• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الآسياد.. قراءة مختلفة .
                          • الكاتب : خالد جاسم .

الآسياد.. قراءة مختلفة

مؤكد أن التنافس في كل الألعاب الفردية منها والجماعية في الدورة الأولمبية هو تنافس ساخن وشديد بين مدارس متقدمة ومنتخبات عريقة وكبيرة، كما هو صراع تفوق مضن وقاس بين أبطال متمرسين يمتلكون كل معايير التفوق الشرس، وصنعتهم بلدانهم على مدى سنوات ليكونوا أبطالا بحق وحقيقة، وترسم عليهم الامال الكبار في تأكيد هذا التفوق ميدانيا، في المناسبة الرياضية الأهم والأكبر التي تجري كل أربعة أعوام وهي الدورة الاولمبية حيث يكون مقدار الأوسمة التي يحققها كل بلد في جدول المنافسة هو معيار التقدم الحقيقي لهذه البلدان في عالم الرياضة, كما إن طبيعة هذا التنافس ومن خلال البرامج العلمية والحسابات الموضوعية تعني بمنتهى البساطة ومن دون غوص في التفاصيل الفنية والحسابات العلمية إن تلك الدول تستغرق ما لا يقل عن أربعة أعوام في صناعة كل بطل رياضي تعلق عليه الطموحات في التنافس على أحد الأوسمة الاولمبية وعلى وفق معادلات رياضية تحسب الجهد والزمن والأرقام، من خلال إعداد علمي مبرمج وإحتكاك دائم ومن ثم تأتي النتائج في الاولمبياد على وفق حسبة دقيقة، وليست نتاج ضرب من الخيال أو صنيعة الصدفة أو الحظ . وعلى المستوى القاري تعد دورة الألعاب الاسيوية التي تعتبر أكبر تجمع رياضي قاري تشهده اسيا مرة واحدة كل أربعة أعوام بمثابة أولمبياد مصغرا بل أن الأسياد يأتي بالمرتبة الثانية عالميا بعد الأولمبياد من حيث كثافة الحضور وعدد الدول ومجموع الألعاب والفعاليات الرياضية الفردية منها والجماعية , ولذلك تمنحه الدول الاسيوية المتقدمة رياضيا بشكل خاص أهمية قصوى كونه بمثابة المطبخ الحقيقي الذي تصنع فيه تلك الدول على وفق برامج أعداد علمية مشاريع نجوم وأبطال الذهب في كل تلك الفعاليات وتحضيرهم للأولمبياد بعد دراسة وتقويم نتائجهم وأرقامهم وحصيلتهم من الأوسمة في الدورة الاسيوية, وكثيرا ما شاهدنا خيرة الأبطال الأولمبيين من القارة الصفراء قد كانت منافسات الدورة الاسيوية هي محطة أنطلاقتهم الواثقة والحقيقية نحو مراتب التقدم والأوسمة الملونة على المستوى الأولمبي. وعلى الصعيد العراقي وقبل وبعد كل مشاركة لنا في الدورة الأسيوية يتساءل بعضنا ويقول: هل نحن نمتلك فعلا مقومات تؤهلنا لحصد الأوسمة وتحقيق النتائج التي تضعنا في مصاف الدول الاسيوية المتقدمة ؟. الجواب بكل بساطة هو كلا بل وألف كلا كما هو حال مشاركاتنا ذات الطابع الرمزي في الدورات الأولمبية وصار حلم الحصول على وسام أولمبي ثان يضاف الى وسام الخالد الذكر عبدالواحد عزيز مثل حلم العصافير، والأسباب هنا معروفة لنا جميعا والكل يتحمل المسؤولية وليس من المنطق بل وحتى من المعقول أن نتهم هذه الجهة أو تلك مع الأعتراف هنا طبعا بمقصرية اللجنة الاولمبية على صعيد غياب التخطيط العلمي في رياضة الأنجاز، وهو تقصير تتحمله كذلك الاتحادات الرياضية كما تتحمله وزارة الشباب والرياضة، لأنها الجهة المسؤولة عن توفير البنى التحتية الأساسية التي بدون توفرها وحضورها الفعلي وليس على الورق او في كرنفالات وضع حجر الأساس التي لا تغني ولا تسمن عن جوع وهي مشكلة مزمنة ولها جذور وترسبات ترتبط بالحقبة الزمنية الماضية، حيث أستنزفت الكثير من الأموال والجهود في مشاريع ومنشات بعضها ولا أقول معظمها غير ذي جدوى للرياضة والرياضيين، كما لم يتمكن جهابذة التخطيط وعباقرة التدريب من بلوغ العتبة الأولى في صناعة مشروع بطل اولمبي عراقي، وكيف نطلب من اللجنة الاولمبية العراقية التي تتقاذف عليها سهام النقد حقا أوباطلا ان تنهض بالتخطيط الصحيح ووضع ستراتيجية عمل رياضي سليم وهي تفتقد العديد من المقومات المهمة الغائبة, وكيف نتوقع من أتحادات رياضية معظمها مبتلية بشتى الأمراض والعلل، أن تنتج لنا أبطالا اسيويين أو أولمبيين حيث صناعة البطل في كلتا الحالتين على وفق المواصفات الحقيقية لن تتحقق بالسفر والمعسكرات التدريبية فقط بل تحتاج الى خلق بيئة رياضية صحية وصحيحة في داخل البلد أولا وأخيرا، وهنا تسكب العبرات والحديث مؤلم جدا وذو شجون وعقدت من أجله مؤتمرات ورسمت له ستراتيجيات على الورق، كما رشحت له حلول ومعالجات لكن بقي الحال على ما هو عليه وسيبقى كذلك بكل تأكيد, وهي مسؤولية يجب أن ترتدي ثوبا تضامنيا شاملا تشارك فيه كل الجهات المعنية بالرياضة، لأن صناعة البطل وتحقيق الأنجاز العالي هما ليسا مسؤولية اللجنة الاولمبية وحدها، وأن كانت هي نفسها المعنية أكثر من غيرها في ذلك، لكن بلوغ الأنجاز وقبل ذلك النجاح في تشييد قاعدة الأبطال في رياضتنا الذين تتوفر فيهم مواصفات تحقيق الأنجازات في المدى المنظور بل وحتى على المدى البعيد، يجب أن تكون فيه مساهمة مباشرة وأساسية من الأطراف الأخرى وبضمن ذلك الدولة نفسها كما أن توفير المناخات والبيئة الضرورية في خلق وصناعة الأبطال لايمكن أن تتحقق بغياب الملاعب والقاعات المتخصصة والأجهزة والمعدات الحديثة مع مايضاف اليها من مدربين على قدر كبير من الخبرة والكفاءة الفنية، وامكانية رسم كل منهم وبالتعاون مع الاتحادات المسؤولة مفردات المناهج العلمية المتضمنة كل تفاصيل الاعداد والأحتكاك والتنافس الصحيح والمنتج، مثلما أن الأستفادة من بروتوكولات التعاون مع الدول المتقدمة تبدو مهمة جدا على صعيد زج هؤلاء الأبطال في معسكرات تدريبية وخوض تدريبات ومنافسات مشتركة مع أبطال تلك الدول وهي مسؤولية كبيرة وكما سبق القول يجب أن لا تكون اللجنة الاولمبية من يتحمل ثقلها بالكامل، بل تجب مساهمة الجميع بمن في ذلك الاعلام الرياضي، لأن صناعة البطل وتحقيق الأنجاز الرياضي هو صناعة وطنية تتطلب مجهودات دولة لأن ثمار البطولة ليست أقل من أي منجز أو نجاح في السياسة أو الفن أو الأقتصاد أو الدبلوماسية وغيرها من النجاحات والأنجازات التي تتغنى بها الأمم الشعوب المتحضرة.

السطر الأخير

** الأيام أفضل جهاز لكشف الكذب.
برنارد شو




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=124179
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 08 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28