• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأزمات السياسية .. أم فشل أداء الحكومات .. ام الأقتتال الطائفي .. العراق الى أين ؟ .
                          • الكاتب : نبيل القصاب .

الأزمات السياسية .. أم فشل أداء الحكومات .. ام الأقتتال الطائفي .. العراق الى أين ؟

مع أطلالة صباح جميل في عراقنا , تناقلت الوكالات أخبار سلسلة من التفجيرات في العاصمة بغداد , هذه التفجيرات الأول من بعد الأنسحاب بأعتبار هدية الأنسحاب , وهدية أعياد ميلاد رأس السنة الميلادية . الناس في العالم كانوا منشغلين في شراء المفرقعات والهدايا وتبادل بطاقات التهانيء , لكن شعبي المسكين في العراق   أحتفل على طريقته الخاصه والاحتفال بتفجيرات حقيقية وقتل الابرياء , والبعض من الخائبين وبقايا البعثية السفلة ومرتزقة دول أرسلوا السيارات المفخخة كبطاقات تهنئة.
 
الهجمات الأرهابية الأخيرة  نتيجة أزمة سياسية بين رؤوس القوى المحسوبة على السياسيين العراقيين , وعرض القوة بين القوى الطائفية , وصراع قديم يتجدد لمجرد أحتكار السلطة من قبل شخص واحد , أو طائفة مدعومة من دول المحور . تلك الهجمات أمر واقع قبل وبعد الأنسحاب الأمريكي . والصراع على السلطة والأزمة السياسية في العراق بين الاطراف السياسية  بدأت بمجرد دخول القوات الأمريكية وسقوط النظام البعثي من اجل الولاء للمحتل والحصول على اكبرحصة من الوليمة.
 
منذ تأسيس الدولة العراقية وشعب العراق مدمر ومحبط , من أنقلاب الى أنقلاب ,  والعراق تّمر بأزمات سياسية عصيبة بلا جدوى . ولكن تنفس الشعب المظلوم الصعداء بعد اندحار الدكتاتورية الصدامية , وتفاءلوا بالخير رغم علمهم معنى الاحتلال وتجربتهم الكبيرة مع الاحتلال , لكن في المقابل تراضوا وقبلوا بالمحتل من أجل الخلاص من حكم النار والحديد .  ولكن مع الأسف الحكومة العراقية الجديدة جاءت على ظهر الدبابات الأمريكية معززين ومكرمين, وتشكلت الحكومة من ساسة ترعرعوا وعاشوا في النعيم خارج العراق وكانوا معارضة بالأسم فقط . عدا البعض القلة منهم كانوا في الجبال منخرطين  بجانب اخوانهم الكورد في الثورات الكوردية او ثوار في اهوار الجنوب . لهذا نجد ان ابناء الشعب الذين ضحوا بالغالي والنفيس لم يشاركوا في الحكومة , وبرزت الميليشيات المسلحة للطائفية والقومية , من اجل تصفية الحسابات بالأضافة الى دور دول الجوار وتأجيج حرب الطائفية والأقتتال الداخلي الى يومنا هذا . وكل ذلك من أجل عدم أستقرار العراق . 
 
بعد أكمال ألانسحاب الآمريكي وزيارة المالكي الأخيرة الى أمريكا , عاد ليعلن عن تورط البعض من السياسيين في الحكومة بالعمليات الأرهابية وفي مقدمة هؤلاء طارق الهاشمي , نائب رئيس الجمهورية , والقاء القبض على البعض من أفراد حمايته وعرض أعترافاتهم , وطار هو الى كوردستان  وأستقر هناك , المثير للجدل , لو أن المالكي كان يعلم منذ ثلاثة سنوات بأعمال الهاشمي , لماذا أخفى كل هذه المعلومات , ألا يعتبر هذا تستر على مجرم ؟ وخيانة للوطن ؟ ولماذا ؟ وأين كان ؟ ولمصلحة الكرسي لم يتحدث المالكي أن كان صحيحا ؟ ومن جانب أخر يطل علينا النائب السابق ورئيس حزب الامة العراقية مثال الالوسي ويقول أنه لديه أدلة ثبوتيه بأن الهاشمي هو من قتل أولاده . أين كان هو الأخر ؟
 
هكذا تصاعدت وتيرة الاتهامات بين الأطراف من أجل أعادة ترتيب الآوراق بعد الآنسحاب الأمريكي . وأنتهت المسرحية الهزلية , وأعلن المالكي وحزبه العداء والحرب المعلن لمعارضيه , وأشعل فتيل القنبلة الموقوته , ليدقوا ناقوس الخطر ويتجاوزوا الخط الأحمر بين الطائفية , ويبدأ أنتقام الطرف الأخر بتوجيه سلسلة أنفجارات على الشعب العراقي المسكين ويحولوا بغداد الى أرض محروقة كرسالة واضحة الى قدرة وقوة الطرف الأخر والمعارض للمالكي وحكومته وخططه الآمنية الهشه . 
وتبين لنا كم أن هؤلاء يلعبون بمصير الشعب العراقي من أجل لعبة الكراسي والتحكم بالسلطة . وكيف أن الحاكم المطلق لايقبل بكلمة دكتاتور رغم انه دكتاتور بالفعل ويدير البلاد بدكتاتوريته . 
 
ليعلم المالكي ومن معه في هرم السلطة , أن العراق مقبل على التقسيم المعلن منذ عقود من الزمن , أقليم كوردستان سيتحول الى دولة , أجلا ً أم عاجلا ً , وسيتم الأعلان عن الأقليم السني , وستبقى للعراق الأقليم الشيعي الموالي لجمهورية أيران الأسلامية الشيعية , ولامحال ولاحل أخر إلا بالتقسيم . وليفعل مايفعل الدكتاتور . واذا كنتم تسألوني عن مصير الأخرين  فأن الحل معهم الى أي أتجاه سوف يتجهون . 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=12468
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 12 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18