماذا نفعل نريد ان نعيش) ...
فهنيئا لحكومة تدعي الثقافة والتقدم والتطور قد أوصلت شعبا لهذا الحال ...
فلا هي ترحمه ولا هي تترك الرحماء يرحموه ...جعلت الشعب كمن يقول من الشعراء:
أوطاني عُلبةُ كبريتٍ
والعُلبَةُ مُحكَمَةُ الغلْقْ
وأنا في داخِلها
عُودٌ محكومٌ بالخَنْقْ .
فإذا ما فتَحتْها الأيدي
فلِكي تُحرِقَ جِلدي
فالعُلبَةُ لا تُفتحُ دَوماً
إلاّ للغربِ أو الشّرقْ
إمَّا للحَرقِ، أو الحَرقْ

فالشعب لا يحصل على شيء إلا أن يقتل في الشوارع والساحات وسط نزاعات السياسيين أو يحصل على نقص الخدمات والموت في المستشفيات...
فما هي الخدمات التي وفرتها الحكومة....نعم  فقد وفروا للشعب أفضل خدمة
وهي انه ينتقل إلى بلاد أخرى
 لا يرى فيه المأساة وبعيدا عن ذل طلب الخدمات وبواسطة نار المفخخات
وهي بلاد القبر الحاوي جسدا خاوي لا يسأله منكر شيئا
ونكيرا قد يبكي لحاله
حينما يسأله فيقول إني عراقي إني عراقي....
فلذا على الحكومة ان تعيد النظر بأنسانيتها قبل ان تعيد النظر بقراراتها وازماتها ونزاعاتها التي يذهب كل يوم ضحيتها الفقراء والشعب الجريح,وإلى الله المشتكى
والذي يطلب صفواً بعده ... إنما يطلب شيئاً مستحيل
 فلاح السعدي
23/12/2011م
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=12416
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 12 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19